بقلم هشام صلاح .
ما إن تركب مترو الأنفاق وتنتهى رحلتك إلى محطة فيصل إلا وترى صرحا شامخا وضع لبنته الأولى ثابتة تضرب بأصالتها أعماق وادى الكنانة علماء قادوا قافلة التنوير ليس فى مصر وحدها بل فى ربوع الأمة الاسلامية والعربية فى شتى بفاع الأرض فحق لهم الوصف بأنهم هم من يبعثون اللغة من مرقدها ليعيدوا لها نبض الحياة ليس فقط ولن ليلبسوها ثانية تاج العز والفخار
ورغم ما تمر به اليوم دار العز من تقلبات وأحداث بدت غريبة عليها لا تحتاج فى تفسيرها إلى فلسفة فيلسوف أو سفسطة متكلم ، أحداث وجدنا الدهيماء ساروا عنها متحدثين ، أحداث أثارت قلق محبيها ومريديها تغيرات جعلتنا نحس حد المشاهدة أوجاع وأحزان النحويين وثورة البلاغيين مع اعتكاف وعزوف لأهل الشريعة والدين
رغم كل ذلك نجد سحابة أمل أطلت بظلها لتبدد بعض من حرارة الأحزان
تلك كانت عبر قصيدة حب وصداقة ورسم للواقع نسج خيوط الكلمات فيها سلطان الشعر ورائد الجن ليجدد الأمل فى قلوب عشاق الدار ومريديها لتطل علينا مؤكدة بأن الحب والاجلال مازالا يرسمان خيوط العلاقة بين علماء الدار
وهذه إحدى بشارات الحب إحدى نبوءات الغد المشرق الذى سيجمع سدنة الدارويعيد لها مجدها التليد
مع قصيدة الاستاذ الدكتور السلطان السيد خلف ” أبو ديوان ” فى ذكرى مولد عالمنا العاشق والناقد الأندلسى فيض النيل فى جنان الأندلس
الأستاذ الدكتور أيمن ميدان بسمة الدار وألق الزمان والمكان
وهذى بعض من رائعته حيثيصدح السلطان قائلا :
إلى أستاذي الناقد الأندلسي العالم الأديب في ذكرى مولده.
( رُبَّ…عَسَى )
========
(أيمنُ): مرْ كفرَ الشيخ- أنْدلُسَا
أن تشعلا الحبَّ في المَدَى حَرَسَا
أن تُورِقا الشمسَ وحْيَ قافيةٍ
متَى دنتْ صبَّتْ لحنَها فَرَسَا
أينَ الوزاراتُ! صنْتَ ألسنةً
وصلْتَ غربًا بشرقِها قَبَسَا
نجهلهُ..والإسبانُ تعرفه؟!
فدعْكَ منْ سوئِهمْ فرُبَّ…عَسَى
(لا عاصِمَ اليومَ…} غيرُ وعْدِ غدٍ
ظفرْتَ بعْ أمسِ يا صباحَ مَسا
لا تزهدِ العرشَ كلَّما قَزَمٌ
ربَّى حذائي- في فيهِ- عِرْقَ نِسَ
****
أيمن_ميدانَ فُلُّ مفْرِقِهِ
حكى بهاءً فزانَهُ شَرِسَا
لذكرياتِ النحْل التي هربتْ
يَحِنُّ للشكِّ والنورِ ملْتَبسَا
خمسونَ عُشًّا صّدَّاحُ محْبَسِهِ
مثْل الكَنَاريِّ اصْفرَّ رهْنَ أَسَى
واخضرَّ قلبٌ ألقَى ثمانيًةً
في حُلْمِ جُبٍّ حينَ القميصُ قَسَا
…حرائقَ التأجيلِ السما فتَحَتْ
رؤيا لظى الماءِ شبَّ فانْبجَسَا
متى طغى الودُّ دُمْتَ أصْلَ ضيا
فاغنمْ حنينَ المديحِ مُنْعَكسَا
****
وروِّض الثيران التي رقصتْ
لا تَنْشغلْ لو دميمُها رَفَسَا
في كأسِ غاداتي ألفُ مُعْجبَةٍ
و(سارتي)غارتْ..تضربُ الجَرَسَا
قَدْكَ (الفلامنكو).. هلْ أبيحُ دَمي؟
أصِدْتَ لي سجَّانًا ومُحْتَبَسَا
لمْ أخدعِ النايَ.. كيفَ ثارَ على
أنْغامهِ لولا اخْتطَّ لِي أُسُسَا؟!
فِرْدَوْسَنا العَذْبَ: أين كَوْثرُنا؟
هلْ هادنوا النيلَ.. فانْطَفا يَبَسَا؟!
إِيبَ- كما أنْتَ- تُضْحِ غُصْنَ نَدى
يلْتَفُّ في موجِ العِطْرِ حينَ رَسَا
على خُدودِ الهديلِ رمْلَ هُدًى
فما رأَتْ شوكًا لي ولا لَعَسَا
****
يا صائدَ الغيْثِ بينَ نرْجِسِهِ
قَوَّمْتَ زهْدًا أعْداءكَ الجُلَسَا
علَّمْتهمْ نُبْلا من يزور ذُرَى
سِدْرَةِ مسْكِ النُّخاعِ لو غُرِسَا
يا صاحبي ضاعَتْ.. أينَ نَخْوَتُهُمْ؟
دَعْوَى تغابيهمْ أنَّهمْ بؤَسَا
هلْ يرتقي تاعسٌ ومَنْ قصرَتْ
غاياتهُ؟ لا.. يا بئسَهُ تَعِسَا!
فارفع عن المنحوسِ البَلا وأَرِقْ
في عينهِ المِلْحَ كلَّما انتكسَا
ما عاب حِلْمَ الليوثِ غَضْبتُهَا
إذا القرودُ انساقتْ لِتُفْتَرَسَا..