اندفعت إليه ، في لحظة كان ليس لديها بديل سوى الانتحار ، أو تصرخ بها
– أحبك
ما أن ولجت مسكنه ، كادت ترمي بجسدها بين يديه ، اقتحمها بنظرات ذئبية ، فتحجمت رغبتها .
رمقته خوفا ، تقهقرت غير مصدقة ، سألته في بلاهة ، هل أنت ؟
” لما كانا يتوسدا حافة الليل ، ويحملها عبر اشواق الروح ، يروي لها لحظة ملامسة الوجدان للوجدان ، تصير خلايا جسدها ، نغمات سحرية ، مساحات من عوالم لم يرتادها بشر من قبل ”
– هل أنت بهذه الرقة ؟
كم مرة مضغتها ، خجلا ، ولم تبوح بها .
هي الآن ، امامه ، تقزم ، صار مزريا ، دفعته بعنف انكسارها ، وهربت .
” الليل ، هو ذات الليل ، حين كان همسه يتخللها ، ويرتقي بها ، حتى تشعر أنه يحل بجسدها ، بل يمتزجا معا ، هل للعشق أن يصير كذلك ؟
يبتسم تلك الابتسامة الطفولية ، التي انجذبت إليها ، منذ تعارفا .
– أتعرفين ، ما الإحاطة في الصوفية ؟
– عرفني بها
” كانت حتى حين يسألها عن شيء تعرفه ، تطالبه أنه يوضحه ، تستغرب من ادعاء الجهل معه ، تزاحمت تفسيرات كثيرة في رأسها ، اكثر ما اعجبها ، أنها تود أن تسمع نبرة صوته ، تأثير الانفعال المتصاعد على وجنتيه ، حركة شفتيه ”
– الإحاطة ، تعني أن يتوحد المريد بشيخه ظاهرا وباطنا
تضحك برعونة عاشقة
– واعرف من ذلك أنك تتوحد بي !!
– نعم يا ظاهري وباطني
بخجل :
– هل تقبل أن تضم نون النسوة لذاتك ؟
يضم رأسها إلى صدره ، ترغم جسدها على الابتعاد.
” نظرت خلفها ، وصرخت دون صوت ، اتيتك لأشكو ، روحي التي تهرب من الجميع إليك ، عن رغبة التوحد والحلول ، أن اناديك ، فتدرك أنك كوني ”
في هذه اللحظة ، ودت بصدق أن تعود إليه ، تستحلفه بكل اللحظات التي هزت بكارة مشاعرها ، تسأله…. من اين جاءت المفارقة ؟ ذئبك ، أم التفاحة التي في حنايايا !!