تعليق هشام صلاح
ولمن لايعرفه فإنه وللدكتور أسامة حمدي خبرة أكثر من 36 عاما في مجال معالجة السكر، وأكثر من 150 مؤلفا. وتخرج الدكتور حمدي من كلية الطب – جامعة المنصورة عام 1981 وحصل على الماجستير عام 1985، والدكتوراه من جامعة المنصورة عام 1989 يصنيف الدكتور أسامة حمدي الرابع عالميا في تكنولوجيا السكر كما يشغل منصب أستاذ طب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية
تناول الكاتب فى مقاله الرد على تساؤل افتراضى يلح على الأذهان إلا وهو :
– هل مصر بلد فقير ؟ فكان رده القاطع
. حسب كل المقاييس، لا يمكن لمصر أن تكون دولة فقيرة !
ثم تابع مبرهنا على رأيه بعدد من الأدلة والحقائق حيث قال :
( من حيث المكانة السياحية )
أولا / مصر دولة بها ١٤٥ منطقة أثرية مسجلة لدى اليونسكو، أى ثلاثة أضعاف أكثر دول العالم آثارًا، وبها أعرق حضارات العالم وأميزها، وتملك ٣٢٠٠ كيلو متر من الشواطئ الدافئة على بحرين،
كان يجب أن تكون الأولى على مستوى العالم سياحيًا وبجدارة، لا أن تقبع في المركز ٣٤-٣٦ بعدد سياح لا يتجاوز ١٥ مليون سائح فقط، أي أقل من زوار ڤيتنام، أو جزيرة ماكاو!
واستدل على ذلك برواية يحكيها قال :
منذ أيام، صوّر أمريكي جزءًا من حفل زفافه عند الأهرام شاهده مليار شخص في العالم! وكتب هو وزوجته أن مصر أرض الأحلام، فالعالم يتوق إلى زيارتها، – فكيف لا نترجم ذلك إلى ثروة؟
( أما عن الطاقات البشرية ) فقال :
*مصر دولة بها ١٠٦ ملايين مواطن، منهم ٦٠ % تحت سن الثلاثين، أي لديها طاقة بشرية وإنتاجية مذهلة، لم تستغلها حتى الآن الاستغلال الأمثل في الصناعة والتصدير مثلما فعلت فيتنام والفلبين، وكلتاهما لها تعداد السكان نفسه، وكلتاهما بلا أدنى موارد تذكر، فالأولى تصدر الآن ما قيمته ٣٧١ مليار دولار سنويًا، وتصدر الثانية ما قيمته ١٠٣ مليارات دولار، في حين أننا نصدر ما قيمته ٥٤ مليار دولار فقط، معظمها صادرات غير صناعية
ثم انتقل إلى الحديث عن ( موقعها الجغرافى ) فقال :
*دولة في موقع جغرافي عبقري بين قارات ثلاث، كما كتب المرحوم د. جمال حمدان، ولم تفكر يومًا أن تصبح مركزًا للطيران العالمي وسياحة الترانزيت، وتترك المهمة لدبي وقطر وتركيا، ليكون عائد دبي الاقتصادي من الطيران عبرها ٥٣ مليار دولار سنويًا
* دولة يمر من خلال قناتها نحو ثلث حاويات العالم، ولا تملك حتى الآن واحدًا في المئة من الحاويات التي تحمل علم بنما، التي تقدر بنحو ٨٠٠٠ سفينة حاويات، ومع أن دخل قناتهم القصيرة من رسوم العبور ٥ مليارات دولار سنويًا، ولا يشكل أكثر من ٣ ٪ من الدخل القومي، فإن معظم دخلها القومي يأتي من التفريغ والشحن بأسطولها الذي هو حاليًا ضعف الأسطول التجاري الأمريكي! –
ولو انتقلنا إلى ( الثروات الطبيعية ) متسائلا متعجبا :
* دولة بها إنتاج واحتياطي كبير من الغاز وما زالت تقطع الكهرباء على مواطنيها لعدم توافر الغاز لمحطات توليد الكهرباء! وعندها شمس ساطعة وهواء للطاقة البديلة قد يكفي نصف استخدامها أو أكثر! – دولة عندها أخصب تربة زراعية ولديها مناخ معتدل طوال السنة، وتستورد القمح والذرة والسكر والزيوت، ولا تكفي نفسها ! –
* دولة بها ثروة معدنية كبيرة، وجبال من الرخام الخام، ورمال هي من الأعلى عالميًا في نسبة السيلكا، ولكنها تستورد أكثر مما تصدر، ولا تصنع معظم ما تريده!
ثم اختتم كلامه بتبيان للحقيقة فقال :
– لماذا نحن كذلك؟ أجيبكم بصراحة، وبعيدًا عن المبررات المعتادة، ومن خلال الأرقام التي لا تخطئ؛ أن مصر ذات أداء متواضع جدًا من حيث :
تابع حديثه باستعراض لأهم السلبيات والمعوقات فقال :
ـ لبنية التحتية المعرفية، فتحتل المرتبة الـ٩٠ من بين ١٣٣ دولة في فهرس المعرفة العالمي، ما يعني أننا لا ندرك حتى الآن أهمية التعليم، ولم نوله- مع الأسف- ما يستحق، في حين أدرك العالم بأجمعه، شرقه وغربه، أن التعليم الأولي والحكومي والمجاني ذا الجودة العالية هو أساس التقدم ومفتاحه. ومصر- مع الأسف- أيضًا في المرتبة الـ٢٤ من بين ٢٨ دولة في معدل التنمية البشرية العالية. وانحدرت- مع الأسف- من المرتبة الـ٤٦ في معدل الفساد عام ١٩٩٦ إلى المرتبة الـ١٠٨ من بين ١٨٠ دولة عام ٢٠٢٣، وإن كانت أفضل بكثير من ترتيبها (١٣٠) عام ٢٠٢٢.
سؤال بصراحة شديدة: مَن المستثمر الذي يعرف هذه الأرقام ويأتي للاستثمار عندك؟
– وصلنا مع كاتبنا إلى الخلاصة و” فصل القول ” والجواب عن السؤال
– لماذا أصبحت مصر فقيرة وتراكمت عليها الديون الخارجية فقال :
لكل هذه الأسباب أصبحت مصر حقًا فقيرة ومَدينة، وكان من الأجدر أن تكون الآن من أغنى دول العالم، بل أسعدها،
* ختام القول / لم يكتف الكاتب ببيان السلبيات والاخفاقات بل انتقل للبحث عن الحلول والمقترحات
فقال : لابد من وعلى وجه السرعة
الاهتمام بالتعليم، ومحاربة الفساد، والعمل على الاستثمار الحقيقي والجاد في الإنسان بتنميته البشرية، وصحته، وتدريبه ، والاستفادة من ثرواتها، وموقعها، وإمكاناتها البشرية الضخمة والمهدرة، وما غير ذلك حرث في بحر !
ختم حديثه بقوله :
أنا اكتب ذلك من فرط حبي وعشقي لهذا البلد، وإيمانًا بقدرته وقدرة شعبه التي لم تستغل بعد بجد خسارة عدم استغلال ماسبق …