كتبت ناريمان حسن
ذوو الاحتياجات الخاصّة يُعانيّ بعضُ الأفرادِ في المجتمعِ مِنْ أمراضٍ تحدُّ مِنْ قدراتهم العقليّة، والجسديّة، والنفسيّة، والتي تُؤثّرُ بشكلٍ كاملٍ على حياتِهم، لذا فهم يحتاجون إلى عنايةٍ خاصّةٍ تتناسبُ مع مُتطلّباتهم واحتياجاتهم، ويُطلقُ على هذه الفئة مِنَ الأفراد مُسمّى ذوي الاحتياجات الخاصّة، ويختلفُ حجم مشكلاتهم، والطّبيعة الخاصّة بها مِنْ مُجتمعٍ إلى آخر؛ من خلال الاعتمادِ على توفيرِ الوسائل والطُّرق للتّعاملِ معهم بطريقةٍ صحيحةٍ ومُناسبة لحالتهم الخاصّة؛ لذلك توجدُ العديدُ من العوامل التي تُؤثّرُ على الحاجات الخاصّة أهمّها المِعيارُ المُستخدَم من قِبَلِ الأفراد الأسوياء في إدراكِ مفهوم ومعنى الاحتياجات الخاصّة، ومن ثمّ البحثُ عن الوسائل المُناسبة للتّعاملِ مع العواملِ الخاصّة بهم، وأهمها: الصّحيّة، والثّقافيّة، والاجتماعيّة، والتعليميّة. المفهوم تُعرفُ الاحتياجات الخاصّة (بالإنجليزيّة: Special Needs) بأنّهت عبارةٌ عن مجموعةٍ من المظاهر التي تظهرُ على الأطفالِ في أعمارٍ مُبكّرة، أو قد يتأخرُ ظهورها حتّى عُمرٍ مُتأخّر، تجعلهم يُواجهون صعوباتٍ في مجالاتٍ مُتعدّدة، وخصوصاً المجال الاجتماعيّ، والمجال التعليميّ. ومِنَ التّعريفات الأُخرى لمفهومِ الاحتياجات الخاصّة أنّها ظهورُ صعوباتٍ في التعلّم والتعرّف على الحاجات الأساسيّة للإنسان، وإدراك المعارف الأوليّة المًرتبطة بالفهم، والانتباه، والكلام، والقدرة على تكوين بعض الجُمل الطّويلة، وعدم التّركيز، وغيرها من العوامل الأُخرى التي تدلُّ على أنّ الطّفل من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ويحتاجُ إلى وجودِ رعايةٍ مُناسبةٍ له؛ حتّى يتمكّنَ من العودة إلى الحياة الطبيعيّة، ما لم تكن الحاجة الخاصّة به ذات أسبابٍ عقليّة أو جسديّةالتحدّيات توجدُ مجموعةٌ من التحدّيات التي يُعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصّة والتي تُؤثّرُ على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم؛ لأنّها تحتاجُ إلى استخدام نمطٍ مُعيّن للعناية بهم، ممّا قد يجعلهم يواجهون العديد مِنَ الصُّعوبات في التّأقلمِ مع البيئة المُحيطة فيهم، ومن أهمّ أنواع هذه التّحديات ما ياتي
التحدّيات السلوكيّة: هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الاضطرابات التي تُؤثّرُ على ذوي الاحتياجات الخاصّة، والتي تُؤدّي إلى صدورِ مجموعةٍ من السلوكيّات غير المألوفة أو غير الطبيعيّة عنهم؛ بسبب مُعاناتهم في خللٍ بوظائف الإدراك العامّة، وتُسبّب التحدّيات السلوكيّة العديدَ من العوائق لهم، وتمنعهم من التّأقلمِ مع الحياة بطريقةٍ صحيحة. الصحّة العقليّة: هي قياسٌ للحالة الصحيّة لعقلِ ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتتراوحُ بين الحالات البسيطة والصّعبة؛ وعادةً ترتبطُ الصّحة العقليّة بالإصابةِ في إحدى الاضطرابات التي يُطلقُ عليها مُسمّى المُتلازمات؛ وهي عبارةٌ عن حالاتٍ خاصّةٍ تُولدُ مع الطّفل وتستمرُ أغلبها مدى الحياة، وأيضاً قد يتمُّ التخلّصُ منها عن طريق توفير علاجاتٍ دوائيّة وتأهيليّة مُعيّنةٍ، ومن أهم هذه المُتلازمات: متلازمة داون، والاكتئاب والقلق، وغيرها. مُشكلات التّعليم والتعلّم: هي من أصعبِ أنواع التحدّيات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصّة وعائلاتهم؛ إذ بسبب قلّة الخبرة الكافية حول الطّرق المُناسبة للتّعامل معهم منذُ مرحلة الطّفولة ينتجُ عن ذلك استمرار الحالة الخاصّة معهم، وقد يُؤدّي إلى تطوّرها بسبب التّعامل مع الطّفل على إنّه مشكلةٌ يجبُ تجنُّبها بدلاً من التّعامل معها ومُحاولة البحث عن حلولٍ لها؛ لذلك يُصبحُ من الصّعبِ تعليمهم، أو تلقينهم لأيّ نوعٍ من أنواع المعارف مع مرور الوقت. قضايا النّمو: هي مجموعةٌ من القضايا التي تواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتجعلهم غير قادرين على النّمو بشكلٍ صحيح، سواءً أكان هذا النموّ عقليّاً، أو نفسيّاً؛ إذ يستمرُّ النّمو الجسديّ عندهم، ولكن بغيابِ أيّ علاماتٍ على التطوّر العقليّ، ممّا يجعلهم يعيشونَ في مرحلةٍ عمريّةٍ جسديّةٍ تختلفُ عن المرحلة العمريّة العقليّة. الأنواع توجدُ أربع فئاتٍ رئيسيّة تُصنّفُ الاحتياجات الخاصة بناءً عليها،
الاحتياجات الخاصة الاجتماعيّة، والسلوكيّة، والعاطفيّة، ومن أهمها: مرض التوحّد. الاضطراب السلوكيّ العاطفيّ. اضطراب العناد الشّديد. اضطراب فرط النّشاط والحركة. نوبات الغضب. اضطراب الوسواس القهريّ. الاحتياجات الخاصة التعليميّة والإدراكيّة، ومن أهمها: صعوبات التعلم المحدودة، مثل: صعوبة القراءة، والكتابة، أو عدم القدرة على فهمِ العمليّات الحسابيّة البسيطة. صعوبات التعلّم المُعتدِلة (المُتوسّطة)، مثل: التأخّر في معرفة اللّغة، والتي تشملُ على عدم القدرة على القراءة، أو الكتابة، أو الكلام. صعوبات التعلّم الشّديدة، مثل: الاضطرابات الخاصّة الفكريّة، أو النفسيّة، والتي ينتجُ عنها صعوبةٌ في التّواصل مع الآخرين، وتشتّتٌ في الانتباه. صعوبات التعلّم الجسديّة، مثل: الإعاقات الجسديّة والتي يصعبُ علاجها. الاحتياجات الخاصّة التواصليّة والتفاعليّة، ومن أهمّها: الصّعوبة المُطلَقة في النّطق أو الاستماع. اضطراب طيف التوحّد. الاحتياجات الخاصّة الجسديّة، ومن أهمها: انعدام البصر. ضعف أو غياب السّمع. الإعاقة الجسميّة الكُليّة، مثل: شلل الأطفال.