” قصة وعظة “
بقلم هشام صلاح
كثيرة هى القصص ولكن القليل منها التى تقدم العبروالعظات التى تهدينا فى دروب الحياة المتشابكة – ومن خلال مقالنا نقدم لبعض منها محاولين أن نسبر أغوار الحقيقة التى تقدمه والعظة التى تسوقها —
وليكن البدء مع قصة الكفيفين وأم جعفر زبيدة “
جلس رجلان قد ذهب بصرهما على طريق أم جعفر زبيدة العباسية لمعرفتهما بكرمها.
فكان أحدهما يقول : ” اللهم ارزقني من فضلك ”
وكان الآخر يقول : ” اللهم ارزقني من فضل أم جعفر.”
وكانت أم جعفر تعلم ذلك منهما وتسمع، فكانت ترسل لمن طلب فضل الله درهمين،
ولمن طلب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير.
فما كان من صاحب الدجاجة إلا أن يبيع دجاجته لصاحب الدرهمين، بدرهمين كل يوم،
وهو لا يعلم ما في جوفها من دنانير. أقام على هذه الحالة عشرة أيام متوالية،
ثم أقبلت أم جعفر عليهما، وقالت لطالب فضلها: ” أما أغناك فضلنا ؟ ”
قال: وما هو؟ قالت : ” مائة دينار في عشرة أيام،”
قال: ” لا، بل الدجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمين.”
فقالت: هذا طلب من فضلنا فحرمه الله،
وذاك طلب من فضل الله فأعطاه الله وأغناه.
* أما قصتنا الثانية فلنرى ما تقدمه من عبرة وعظة
قصة الشيخ عبدالسلام من علماء القصيم بالمملكة
يقول : ” كان أبي شيخاً كبيراً لم ينجب وبعد مدة رزق أبي بي وكان أبي دائماً ما يفكر في مستقبلي ويقول ” ” أنا رجل كبير وزوجتي كذلك فمن سيتولى ابني بالرعاية بعد وفاتي.”..!
يقول : ” ذات ليلة كانت المنازل في القصيم من طين وكانت فترة سقوط أمطار…فدق الباب رجلاً وكان أبي متكئاً فإذا هو جارنا قد هدم المطر كل بيته وكان يطلب المساعدة فأخرج أبي صرةً من تحت المخدة وأعطى الجار نصفها ثم أعاد الباقي تحت المخدة والجار ينظر إلى مكان الصرة..
فقال الجار في نفسه : ” كيف أستطيع أن آخذ باقي المال دون أن يعرف جاري بذلك..؟
ففكر في نفسه وخطط ولم يعلم ن كل الأفكار تحت نظر الجبار ”
فقال في نفسه : ” إذن سأخرج الولد الصغير خارج البيت فإذا سمعت الأم صراخه ستخرج لأخذه ثم أدخل وأقتل الأب وأسرق المال.. ففعل ما أراد وأخرج الطفل خارج المنزل فلما تساقط المطر سمعت الأم صراخ طفلها خارج المنزل في أقصى المزرعة
فقالت لزوجها : ” إن ابني يصرخ خارج المنزل فكيف خرج وهو صغير لآيستطيع المشي تعال معي لنأخذه فقال الزوج : أذهبي وأتي به قالت : لا ، أنا أشعر أن في الأمر شيء !! إن ابني لايستطيع المشي فكيف خرج..؟ وأصرت على زوجها ليخرج معها والمطر يتساقط فلما خرجا ،
دخل الجار يريد سرقة الصرة ووجدا الزوجين الطفل في أقصى المزرعة فعادا للمنزل فإذا المنزل قد سقط سقفه وتهدم فقالوا : ” إن من أخرج الطفل هم الملائكة حتى لا نموت في البيت ، وباتا الليل عند أحد جيرانهم فلما كان الصباح حدثت المفاجأة
{عندما ذهبوا للمنزل لأخذ أمتعتهم وجدوا الجار قد مات في المنزل وهو ممسك بصرة المال التي أراد سرقتها..} فسبحان الله الجبار..!
خطط وتجبر فلما بلغ أعلى جبروته قصم الله ظهره..
يقول الشيخ عبدالسلام بعدها علم والدي أن الله لن يضيعني ووكل أمري لله “
فلنعلم أن فى كل أمر حكمة وفى بعض القصص عبرة لأولى الباب
” قصة وعظة “