كتبت د / مايسه عبد الحى شعيب
أراد شاب أن يتزوج ووضع فى أحلامه إمرأة بيضاء تسر الناظرين وعندما تزوج وكشف عن وجه زوجته وجدها سوداء وليست جميلة فهجرها فى ليلة الزفاف لإنه لم يراها من قبل
وأستمر الهجران بعد ذلك فلما أستشعرت زوجته ذهبت إليه وقالت له يا مالك لعل الخير يكمن فى الشر وأتم زواجه ولكن إستمر فى قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها فهجرها مرة ثانيه
ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاماً ولم يدرى
إن إمرأته حملت منه
وبعد عشرين عاماً رجع إلى المدينه حيث يوجد بيته وأراد ان يصلى فدخل المسجد فسمع إمام يلقى درس فجلس وأستمع له وإنبهر بكلامه
فسأل عن إسمه فقالوا هو الإمام أنس
فقال إبن من هو ؟
فقالوا إبن رجل هجر المدينة من عشرين عاماً إسمه مالك
فذهب إليه وقال له سوف أذهب معك إلى منزلك ولكنى سأقف أمام الباب وقل لإمك رجل أمام البيت يقول لكى لعل الخير يكمن فى الشر
فلما ذهب وقال لإمه قالت أسرع وأفتح له الباب
إنه والدك أتى بعد غياب ولم تقل له إنه هجرنا وذهب فهى لم تذكر أباه طول غيابه بسوء أو مكروه
فلم يكن هذا الرجل يتوقع أن يكون هذا الشاب الذى يلقى دروساً وخطب ومواعظ للناس يكون إبنه الإمام أنس بن مالك
ففي أحيان كثيرة نهرب من الأمور والأشخاص الذين لا يأتون على ماتشتهي أنفسنا وتغيب عنا مقولة لعل الله أراد بذلك خير