الصبر هو قدرة الإنسان على تحمل المصاعب والابتلاءات على اختلاف أنواعها سواء كانت في الجسد أو في الطاعات أو غيرها من أمور الدنيا الزائلة، والقدرة على ضبط النفس عن القيام بالمعاصي والفواحش ما بطن منها وما ظهر، أي يجب أن يحبس الإنسان نفسه ويضبطها عن فعل أي يعمل يؤدّي إلى غضب الله تعالى عليه، ويكون هذا الابتعاد هدفه الحصول على رضا الله تعالى، وهو من أعظم وأهم الصفات التي يتحلّى بها المؤمن.
قد يتأذى الإنسان من قول أو عمل، سواء في عقيدته أو في أمر من أمور الدنيا. والصبر على الأذى في العقيدة هو سمة الرسل عليهم الصلاة والسلام وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا الآية 43 من سورة الأنعام.
وأما الأذى في شأن دنيوي كالجار الذي يؤذي جاره فإن الإنسان في هذه الحالة بالخيار، إما الصبر وهو الأفضل حتى يأتي الفرج، أو الأخذ بالحق وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْد ظُلْمه فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل الآية 41 من سورة الشورى.المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب لكن لاتدعو على الظالم فان ظلمه اسرع اليه من دعائك عليه اى ان الذى يظلمك هذا ظلمه اسرع اليه فى الضرر من دعائك عليه فانت تريد ان تقتص منه اتركه لله -عز وجل – يقتص منه وياخذ لك حقك ويعوضك يوم القيامة فيوم القيامة يدخل هولاء الذين صبروا على الظلمه فى الدنيا بدون حساب اى يذهبوا من ارض المحشر من قبورهم فورا الى الجنة فيقول لهم رضوان خازن الجنة كيف تدخلون الجنة ولم ينشر لكم ديوان ولم ينصب لكم ميزان.
والحسنة عند الله تضاعف أضعافاً كثيرة ، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأكثر ، فالله يضاعف لمن يشاء ،و قد ميّز الله الصبر ورتّب عليه أجراً ليس كسائر الأجور فلا حساب لهذا العمل العظيم عند الله ، فالمسلم الصابر يتحمّل البلاء فيحمد الله ويتعرّض للأذى فيصبر طمعاً بما عند الله ،و إنّ الصّوم هو صبر عند الله فالصّائم يترك طعام هو شرابه إبتغاء وجه الله ،و قد رأينا نماذج من صحابة رسول الله صلّى الله عليهو سلّم صبروا على الأذىو الإبتلاء فنالوا الدّرجات العلى ،و قد إشتهر من الأنبياء سيّدنا أيوب عليه السلام وذهب مثلاً في الصّبر والتّحمل فيقال كصبر أيوب ،و قد أذهب عنه الله إبتلاءه وآتاه فضلاً من عنده ورحمه وجزاه بصبره خير الجزاء .
فمن يصبر من المسلمين على الأذى والإبتلاء أو يصبر لفقدان عزيز فيسترجع ويحمد الله يكون ثوابه عند الله عظيماً,جميعنا نصلّي ونصوم ونفعل الخيرات ونسامح من أساء إلينا ونصل الرّحم الى من لا يصل الرحمَ علينا ، ولا نسيء لأحد ولا نبغظ أحد ، فأنت تصبر على ما قد أمرنا الله بهِ وما علّمنا الرسولِ على فعلهِ ، فأنت هنا تصبر ولا تحزن أخي على من لا يقدّركَ ويشعركَ بما تفعل ، فإذا لم تجد من يحسن إليكَ في الدنيا فانظر الى السماء وستجد الله رؤوفاً رحيماً بكَ .