بقلم هشام صلاح
ترددت كثيرا قبل الكتابة فى يوم الذكرى الأولى لوفاة شريكة رحلة العمر ، فحين هممت بالكتابة وجدت دموع القلب تسابق فى انسيابها مداد القلم ، تجلدت بعض الشىء وبدأت أسطر أولى خواطرى فى ذكرى وفاتها الأولى هنا أنتابتى حيرة
– أأكتب عن غياب البسمة بغيابها ؟ أم عن قساوة الحياة بدون لين جناحها ؟
نعم سأكتب عن كل ذلك سأكتب عن رفيقة الدرب الغائبة الحاضرة
أقول : لقد صار الدرب بعدك مظلما بعد ان انطفأ أنقى وأطهر ضوء كان ينير لى ، حيرة تتملكنى ولا أعرف أأتكلم عن صحوك أم منامك ؟ ليلك أم نهارك ؟ حبك أم حنانك ؟
حين يأتى على المساء بليله الموحش ألتمس الضوء بتذكرى صورتك حين تقومين الليل للصلاة والتهجد
– كنت تقومين الليل إلا قليله وسمارك فيه مصلى ومصحف .
وحين يشرق الصباح لا أشعر بنوره إلا حين أرى وجها صبيحا يبتسم لى إنه وجه أحد نفحات الجمال التى تركتها لى عبر أبنائى صورتك الماثلة فيهم
أقول لك : يا أمل غابت من بعدها الآمال ! ويا حلم ولى وانقضى تاركا من بعده سهادا يكحل العين
فى يوم ذكراك الأولى أجد عاما قد مرعلى كدهر كامل بدونك فلا الحياة صارت كالحياة ولا البسمة صارت هى البسمة حتى الجمال الذى كنت آراه جمالا استحال إلى اللاجمال .
فى ختام كلماتى أقول : لايضمد جراحى ولا يهدىء قلبى سوى أمرين :
أما أولهما – فإنك بين يدى رحمة الله الذى ادعوه ليل نهارأن يشملك بعفوه ورحمته وأن يؤنس وحدتك
وثانيهما – أنه لابد لنا من لقاء بعد أن تنقضى حياتى طويلة كانت أم قصيرة وهذا ما يجعلنى أصبر واحتسب
فاللهم وأنت ارحم الراحمين اغفروارحم وزوجة صالحة فارقت زوجها – وأنت تعلم – وهو عنها راض فاللهم آنس وحشتها واجعل اللهم قبرها روضة من رياض الجنة واجعل مسكنها مع النبيين و الصديقين والشهداء ووفقنى لأن أصل بوديعتها عندى إلى برالأمان والخير والسلامة