يبدو للوهلة الأولي أن ترامب قد أضر بقطاع عريض جدا من المسلمين الذين يعيشون بالولايات المتحدة الأمريكية أيا كانت جنسياتهم .
ولكن ودون أن يقصد قد قام بدور كبير جدا لتوصيل الإسلام والمسلمين لقطاع عريض أيضا من البشر , بل وجعل الكثير منهم يتعاطفون مع المسلمين , عندما يرونهم يفترشون أرضيات المطار ليقيموا الصلاة .
شكرا لأنك جعلت العالم الغربي يعرف الإسلام الحقيقي ويعرف أن المسلمين ليسوا هم الذين يقتلون ويذبحون ويفجرون .
لأن المسلمون الذين يذهبون إلي أمريكا أغلبهم إما عالمون أو أطباء أو أساتذة جامعات أو مهندسين أو حتي أصحاب مهن حرة , ولكن وجودهم في دولة لا تدين بالإسلام يجعلهم أكثر حرصا علي تمسكهم وتمسك أولادهم بالدين الإسلامي , وأركانه ومبادئه .
فكان حرصهم علي إقامة الصلاة داخل المطار أكبر دعوة لتعريف البعض بما هو الدين الإسلامي , وكذلك لمحاولة البعض في البحث عن هذا الدين وعن الذين يدينون به .
والحمد لله أنهم متمسكون بدينهم فلم يبيعوا دينهم مقابل دخول أمريكا بل بالعكس كانوا أكثر حرصا علي الصلاة وإظهار هذا الدين – وأن كان تعاملهم من الأساس ينطوي علي علاقتهم بربهم فقط وليس من أجل ترامب أو غير ترامب .
الشئ الجميل الثاني أن تلك الصلوات كانت بالمطارات وهو المكان الذي يجمع جنسيات من كل دول العالم وليس الأمريكان فقط .
أما الشكر الحقيقي فهو أن تلك البلدان تطبق قوانين تحمي حرية العقيدة وإن كانت في الماضي البعيد قاموا بتنصير الرقيق وهم الزنوج الذين أتوا بهم من جنوب أفريقيا – وهذا ليس كلامي ولكن ما قرأته في الكتب وما شاهدناه في مسلسلاتهم .
ولكن قرار ترامب بمنع دخول بعض المسلمين أمريكا هو وإن كان قرارا تعسفيا وغير أخلاقي إلا أنه يبين أيضا مدي خوف وحب ترامب لبلده , فهو هدف نبيل وإن كانت الوسيلة له غير عادلة وغير نبيلة .
ولا أدري هل هو فعلا مقتنع أن المسلمين إرهابيين كما نشاهد تصرفات البعض الذين يتحدثون بأسم الإسلام من قتل وترويع ’ أم أنه يعلم جيدا أن أمريكا بلاده هي من صنعت الإرهاب وساعدته ومولته .
المهم أن كل الدول ترفض ذلك القرار التعسفي , وأكيد سيكون هناك حل للأمر – والأهم أن الأمريكان سيعرفون عن الإسلام وسيسألون وبإذن الله سينتشر أكثر لأن من يسأل ويعرف سيعلم أنه دين سماحه ومحبه وحق وعدل .فلك الشكر ترامب وفعلا رب ضارة نافعة .