بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
أشرف الفضائل القيمة ومزايا الخلق الكريم، التحلي بالصدق تجاه أنفسنا. فلا نوهمها بما ليس فيها فتغتر بالسراب وتتباهى بالفراغ وتعيش كذبة مزيّنة وخدعة منمّقة لا وجود لهما في حياتنا. كذلك علينا بالصدق مع غيرنا واجتناب المبدأ الشائع في عالم النفاق: ” أجاملك فتحبني.. جاملني فأحبك…”. لان العلاقات المبنية على المجاملة – وما أكثرها في وقتنا الحاضر– هي علاقات هشة لا تعرف الاستمرار مهما تنوعت المجاملات واختلفت.لصدق هو رمز استقامتنا وصلاحنا وسبب نجاحنا ونجاتنا، وبالصدق تهنأ ضمائرنا وترتاح نفوسنا، فنسعد بالحياة. إن الصدق ضرورة من ضرورات حياتنا الاجتماعية ومقوماتها الأصيلة.
فبالصدق يشيع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وأفراده، ليستطيعوا النهوض بأعباء الحياة وتحقيق غاياتها ومن ثمة ليسعدوا بحياة كريمة هنيئة. لذلك علينا أن نسخر لساننا الذي يلعب دورا هاما في تجاوب مشاعرنا وأفكارنا، والذي هو أداة التفاهم وشارح للمعاني والأفكار، والوسيلة المفسرة لما يدور في خلدنا، علينا أن نسخره لتأدية رسالة التفاهم والتواثق، حتى يكون رائدا للخير ورسولا للمحبة الصادقة الخالصة من الشوائب .وان لا أن يكون أداة للخداع والتزوير، ورائدا للشر ومدعاة للتنكر والتباغض بين الأفراد، ومعول لهدم كيان المجتمع.لا انكر ان زمننا يكاد الحب ينقرض فيه .
ولكن قلوب الناس هي السبب .. فالناس في هذا الزمان تبدل ,الحب بقلوبهم الى الحقد والانتقام .قلوب ونفوس شرسه تنتظر .الوقت المناسب لتقضي على فريستها .أصبــح الزمان أشبة بغابة و الكل فيها يسعى لـ أن يكذب و ليحقق مايرد هو فقط .ولايفكر بمشاعر الأشخـــاص من حوله أدنى تفكير يسعى دوماً لـ ان يكون ملاكاً ليس بـ الصراحة و أو حتى كلمة حق بل بـبعض الكلمات الخادعه أو حتى بكلمة واحد تغني عن باقي الكلام ,في غمرة الموت تولد الحياة.. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة.. في غمرة الظلام يشع الضوء. وتسطع شمس الامل بيوم جديد وحياة جديدة