دكتوراة علم النفس التربوي
عملية التعليم، والتي في حقيقتها عبارة عن مجموعة من التفاعلات، والأنشطة التواصلية، التي تهدف إلى نقل المعرفة الصحيحة، وإيصالها لوجهتها المناسبة، وحتى تتمّ العملية التعليمية بشكلها الصحيح وتترتب عليها آثارها، وتؤتي ثمارها المرجوّة، فلا بدّ من توفر وتضافر عناصر تتعلّق بالمحتوى الدراسي، والطالب، والمعلم، والبيئة التعليمية وغير ذلك، وهي كالتالي:
١-الطالب:
باعتباره أحد عناصر العملية التعليمية وأطرافها؛ فلا بدّ من توفر الاستعداد التام من قبله للتعلّم، وتلقي المعرفة للتفاعل الإيجابيّ معها، وبدون ذلك تفقد العملية التعليمية قيمتها وجدواها.
٢- المدرّس:
والذي هو مجرد وسيط ناقل للمعرفة، فلا بدّ من توفر مهارة النقل، والتوصيل لديه، مع توفّر الأمانة في ذات الوقت، فيوصل المعرفة صافية نقية، من غير تشويه، أو تحريف، أو تبديل أو نسيان لعناصرها، أو تجاهل لبعض محتوياتها، مستعيناً بوسائل، وأساليب تعينه في إيصال ما لديه من علم ومعرفة، وتشجّع المتعلّم على التلقّي، والمتابعة، والمشاركة الحقيقية، في اكتساب المعرفة.
٣- البيئة التعليميّة:
وتتمثل في غرفة الصف، أو أيّ مكان يتمّ فيه الاتصال والتواصل، والعمليات النشطة بمستوياتها المتعددة، في التعامل مع المعلومات المعرفية امتلاكاً، أو تصحيحاً، أو فهماً، وهنا يبرز دور المعلم أيضاً، فلا بدّ من مناسبة المكان لكلّ هذه الأمور من الناحية الصحية، والنفسية على حد سواء، وعدم توفر البيئة التعليمية المناسبة، سيؤثر إلى حد ما على الطلاب في رغبتهم لتلقي المعرفة عبرها.
٤- الوسائل التعليميّة المناسبة للموقف التعليمي:
وهي تسهل عملية الاتصال والتواصل بين المعلم والطالب، فتنوّعها وتعددها يسهم في تهيئة الطالب وتحفيزه باستمرار للنشاط التعليمي والتعلُّمي على حد سواء، ومبادرة الطالب لاكتساب العلم والمعرفة عبر دائرة متصلة من التفاعل النشط.
٥- المنهاج التعليمي:
ويقصد به الكتب المقررة، فلا بدّ أن تكون مناسبة لمستويات الطلاب الإدراكية، بحسب تعددها، ومخاطبتها لكل هذه المستويات، ومراعية الفروق الفردية بينهم وللفئة العمرية أيضاً. مصادر المعرفة المساندة: ويقصد بها الكتب والمصادر التي يعود إليها أو يتلقّى من خلالها الطالب، أو يستعين بها المعلم في ذات الوقت.
إنّ تفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض، وبنسق منظّم، ووسيط يربط بينها ويوجه من خلالها، كفيل بإعطاء المعرفة على وجهتها الصحيحة، وبتحقيق الغاية السامية منها، وما نعانيه اليوم من مشاكل، أو ضعف تحصيل عند بعض الطلاب، إنما يعود في بعض جوانبه إلى خلل في بعض هذه العناصر أو أحدها، بل كلّ عنصر فيها يجب أن يسهم في عملية التعلم، وبدرجة مناسبة له، أمّا المتعلم فتعتبر تهيئته الحجر الأساس للعملية التعليمية برمتها، فهو ميدانها الفسيح، والغاية منها.