متطرف ، وكان يسكن هنا وطردته السلطات. لا بل وله علاقات جنسية مع عاهرات من حينا ومن أحياء أخرى. كيف لا أعرفه . يا حسام أنا أصدقك القول . لا تبع له إلا السمك في الماء . ونصيحة مني لك إبحث عن تاجر أخر يشتري منك روايتك.
حسام لا يصدق أن المُثقف الذي أقسم على أنه قرأ روايته عشرات المرات متطرف أو ماجن. وفي نفس القصة المكتوبة بقلمه إكتشف المُثقف الكثير من الحكم والأفكار الإنسانية الراقية. وأبدى إعجابه بها. ولو كان ليس واعيا أو قارئا أو مثقفا أو ربما حتى متدين. لما إكتشف ما تزخر به رواية ” الإعتقال ” من إبداع وأدب.ولهذا إعتذر حسام : يا كريم إتقي الله ، لا يمكن أن يكون المثقف متطرفاً. فساعدني على تحديد سعرللبيع. وموعد لمقابلتك معه كي تطبع الرواية في مطبعتك. وكما أشرت هو سيدفع التكاليف . وأنتم ستطبعون وتنشرون. وثلاثتنا سنقتسم الربح سويا على أن يعود له رأس ماله أولا من الأرباح الأولى .
لم يجد كريم صبر يقابل به صديقه حُسام. ولم يجد صديقه أمامه . لآن المتطرف أصبح مثقفا وسيطر على عقله . وإستطاع أن يدخل في شراكة منحوسة . يراها كريم سببا كافيا لإعتقاله أو طرده من الحي هو أيضاً. فقال لحسام أنا لا أملك المطبعة وحدي وأنا على يقين بأن شقيتي سوف لن تضع يدها في يد متطرف و”سوابق”
حسام يعرف أنه تعلم كيف يكون قويا في الشدائد . لآنه يعرف أنها سابقة في علم الله . وهو وحده يقرر ردها عنه، أو يسلطها عليه. لذا قال لكريم حسبنا الله ونعمى الوكيــــل.وتمسك مجددا بما تمكن من إستخلاصه لنفسه من شخصية المثقف المثالية. وقال لكريم: أترك لك فرصة مراجعة أختك . وسوف أبدأ البحث عن ناشر أخر . وأنا أأسف لآن الممول مستعجل .
لا يريد كريم الإنتباه إلى عجلة حسام . بل يريد مساعدته على التعاون مع المتطرف بعيدا عن مؤسسته وطموح شقيقته. فقال له : يا حسام إنتبه إلى أن وقتك قد يضيع بيني وبين أختي . فلا تكن غبيا كثيرا وتورط نفسك مع المتطرف . وفي نفس الوقت أترك لك إختيار ناشر غيري من الأن.
إبتهج حسام بما سمع . فهو أيضا يفرحه الخلاص من عراقيل يراها غير شرعية. وضعها كريم في طريق المثقف. معتمدا على ما سمعه من الناس. وما إستدرك وقال له: سأنشر “الإعتقال” على نفقة المثقف، وأنت ستمتنع على نشرها على نفقة المتطرف، يحدث هذا رغم أنك صديقي الكبير منذ أيام الجامعة. ألا تلاحظ أن الشيطان نزغ بيني وبينك.
لا يمكن يا حسام. أراد كريم نفي أن يكون الشيطان سببا لرفض العرض . وأشار إلى ما يذكر صديقه بكونه متأكدا من أن المتطرف كان جاره . الذي تطرف في حيهم . الحي الذي ربح منه كل رأس ماله . عندما كان يتاجر في الممنواعات ، ويمتلك أوكارا للرذيلة والدعارة.
بعدما تعرف حسام على كريم. كان حشيش الأرض لا يكفيه ليزن رأسه المنحوس . ويعتدل فاهما في وقفته بين الطلبة. ولآنه أسدى له النصح مطولا وساعده على الشفاء من الإدمان على تعاطي المخدرات. أصبح متكبرا على مرضى حسام . وحسام لا يهمه أن يخسر رواية بقدر أن يهمه أن يربح مريضا. يمسك بيده حتى النهاية السعيدة. فقال له يا كريم إرحمه فهو كما أشرت مثقفا لا متطرفا. ولا تنسى أنك كنت مريضا وشفاك الله .
بعد دقيقة من التفكير كرر كريم رفضه للعرض. وقال لحسام: لا أحد يضمن لك إقناع المتطرف على تعاطي الثقافة بدل التطرف. ومع هذا جرب بدون أن أكون معك .
بعد أعوام من صدور رواية “الإعتقال” على نفقة المثقف . أصبح حسام والمثقف صديقان لا يفترقان . وجمعت بينهما أعمال كثيرة منها الأدب ومنها الثقافة بصفة عامة. كما أن الله رزقهما ثروة كبيرة من عائدات النشر .