للاستاذ الدكتور/ الهلالى الشربينى الهلالى
أستاذ تخطيط التعليم بجامعة المتصورة
وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى السابق
تعليق – هشام صلاح
لا شك أن المتابع لكتابات ومقالات الدكتور الهلالى يلحظ الحس الوطنى الصادق لديه والرغبة الحقيقة فى تقديم رؤية واقعية مقرونة بالشواهد والأدلة تعتمد أكثر ما تعتمد على قراءة صحيحة للواقع التعليمى المصرى وما يواجهه من مشكلات وعقبات لهذا فهو حينما يتحدث عن قضية التعليم يتحدث من زوايا مختلفة لعل من بينها – معايشة الواقع وعدم الانفضام عنه – كذلك تجربته الحقيقية حيث عمل كوزيرا للتعليم وعايش كل مشاكل التعليم عن كثب – الرؤية العلمية التى تبنع من خلفية عملية أكاديمية متخصصة – المشاركة الحقيقية من خلال المتابعة على ارض الواقع للتجربة اليابانية إلى جانب عوامل كثيرة اخرى
* ولو أمعنا النظر فى مقاله الذى نحن بصدده لوجدناه قد بدأ مقاله
– الوقوف على ملامح النظام التعليمى فى اليابان ومدى إمكانية تطبيق أنشطة التوكاتسو فى النظام التعليمى المصرى ، من خلال زيارة حقيقية لليابان ومشاهدة التجربة على أرض الواقع
– قدم الكاتب فى بداية المقال احصاءات كاملة اليابان الدولة والمجتمع حيث قدم حقائق ثابتة عن
– المساحة وعدد السكان بها ومتوسط نصيب الفرد من الدخل القومى وإجمالى الناتج نواحى التوزيع والقوى العاملة فى اليابان ومعدل البطالة و إجمالى الصادرات: ومعدل التضخم و إجمالى احتياطى النقد الأجنبى وجمالى الاستثمار الأجنبى
* ثم قدم شرحا تفصيليلا لهيكل وزارة التعليم اليابانى فأوضح أن
– وزارة التعليم تقع على رأس هيكل التعليم كواضع للسياسات،
يليها 47 لجنة تعليمية بواقع لجنة فى كل محافظة تكون مسئولة عن إدارة التعليم فى المحافظة، يليها لجنة فى كل مدينة أو قرية تكون مسئولة عن المدارس التى تقع فى هذه المدينة أو تلك القرية
* ثم انتقل إلى بيان مهام و حقيبة الوزير المسئول عن التعليم تضم معها الثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا.
* أما عن التنظيمات والهيئات المساعدة فبين أنه
يوجد مركز لتدريب المعلمين بكل محافظة يؤدى دورة وفقًا لمعايير وجداول محددة.
– يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات، تعمل كل مجموعة كوحدة متناسقة.
– الرياضة والموسيقى والفنون والأخلاق واحترام الوقت والنظافة جزء من العملية التعليمية.
* ولعل ذروة المقال وما يحويه من تجربة مهمة لمصر فكان حديثه عن
” التعليم الفنى والذى قال عنه
– 50 % من التعليم الفنى الثانوى فى اليابان عبارة عن دراسة عملية تتم داخل المدرسة وخارجها فى مؤسسات الإنتاج الصناعية والتجارية التابعة للقطاع الخاص،
– توجد مراكز توظيف حكومية فى كافة المحافظات اليابانية تقدم الدعم لحديثى التخرج وللشركات التى تبحث عن موظفين.
* ثم استطرد الكاتب لبيان
اليابان فى التعليم الأساسي ، والتى تتمثل فى
– نقص عدد المدارس وانخفاض جودة التعليم ، ونقص عدد المعلمين ، واعتماد أساليب التدريس على الحفظ والتلقين ، بالإضافة إلى عجز التمويل وترهل الإدارة التعليمية،
* ثم بين كيف تغلبت اليابان على تلك الصعوبات والتحديات
قررت اليابان تطوير نظامها التعليمى كى يقدم تعليمًا وطنيًا موحدًا تحت إشراف الحكومة المركزية، حيث قامت بجمعت المعلومات عن الأنظمة التعليمية فى الدول الغربية المتقدمة واختارت التنظيم الأمريكى للمدارس فى ثلاث مراحل هى الإبتدائى والإعدادى والثانوي ، ثم تبنت النظام الفرنسى فى الإدارة المركزية والإدارات التعليمية،
كذلك أرسلت البعثات من الطلاب اليابانيين إلى الخارج كى يحلوا محل الأجانب عند عودتهم إلى اليابان،
– إعفاء الطلاب فى كليات التربية من المصروفات الدراسية الجامعية، وكذا إعفاء المعلمين من الخدمة العسكرية، وتوفير بدلات الملبس وتخصيص رواتب مجزية لهم عند التعيين.
* ثم خلص الكاتب إلى المحصلة والنتائج فقال :
– من خلال هذه السياسات من محو أمية الشعب اليابانى تمامًا بحلول عام 1907، كما تمكنت من خلال هذه السياسات من رفع نسب الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 50%إلى 99% خلال 20 عامًا فقط .
* وأجمل الكاتب أسباب سرعة تطور النظام التعليمى اليابانى منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى الاسباب الاتية
– هناك إرثً من احترام التعليم العام والتعليم التقليدى إضافة إلى علمانية التعليم والوحدة اللغوية لليابانيين والاهتمام بمسألة الوحدة الوطنية من خلال التعليم، هذا بالإضافة لربط الوظائف بشكل مباشر بمدى التحصيل التعليمى .
* وشدد الكاتب على أهمية مبدأ المساواة فى المعاملة بين جميع الطلاب دون أى اعتبار لأى انتماءات طبقية أو قدرات ذهنية( فلا يتم مثلاً فصل الطلاب المتفوقين عن بقية الطلاب كما هو الحال فى بعض الدول الأخرى ومنها مصر)؛
وكان الكاتب منصفا شديد الانصاف حينما وضح من مقاله أن احديثه عن الجربة اليابانية لا يعنى الانبهار الكامل والتماشى معها دونما تحليل مكوناتها وعناصرها ونتائجها مقارنة بمجتمعنا المصرى ” فأجمل السلبيات فى
أبرز سلبيات النظام التعليمى الحالى فى اليابان
– عدم الاهتمام باللغات الأجنبية بالقدر الكافى
– المشكلات الخاصة بكيفية شرح حقبة التاريخ الاستعمارى الياباني، وعلاقات اليابان بالدول المجاورة ،
* أما عن الجزء الشيق فى المقال فهو شرح مفصل لليوم الدراسى للتلميذ والطالب اليابانى ودور كل من الأسرة والمعلم والمدرسة خلال هذا اليوم
وهو ما ساتركه للقارىء لكى يعايشه بنفسه من خلال مطالعة المقال
تحية لرائد وقائد مصرى أصيل عاش مشاكل التعليم عن كثب وقدم جهودة المخلصة وبعد أن ترك منصبه المكلف به لم يتترمنا جهوده ولا اسهاماته العلمية المخلصة الواعية فتحية تقدير لخبير وعالم تربوىة له قدره ومكانته ودوره