تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران/185؟
يحكى أن عصفورا رأى فخا في التراب فقال له: من أنت؟ فقال الفخ: أنا عبد من عبيد الله. قال العصفور: فلم جلست على التراب؟ قال الفخ: تواضعا لله. قال العصفور: وما هذا الصوف الذي على ظهرك؟ قال الفخ: لشدة زهدي وضعت الصوف على ظهري. قال العصفور: فلم انحنى ظهرك؟ قال الفخ: من خشية الله. قال العصفور: فلم شددت وسطك؟ قال الفخ: للخدمة. قال العصفور: وما هذه القصبة؟ قال الفخ: هذه عصاي أتوكأ عليها. قال العصفور: فما هذه الحبة؟ قال الفخ: أتصدّق بها. قال العصفور: أيجوز أن ألتقطها؟ قال الفخ: إن احتجت فافعل. فدنا العصفور من الحبة فانطبق عليه الفخ فصاح العصفور ألما. فقال الفخ: قل ما شئت فما لخلاصك من سبيل. فقال العصفور: اللهم أعوذ بك من شخص ذلك قوله وهذا فعله !!
– اتعرف يا أخي ويا أختي من هو الفخ؟! الفخ هو الدنيا التى تعمى من أعمى الله أبصارهم تلك الدنيا الفانية. أما العصفور فهو أنا وأنت أيها الإنسان فإياكم والوقوع في هذا الفخ
ختاما / قال تعالى : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو أي : لقصر مدتها كما قال :ألا إنما الدنيا كأحلام نائم وما خير عيش لا يكون بدائم تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
وقال آخر : فاعمل على مهل فإنك ميت واكدح لنفسك أيها الإنسان فكان ما قد كان لم يك إذ مضى وكان ما هو كائن قد كانا
وقيل : المعنى : متاع الحياة الدنيا لعب ولهو ; أي الذي يشتهوه في الدنيا لا عاقبة له ، فهو بمنزلة