نشأت النادي
لم تعد دول الشرق والغرب تتعامل معنا على أساس أننا دولة ذات سيادة تمتلك مقومات الحفاظ على الأمن والاستقرار، بل تتعامل معنا على أننا خطر يهددها وبؤرة ملتهبة قابلة للانفجار في أي وقت. فبعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء أصبح سيف السياحة مسلط على رقابنا بعد أن أشعرنا الشرق والغرب أننا بحاجة لهذا القطاع وأنه أحد الأسباب الرئيسية في انهيار سعر عملتنا مقابل العملات الأجنبية.
وتعد السياحة كقطاع خدمي من أهم وأكبر القطاعات التي يعتمد عليها الاقتصاد وذلك بفعل المكان والمكانة، فالتاريخ والجغرافيا المتمثلان في البناء الحضاري والتنوع الثقافي والموقع الجغرافي تتميز به بلدنا عن بقية البلدان الأخرى. كما أن هذا القطاع يستوعب الكثير من الأيدي العاملة من الشباب والكثير من الاستثمارات لكن الظرف الحالي يحول دون استمرار تشغيله والعمل على تطويره، ولذلك فان ركود هذا القطاع يؤثر علينا بزيادة عدد العاطلين في سوق العمل الداخلية وارتفاع قيمة العملات الأجنبية مقابل الجنيه في معاملاتنا الخارجية.
في الأونة الاخيرة كانت هناك لجان تفتيش ووفود أمنية روسية وبريطانية وايطالية تجوب مطارات البلاد للاطلاع على الحالة الامنية وتقييم المستوى الأمني لدينا، ألهذا الوضع أصبحنا غير أهل للثقة؟ واستبحنا حتى يفتش علينا الأخرون!. ألم تقع هجمات إرهابية في فرنسا وأمريكا وغيرها من البلدان في الأعوام الأخيرة. هل قللت هجمات فرنسا الارهابية من عدد السائحين لفرنسا الذين بلغوا 80 مليون سائح في العام الحالي؟! هل تأثر الاقتصاد الامريكي بمثل هذه الهجمات الارهابية؟!.
إذا أردنا أن نعالج أوضاعنا ونقيم أمرنا علينا أن ندرك أن حالة الانسداد السياسي والاحتقان الاجتماعي هما السبب الرئيسي فيما نحن فيه. علينا أن ندرك أن الغرب يعلم مدى الاحتقان الداخلي في مجتمعنا ويعلم مستويات الحرية والعدل وحرية التعبير وغيرها من موازين استتباب الأمن عندنا ولذلك فهو لن يزج بمواطنيه في مجتمع مضطرب. علينا أن ندرك أن الاهتمام بالشباب وبناء مشروعات صغيرة لهم بدعم الدولة وتوجيهها وتشجيعها هو صمام الأمان لاقتصاد انتاجي يكفل الاكتفاء الذاتي والتصدير لا اقتصاد خدمي يتأثر بالظروف والعوامل المحيطة داخليا وخارجيا. علينا ألا نستضيف أناس لا يتمتعون بثقة أو مصداقية أو حب تجاهنا حتى لو كانوا بحجم “ميسي” أو كانت شهرتهم عالمية بحجم نجوم هوليوود. علينا أن نستصلح للشباب ونبني للشباب وننشئ للشباب مشروعات تتبناها الدولة لا أن نستجدي المستثمرين ونسهل للأجانب تسخير شبابنا والاستفادة من طاقاتهم، إن لم نفعل كل ذلك فسنظل ندور في نفس الدائرة أو ربما تدور علينا الدائرة.