قصة فى أغنية :
مع هرم الزجل و ” القلب يعشق كل جميل “
كتب هشام صلاح
قصة فى أغنية
بيرم التونسى أو “شاعر الشعب وهرم الزجل”، من وجه النظر النقدية هو رائد شعر
العامية في مصر حتى أن من تبعه من الشعراء سار على نهجه ، بدايته الحقيقية
كانت من الإسكندرية وقت ازدهار ثورة 1919 التي شهدت نموا كبيرا للحس الوطنى
وجاء تعاونه مع صديقه سيد درويش ليقدم الثنائي أروع الأعمال التي تنبض بالوطنية
وتُعدّ الآن من التراث الثقافي المرتبط يتلك الفترة
أما عن رائعته ” القلب يعشق كل جميل ” والتى شدت بها
كوكب الشرق أم كلثوم من ولحنها رياض السنباطي
في يناير 1971 يقول السنباطى : ” كنت أتحدث إلى زوجتى عن مقطع
من أغنيته الدينية وظللت أدندنه على عودىوقلت لها : ” اذا كان الله لم
يكتب لي حتي الآن أن أحج وأزور مكة والمدينة فسوف أحج بهذه الأغنية..
فسألته : أي أغنية يارياض, قال : اسمعي هذا الكلام وقرأ لها القلب يعشق
كل جميل.. وياما شفت جمال ياعين.. واللي صدق في الحب قليل.. وان دام يدوم.
. يوم ولا يومين ـ قالت الله دي أغنية عن الحج ربنا يكتبها لك ثم انصرفت فهى قد
أعتادت أن تتركه وتغلق عليه باب غرفته إذا هم بعمل جديد وبخاصة بعد علمها أن
ـ الست ـ أم كلثوم طلبت منه أن يسمعها بأقصى سرعة مذهب الأغنية
– قصة الأغنية ، يروى أن أحد السفراء السعوديين قال لأم كلثوم – لماذا لا تقدمي
أغنية عن الحج يتغني بها الحجاج والمسلمون في كل مكان ؟ ..
أعجبت الفكرة أم كلثوم فعرضتها على الفور علي السنباطي, وقبل مرور
أسبوع تحدث ام كلثوم إلى السنباطى وقالت أنا وجدت الأغنية وطلبت منه
الحضور لتقرأ عليه كلمات أغنية ” القلب يعشق من ديوان الشاعر الكبير بيرم
التونسي” حيث يصف بيرم ببراعته مناسك الحج فى أبياتها وينبهر السنباطي
بالأغنية ويعتكف شهرين تقريبا لاتمام تلحين الأغنية ليتم التسجيل بعدها
في ستوديو 46بالإذاعة وذلك بحضور مندوب صوت القاهرة وطبع منه آلاف
الاسطوانات,لتنتشر بعدها في جميع الأسواق العربية, وتسعد أم كلثوم بابداعات
السنباطي اللحنية خاصة في مقطع مكة المكرمة وتغني معه في الاستوديو.. “
مكة وفيها جبال النور.. طالة علي البيت المعمور.. دخلنا باب السلام.. غمر قلوبنا
السلام.. بعفو رب غفور.. فوقنا حمام الحما.. عدد نجوم السما.. طاير علينا يطوف
بالعفو والمرحمة. ـ “
وبعد جلسة الاستراحة تستعد أم كلثوم لتغني مقطع المدينة المنورة الذي أبدعه
بيرم وجسده السنباطي لحنا لتكتمل الصورة أكثر حلاوة بصوت أم كلثوم. ـ” جينا علي
روضة هالة من الجنة.. فيها الأحبة تنول كل اللي تتمني.. فيها طرب وسرور.. وفيها
نور علي نور.. وكاس محبة يدور.. واللي شرب غني..”
وينتهي التسجيل وتنتشر الأغنية وتمر الأيام إلى يوم مشيئة الله للسنباطى
بأن يذهب لآداء العمرة ويستمع للمعتمرين وهم يقبلون علي شراء نسخ من
أغنيته في مكة والمدينة وهم منبهرون بها ولم يملك نفسه فقام يسألهم عن
الأغنية دون أن يفصح عن شخصيته وهنا شكر الله علي هذا النجاح وهنا سأل
نفسه متعجبا – كيف وضع اللحن لهذه الأماكن المباركة قبل أن أراهابعدها أشتد
المرض علي أم كلثوم لتكون القلب يعشق آخر ألحان السنباطي لها لتفارق الحياة بعدها
قلب يعشق كل جميل وياما شفتِ جمال يا عين
واللي صدق في الحب قليل وإن دام يدوم يوم ولا يومين
واللي هويته اليوم دايم وصاله دوم
لا يعاتب اللي يتوب ولا بطبعه اللوم
واحد مافيش غيره ملا الوجود نوره
دعاني لبيته لحد باب بيته
ولما تجلى لي بالدمع ناجيته
كنت ابتعد عنه وكان يناديني
ويقول مصيرك يوم تخضع لي وتجيني
طاوعني يا عبدي طاوعني انا وحدي
ما لك حبيب غيري قبلي ولا بعدي
أنا اللي أعطيتك من غير ما تتكلم
وانا اللي علمتك من غير ماتتعلم
واللي هديته إليك لو تحسبه بإيديك
تشوف جمايلي عليك من كل شيء أعظم
سلم لنا تسلم سلم لنا تسلم
مكة وفيها جبال النور طالّة على البيت المعمور
دخلنا باب السلام غمر قلوبنا السلام بعفو رب غفور
فوقنا حمام الحما عدد نجوم السما
طاير علينا يطوف ألوف تتابع ألوف
طاير يهني الضيوف بالعفو والمرحمة
واللي نظم سيره واحد ما فيش غيره
جينا على روضه هلا من الجنة
فيها الأحبة تنول كل اللي تتمنى
فيها طرب وسرور وفيها نور على نور
وكاس محبه يدور واللي شرب غنى
وملايكة الرحمٰن كانت لنا ندمان
بالصفح والغفران جاية تبشرنا
يا ريت حبايبنا ينولوا ما نلنا
يا رب توعدهم يا رب يا رب واقبلنا
دعاني لبيته لحد باب بيته
قصة فى أغنية