كتب لزهر دخان
كتب صديقي صلاح كرام “في عمق الهوية الوطنية ” وهو النص الذي شاهدنا فيه الوطنية توجد في أكيدها مبتعدة عن شرودها بفعل تشويش بطاقات التعريف وجوازات السفر والجنسيات المكتسبة. والجنسيات التي حملها الإنسان وحمل من حملها أو كرهها نتيجة ظلم الأخرين له في وطنه .
يقول صديقي الكاتب (أن الهوية الوطنية الحقيقية لأي فرد من الأفراد في الوطن الذي يعيش فيه ويحمل جنسيته،ليست هي تلك البطاقة الشخصية التي يحملها أو ذلك الجواز الذي يحمله, إنما هي ذلك الإحساس والشعور الوجداني الذي يحس به ويشعر , وعيا وثقافة وأفكارا وقناعات وسلوكا وممارسة يومية, بالأمن والأمان وعدم الخوف من المجهول فيه ومن ثم الاستعداد الفطري للحفاظ عليه والتضحية في سبيله)
هذا الكلام يلزمه المرور بتجربة كي يكتمل فهمه لديكم . ولهذا يسعدني أن أستعين بتجربتي لأشرح لكم ما عرفه صلاح كرام عن الهوية ودونه كي تعم الفائدة. كما تعلمون أنا إسمي لزهر دخان ، وكنت في سنوات1997/2004مغترب في ليبيا . وهناك مررت بتجربة كافية لتكون لي هوية عربية ليبية . حقيقةً إستمتعت بها كثيراً . ولم أكتسبها بالفعل وبالكامل إلا عندما توفر فيا ما إشترطه الكاتب أعلاه .
و يقول صلاح أيضاً(…, ولا يمكن لتلك الهوية..بأن تكون إلا بشعور وإحساس أفراد الوطن بهويتهم الذاتية الحرة كل على حده, وبأن ضياع وغياب الهوية الوطنية ماهي إلا نتيجة طبيعية وحتمية وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لضياع وغياب الهوية الذاتية الحرة لأفراد الوطن.) ورغم أن ضياع الهوية أمر صعب وليس سهل بالنسبة لغالبية الشعوب، التي نجدها كلها تقاتل من أجل الحفاظ على هويتها . يجد صديقي صلاح أن بعض الهويات قد ضاعت . ولهذا هو ينصح ويذكر(
بأن الهوية الوطنية الحقيقية, بما ينتج عنها من حب للوطن والاستعداد الفطري للدفاع عنه والتضحية في سبيله بكل غالي ورخيص وبما تمثله من الإعتزاز والفخر به والشعور بالأمن فيه, لا يمكن لها بأن تكون أو تتجذر في الوعي الفردي ومن ثم الوعي الجماعي الإجتماعي إلا إذا شعر ذلك الفرد بحريته في وطنه وشعر بأنه جزءًا أصيلا وفاعلا في النظام السياسي القائم, لا تابعا ذليلا له, ولن يشعر ذلك الفرد بذلك…إلا في إطار الدولة المدينة الحديثة والتحديثية بركائزها الأساسية..وفي كنفها وتحت رعايتها, بما تحقق له تلك الدولة..وتضمن له من حقوق كاملة غير منقوصة وبما تفرضه عليه من واجبات تجاهها مترتبة على حصوله على تلك الحقوق….)
ويتحدث الأستاذ صلاح على ما لا يمكن أن تكون الهوية قد إنبعثت منه . ويضرب مثلا مكونا من الموارد التي ليست لبناء الهوية القحة . فيقول إن ( الهوية الوطنية الحقيقية لا يمكن لها بأن تحمل طابعا إثنيا أو عرقيا أو قوميا متعصبا أو طائفيا أو فئويا أو مناطقيا وجهويا جغرافيا أو دينيا ومذهبيا أو إيدلوجيا عقائديا وحزبيا أو سلاليا وأسريا…الخ، فكل ذلك يتناقض تناقضا كليا معها وسببا رئيسيا لغيابها وكارثة حقيقية عليها ومدمرا للوطن بأرضه وبإنسانه، إنما هي تلك الهوية التي يكون جوهرها وطابعها جوهرا وطابعا إنسانيا ساميا” هوية إنسانية “.) وهنا أنا عندي ملاحظة أود أن أقول فيها أن العوامل التي ذكرها الأستاذ صلاح هي مكون أساسي لهوياتنا جميعا. ولكن نبقى في حاجة إلى مقاومتها هي أصلا . كي لا تورطنا في قتل الهوية الوطنية بسببها . وبمعنى أخر تبقى الهوية الوطنية تتكون أصلا من العوامل التي بينها الكاتب في كلام القوسيين الأخيرين . وعلى سبيل المثال لا توجد هوية جزائرية بدون التي تفخر بكونها قادرية من صلب الأمير القدير عبد القادر الجزائري.
بمعنى أخر كانت الهوية الجزائرية قبل عشرة سنوات لا تقبل أن تكون مكونة من ثوابت تستثني الرئيس بوتليقة. واليوم أصبحت الجزائر ترفض بغالبية شعبية نسبتها إلى صانع أحلامها الرئيس المستقيل بوتفليقة عبد العزيز.
وعليه يقول الكاتب الجزائري صالح كرام L( فإن الهوية الوطنية الحقيقية ليست الهوية العرقية أو الدينية أو المذهبية أو اللغوية أو الثقافية أو الجغرافية أو الطبقية أو البيولوجية العنصرية…الخ, إنما هي ,,الهوية الإنسانية,,
وبأن الهوية الوطنية الجامعة لبلداننا العربية هي الركيزة الأساسية لبناء الهوية القومية لأمتنا في إطار تعددية الثراء والاثراء لها, فلا يمكن لتلك الهوية الوطنية الجامعة بأن تكون هوية حقيقية فاعلة ومؤثرة إلا إذا نمت وترعرعت في إطار الهوية القومية ,متناسقة ومتناغمة معها وجزءا أصيلا منها, تحترم حقوق الإنسان وتقدس حريته وتحافظ على كرامته وتصونها ,هوية قومية غير متعصبة وغير شوفونية، تتفاعل مع الآخر وفقا لإنسانية الإنسان وآدميته أينما وجد وحيثما حل وارتحل بدون تمييز, هوية قومية تعبر عن تراث الأمة الحضاري الحقيقي دون إغفال الهويات الأخرى واحتقارها والتقليل من شأنها, تؤثر فيها وتتأثر بها كجزء أصيل وفاعل من الهوية الإنسانية….
…………وفي نهاية ما خلص لها خلصنا إلى ما تخلصنا منه وهو سوء الفهم . الذي ذهب عنا عندما قرأنا خلاصة عنون بها صلاح كرام نهاية مقالته .
#الخلاصة :
لا هوية وطنية جامعة حقيقية . إلا إذا تخلصت من كل الهويات العصبية الضيقة والمقيتة.ونبذتها ونمت وترعرعت في كنف الهوية القومية وفي إطارها . ولا هوية قومية حقيقية إلا إذا نمت وترعرعت في كنف الهوية الإنسانية وفي إطارها.
وعليه يقول الكاتب الجزائري صالح كرام L( فإن الهوية الوطنية الحقيقية ليست الهوية العرقية أو الدينية أو المذهبية أو اللغوية أو الثقافية أو الجغرافية أو الطبقية أو البيولوجية العنصرية…الخ, إنما هي ,,الهوية الإنسانية,,
وبأن الهوية الوطنية الجامعة لبلداننا العربية هي الركيزة الأساسية لبناء الهوية القومية لأمتنا في إطار تعددية الثراء والاثراء لها, فلا يمكن لتلك الهوية الوطنية الجامعة بأن تكون هوية حقيقية فاعلة ومؤثرة إلا إذا نمت وترعرعت في إطار الهوية القومية ,متناسقة ومتناغمة معها وجزءا أصيلا منها, تحترم حقوق الإنسان وتقدس حريته وتحافظ على كرامته وتصونها ,هوية قومية غير متعصبة وغير شوفونية، تتفاعل مع الآخر وفقا لإنسانية الإنسان وآدميته أينما وجد وحيثما حل وارتحل بدون تمييز, هوية قومية تعبر عن تراث الأمة الحضاري الحقيقي دون إغفال الهويات الأخرى واحتقارها والتقليل من شأنها, تؤثر فيها وتتأثر بها كجزء أصيل وفاعل من الهوية الإنسانية….
…………وفي نهاية ما خلص لها خلصنا إلى ما تخلصنا منه وهو سوء الفهم . الذي ذهب عنا عندما قرأنا خلاصة عنون بها صلاح كرام نهاية مقالته .
#الخلاصة :
لا هوية وطنية جامعة حقيقية . إلا إذا تخلصت من كل الهويات العصبية الضيقة والمقيتة.ونبذتها ونمت وترعرعت في كنف الهوية القومية وفي إطارها . ولا هوية قومية حقيقية إلا إذا نمت وترعرعت في كنف الهوية الإنسانية وفي إطارها.