السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
اللهم اجعله رمضان نصر لأهلنا المناضلين في غزة وفلسطين
كما نصرت المسلمين في بدر..
《إني رزقت حبها 》
إذا كنا سنذكر النساء الصحابيات حول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلابد لنا أن نذكر أولاً خير نساء العالمين الذي شرفها الله بمنزلة عظيمة
وجعلها أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم وأم أولاده وجدة سبطِهِ إنها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وارضاها والذي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم [إني رزقت حبها ]
فهنيئا لك ياأمنا هذا الشرف العظيم .
وإذا هناك رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله ليكونوا عونًا له في أداء الرسالة:
كانت هناك إمرأة اصطفاها الله وجعلها السكن الأول لحبيبه صلى الله عليه وسلم وأول من وصلها خبر السماء وأول أحد من البشر على وجه الأرض علمت بهذه الرسالة..
فصدقت به واغدقت عليه بحنانها وآزرته
وبذلت من تضحية ومن جهد ومال من أجل هذا الدين الحنيف وهذه الرسالة ووقفت وقفة أمةٌ بحالها.
وقفت بجانب زوجها صدقته وساهمت بكل ماتملك من مال وقوة ولم تكن كزوجتيّ نوح ولوط عليهما السلام. وقفةً كان الرد من الله عليها أن اصطفاها وبعث جبريل عليه السلام يبلغها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولا نَصَب.
قال عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «آمنت بى إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبنى الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجلّ الولد منها إذ حرمني الأولاد من النساء غيرها»…
لذلك أحببت أستثني أمنا خديجة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها وأرضاها فهي ليست صحابية فحسب هي الدرة المكنونة هي الوحيدة من نساء الأرض التي بعث الله لها سلاماً خاصا على لسان جبريل مبشرا لها بالجنة وقصرها به..
هي البشرى لكل النساء أن الله يكرم المرأة ويجعل لها مكانة عظيم مثلها مثل الرجال..
لذلك أحببت أن أقدمها هنا أيضًا في نساء صحابيات رغم أنني قدمتها في السيرة النبوية مع أمهات المؤمنين.. وافتتح بها أول الحلقات.
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية (68) عامًا/ ولدت/ 556م/توفت -/ 619م)؛ أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأم كل أولاده ما عدا ولده إبراهيم، عاشت خديجة رضي الله عنها وأرضاها مع النبي صلى الله عليه وسلم فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتني ببيتها وأولادها، وتسير قوافلها التجارية، وتوفر للنبي صلى الله عليه وسلم مُؤونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء، وعندما أنزل الله وحيه كانت خديجة أول من صدقته فيما حَدّث، وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بَشَّره بأنه نبي الأُمّة، فكانت أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء، وأول من توضأ وصلّى، وظلت بعد ذلك صابرة مُصابرة مع الرسول صلى الله في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين، حتى وقع حصار قريش على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بزوجها في الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه مرضت خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب، بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين عام 619م وعمرها خمس وستون سنة أو أكثر، وكان مقامها مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما تزوجها أربعًا وعشرون سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول صلى الله عليه وسلم بالحجون (مقبرة المعلاة).
أبوها: خويلد بن أسد يلتقي نسبها بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم في قصي بن كلاب. كان أبوها سيدًا من سادات قريش.
أمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم
إخوتها وأخواتها: العوام بن خويلد.. حزام بن خويلد.. نوفل بن خويلد.. عمرو بن خويلد.. هالة بنت خويلد..
أزواجها: عتيق بن عابد المخزومي..
أبو هالة بن النباش بن زرارة التميمي.. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم..
أولادها: هند بن أبي هالة..
هند بنت عتيق..
القاسم.. عبد الله.. زينب.. أم كلثوم.. رقية.. فاطمة الزهراء..
من النبي صلى الله عليه وسلم.
تحظى السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي رضي الله عنها وأرضاها بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع المسلمين.. عن أبو هريرة رضي الله عنه : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران.. وابنة مزاحم امرأة فرعون.. وخديجة بنت خويلد.
سيرتها قبل الإسلام:
ولدت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها في مكة قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر عامًا، أي على وجه التقريب.. نشأت وترعرعت في بيت جَاهٍ ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، حتى سميت بالطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكانت كثيرًا ما تتردد على ابن عمها ورقة بن نوفل تعرض عليه مناماتها، وكل ما يمر بها من إحساس ورؤيا تراها، أو هاجس تحس به..
ما إن بلغت خديجة سن الزواج حتى أصبحت محط أنظار شباب قريش وأشراف العرب، فقد كانت فتاة راجحة العقل كريمة الأصل ومن أعرق بيوت قريش نسبًا، فتزوجها أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي، وعاشت معه مدة ليست بالطويلة، ورزقت منه بولدين هما: هند وهالة، ثم تُوفي تاركًا لها ثروة ضخمة، ثم تزوجت من بعده بعتيق بن عائذ المخزومي، ثم طلقها وقيل: بل تُوفِّي عنها بعد أن رزقت منه ببنت اسمها هند، قال الإمام الذهبي: «كانت خديجة أولًا تحت أبي هالة بن زُرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، ثم بعده النبي صلى الله عليه وسلم ، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة..
غدا نكمل مع سيدة نساء العالمين أم أمهات المسلمين خديجة بنت خويلد رضي عنها وأرضاها تفاصيل حياتها.
يتبع (١)