حنان حسان
قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ، ولكن الآن أصبح المعلم مجرد موظف ليس أكثر من ذلك مطالب فقط أن يقدم المادة الدراسية لطلاب دون أن يهتم بأن يكون الطالب مستوعب لهذه المعلومات ام لا ،ولكن المعلم ليس هو المتهم في هذا الأمر أنما المتهمون الحقيقيون هم من يمسكون بزمام العملية التعليمية الذين أصبحو يتفنانون في كيفية هدم العملية التعليمية ، من خلال اتخاذ القرارات التي عصفت بالقواعد الأساسية للتعليم ومن تلك القواعد تدني مرتبات المعلمين ، كثافة المادة العلمية ،تهالك مباني المدارس ، وهذا ما شاهدناه بمركز الغنايم ،الذي يعاني من تفاقم المشكلات بداخل مدارس المركز حيث أصبحت تعاني من قصور كثيرة ، من نواحي إدارية وتعليمية وتهالك المباني المدرسية ،رغم التصريحات الدائمة لوكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط ،بأن جميع المستلزمات التعليمية من تواجد الكتب والتأكد من سلامة المباني المدرسية بداخل مراكز المحافظة ،فان الأمر داخل المركز عكس ذلك
قالت مني حسين معلمة بإحدى مدارس الغنايم شرق ،بأن المدرسة تعاني من الكثير من المشكلات وهي عجز عدد العمال بداخل المدرسة ،مشيرا بأن المدرسة لا يوجد بها سواء عامل واحد فقط وذلك يؤثر على الشكل النظافي للمدرسة حيث أن العامل لا يستطيع أن يقوم بكل متطلبات المدرسة من تنظيف الفصول والحمامات،بجانب ذلك مشكلة عجز المدرسين وخصوصا في مادة اللغة الانجليزية ومادة العلوم ،ومادة الرياضيات بجانب مدرسين الفصول
وأشارة مني ، إلي وجود تهالك لبعض اساس المدرسة من كراسي ومناضد ،وعدم وجود غرف للأنشطة الطلابية وايضا عدم وجود حجرات للمعلمين والمعلمات ، مشيرا ايضا إلي التدريبات التي تفرض علي المدرسيين أثناء اليوم الدراسي وأذا لم يكن في توقيت الدراسة ،قد يأتي بعد يوم العمل مما يؤثر عليهم نفسيا وبدنيا ،وهذا قد يضطرهم إلي أخذ أجازات مما يؤثر علي سير العملية التعليمية ،هذا بالاضافة إلي صعوبة المناهج وكثافة المادة العلمية علي الطالب الذي لا يستطيع أن يتمكن من الكمية الهائلة التي تلقي عليه من جانب المدرسة ،ولهذا نجد عدد ليس بقليل من الطلاب لا يستوعبون جميع المواد التي تدرس لهم، اما فيما يتعلق بالمرتبات التي يتقاضه المعلمون فهي ترى بأنها تعد بمثابة إعانة لهم وليس مرتبات مالية معقولة قد تساعدهم علي التعايش مع ذلك الغلاء الذي نشاهده في أهم المتطلبات الأسياسية من مأكل وملبس .
كما قال مدير إحدى مدارس قرية المشايعة ،بأنه يعاني داخل المدرسة من عجز بعض في التخصصات من مدرسي الفصول ،ونقص في بعض المدرسيين بالمرحلة الإبتدائية ، وذلك يجعله يلجأ إلي جعل بعض مدرسين المواد يتحملوا عبء عدم وجود مدرس الفصل ،وأيضا يمكن لمدرس مادة اللغة الانجليزية يقوم بتدريس مادة العلوم او الرياضات لتعويض العجز الذي تعاني منه المدرسة في تلك المواد مضيفا بأن لامر لم يقتصر فقط علي مدرسين المواد بل يلتزم المدرسين الاخصائين الاجتماعيين بتحمل عدد من الحصص الدراسية لبعض المواد لتخلص من العجز ، مشيرا بأن ذلك يرجع إلي سوء توزيع المدرسين علي المدارس داخل المركز .
ومن جانبه تتطرق إلي المشاكل الطلابية التي تعاني منها المدرسة ،مؤكدا بأن المدرسة تقع عليها العائل الأكبر في تعليم الطلاب لافتا إلي إهمال أولياء الأمور لأبناءهم خاصة بالمظهر الخارجي ،وسوء التغذية للطلاب ،وهذا يرجع إلي تفاقم نسبة الفقر داخل القرية
واضافت هناء ممدوح مدرسة للغة الانجليزية ،بأن المدارس بمركز الغنايم تشتكى من الكثافة الطلابية داخل الفصول ،مما يؤدي إلي ضعف مستوى الطلاب وعدم التركيز مع المدرسة، كما اشتكت من عدد الحصص التي قد تصل إلي 24حصة بالاضافة لحصص الاحتياطى ،موضحة بأنه لا يفترض أن تزيد عن 18حصة بالاسبوع لكي تتمكن المدرسة من توصيل المعلومة كاملة للتلاميذ .
واشارت إلي شغب الطلاب الذي يصل أحيانا بتدخل أولياء الأمور بتهديد المدرسات او المدرسين بتقديم بلاغات ضدهم في حال تعرض أبنائهم للعقاب من جانب المعلم في حال قيام الطالب بشغب ، ذاكرة لنا واقعة قد وقعت لإحدى الزميلات بالمدرسة بتعرضها للأهانة من الطالب بقوله لها بعض الألفاظ الخارجة ومحاولته التعرض لها بالضرب ،مما جعلها تقدم إلي ضرب الطالب ،وهذا أدي إلي قيام والد الطالب بتقديم بلاغ ضدها ولم يوافق علي حل المشكلة، إلا عندما قامت بالأعتذار من الوالد والطالب ،قائلة “المعلم اصبح بلا كرامة”
أما فيما يتعلق بالمرتبات أكدت علي تدني مرتبات العاملين بمهنة التربية والتعليم حيث أصبحت لا تكفى متطلبات الحياة اليومية ،مؤكدة بأن يوجد الكثير من المدرسبين يبحثون إلي عمل أخرى بجانب مهنتهم كمعلمين لكي يستطيعوا أن يعولوا أسرتهم.
وفي هذا السياق تحدث محمد مصطفى موظف إدارى بمدرسة بقرية أولاد محمد ،بأن المشكلات الإدارية التي تعاني منها المدرسة هي نقص الإداريين بالمدرسة ، بجوار ذلك تفاقم المشكلات المالية في جمع المصروفات ،وهذا يرجع إلي عدم دفع الرسوم من بعض الطلاب خاصة ابناء العاملين بقطاع التربية والتعليم ،و عجز الموازنة التي تساعد علي تعطيل الأنشطة المدرسية ،وتعطيل أعمال الصيانة ، بجانب تاخر استلام بعض الكتب الدراسية للطلاب التي قد تصل لمدة شهر أو أكثر من بداية العام الدارسي ولم يقتصر الأمر علي ذلك وانما في بعض السنوات كانت تلجأ المدرسة بأن تجعل الطلاب يحاولون الحصول علي الكتب من زملائهم الذين كانوا بالسنوات الماضية ،وذكر محمد بأن المدرسة لا يوجد بها ايضا مكتبة لطلاب ،وايضا عدم وجود حجرة لمادة التربية الفنية ،ومادة الاقتصاد المنزلي ، ولا يوجد بها ايضا حجرة للمدرسين والمدرسات .
وفي نهاية السياق، أكد بأن قرار عدم العقاب لتلميذ سواء كان بالطرد أو الضرب قرار فاشل لانه أدى إلي تطاول بعض الطلاب علي المدرسين ،مؤكدا بأن ذلك القرار ساعد علي تدرج المعلم من سلاحه الواقي له ،واثر ايضا علي سير العملية التعليمية بالسلب ،وذلك من خلال قيام بعض الطلاب بأعمال الشغب التي تؤثر علي زملائهم أثناء اليوم الدراسي .