ربما استيقظ باكرا
صباح هذا اليوم
أحمل فأس
مازال يستغفر ذنبه
وزوادة تعتنق
بعض حبات زيتون وتين
ربما أمر على قبر أمي ، الذي بلغ الأربعين
أقرأ فاتحة الخلود … وبعض تراتيل نشيد
لن تهرب الطيور خوفا …
فقد اعتادت على رؤياي
كما اعتاد القمر على الرحيل
أمست تعلم صهيل الرياحين …
لن يحلو في ذاك الصباح الرثاء
ولن يغير من عاداته الحمقى
ذاك الشتاء …
مواسم الحصاد لاتزال
ترتدي زيها الأحمر
وفي الضفة الأخرى مواسم البرتقال والليمون …
تعلن العصيان على أشعة الشمس
سلاما لكل من مر من هنا ، ولكل من لم يمر
فهو نائم على حلم جميل
ومازال حرا … وحر …
تلعثم الفأس عند أول فجر ، أتى عند الغروب …
كتم أنفاس الصباح … حيا من جاء وراح
قال لي : بأني نسيت الجريدة
فربما كانت حبلى بخبر عودة أمي …
ضحكت قليلا … ثم بكيت …
لك الله أيها الفأس ، ألا تدري
بأن طريق الوداع طويل كعنق زرافة …
أخبرت ظلي بأن يتلو سلامي على النائمين
فكلنا حزن ، وآهات وجع ، ونحيا
على جثة زمن حزين …