قسمت الوردانى
قد لا يتفق عنوان المقال مع فضيلة التسامح التى طالبتنا بها جميع الأديان ، وكل المبادئ التى تربينا عليها ..ولكن ادعوكم جميعا الى الرد على سؤال اعلم جيدا أنه اتى على بالكم حتى ولو مرة فى عمركم الا وهو لماذا “ينتصرالشرر دائما على الخير” على عكس الطبيعة وعكس الفطرة التى خلقنا الله عليها .
واعلم جيدا ان الغالبية العظمى من البشر خلقوا طيبين مسالمين الى أن لوثتهم بعض طبائع البشر الذين خلقوا فى الأرض لأذيتهم وظلمهم بدون أدنى شفقة أو رحمة .. وهنا السؤال هل تجوز الرحمة ويجوز التسامح مع شخص ظلمك عامدا متعمد ، شخص فعل بك مثلما يفعل الثعبان فى فريسته اقترب والتف حولك وهو يوهمه انه يحتضنة وهو فى الحقيقة يستعد للدغك فى أى لحظة .
هل تجوز الرحمة على من حول طيبتك الى حقد يفتك بك لمجرد أنك غرر بك وظلمت ظلم بين ليس لذنب فعلته سوى حسن الظن .. امثلة كثيرة حولنا لبشر اذا لمحتهم للوهلة الأولى ظننتهم ملائكة وخدعك معسول حديثهم ودائما ماينخدع الطيبين ليس لشئ سوى حسن نيتهم فالأنسان السوى دائما ما يظن فى الناس جميعا الخير ولا يفوق من هذا الظن الا على صدمة مريرة لا يلاقيها الا من أقرب الناس اليه او من ظنهم ذلك .. نماذج كثيرة قابلتكم بهذا الشكل وبهذا السوء ولعل الواقع المؤلم الذى نعيشه حاليا ينضح بالكثير والكثير من هذه النوعيات المريضة ففى بيتك وفى عملك وفى الشارع نجد المنافق والكاذب والوصولى والأنتهازى والمستغل واحقاقا للحق لم تنتشر مثل هذه النوعيات الا بسبب سلبيتنا وتغاضينا عن شرورهم وبسبب كلمة