السوشيال ميديا أصبحت حياة وواقعا يفرض نفسه وبقوة على جميع أفراد الأسرة وييشغل حيزا كبيرا من وقت وجهد وميزانية الأسر لتوفير باقات الأنترنت
وغريب أمر الوشيال ميديا تغلغلها فى حياتنا حتى العبادات منها ومن عجيب أمرها وتأثريها وصل الأمر إلى الحج وزيارة بيت الله الحرام فبدون أن نشعر فأصبح للحج فى عصرها طقوسه الخاصة
والبداية مع الوسيلة التى سيسافر بها و توثيق الحدث بسيلفى بملابس الإحرام،ثم سيلفى الطائرة من الخارج، من داخل الطائرة وبعد الوصول بسلامة الله يبدأ هطول أمطار من صور السلفى لكل مشعر من مشاعر الحج ومن بينها تصوير كتابة الدعاء للأصدقاء بكتابة أسمائهم على ورقة أمام الكعبة وتصويرها، وإرسالها للصديق على فيسبوك لتأكيد وتوثيق الدعاء لهم
وعن هذه الأمور المستجدة على الحجاج كان لابد من استطلاع آراء العلماء حول هذا الأمر
* الرأى الأول /
فحرص كثير من المسلمين على تصوير أنفسهم داخل الحرم المكي، أو النبوي، له حكم تصوير ذوات الأرواح، فمن جوّزه كان جائزا عنده في الحرمين وغيرهما، ومن حرمه، ففي الحرمين من باب أولى؛ لعظم حرمتهما
أما عن قول الإمام ابن عثيمين رحمه الله التقاط الصور للحجاج في مكان العبادة غير جائز من وجهين : الوجه الأول :
أنهم يفعلون ذلك للاحتفاظ بالصور والذكرى ، وكل تصوير يقصد منه الاحتفاظ للذكرى فإنه حرام
الوجه الثاني :
أنه لا يسلم غالباً من الرياء ؛ لأن الإنسان يأخذ الصور ليريها للناس أنه حج ، ولهذا يفعل كما قال السائل يرفع يديه للدعاء ، وهولا يدعو لكن من أجل أن تلتقط له صورة
* أما قول الشيخ عثمان الخميس يقول:
للحرم قدسيته وعلى المرء الشعور بالطاعات وبالدعاء ، ويتساءل ما الفائدة من تصوير الانسان نفسه. ما الفائدة من نشر الصور لكي تعرف الناس انك في الحج او في العمرة ، ما الهدف من هذا النشر ، ليكن عملنا خالصًا لله سبحانه وتعالى ، نحن اليوم أعمالنا نريد بها وجه الله ويشوبها ما يشوبها من التقصير والسهو والغفلة ، فكيف نصور ونرسل للناس.
ويؤكد على ضرورة التوقف عن هذا التصوير واحترام المكان الموجودين فيه ، وذلك ليكون هناك شيئ من الإخلاص في أعمالنا لله تبارك وتعالى
وأضاف : علينا أن لا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من التصوير ، حتى ولو أباح بعض أهل العلم التصوير للحاجة
*أما دار الإفتاء المصرية أجاب مفتي الجمهورية شوقي إبراهيم علام، عن السؤال، قائلا:
” إن التصوير أثناء مناسك الحججائز شرعًا بشرط ألَّا يؤدي إلى تعطيل الحجاج الآخرين، والتصوير المبالغ فيه قد يوقعهم مع الحرج، خاصة في وجود كبار السن وأصحاب الحالات الخاصة الذين يتأخرون بسبب التقاط الكثير من الصور التذكارية ”
وهكذا نلمح أن عصرالوشيال ميديا قد غير كثيرا من استعدادات أغلب الحجيج فبعد أن كان الاستعداد النفسى والروحى هما السمة الغالبة أصبح تجهيز المحمول ومساحات التخزين وتوافر باقة الأنترنت هو مايشغل الكثيرين
فاللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم دونما رياء أو تفاخر