كتبه / محمد لطفي خضر
لم يستطيع النادى الأهلي المصري تحقيق البطولة الإفريقية للأندية أبطال الدورى وذلك عقب خسارته فى المباراة النهائية بالأمس أمام فريق الوداد المغربي بهدف نظيف وكانت مباراة الذهاب ببرج العرب قد انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق .
ولي هنا بعض الملاحظات على المباراة والفريق في نهاية مشوار البطولة :-
– بالنظر إلى مباراة الأمس نجد أن النادى الأهلى قدم أداءاً جيداً بنسبة كبيرة على أرض الخصم ووصل إلى مرمى الوداد وشكل خطورة في بعض الأوقات . ولكنه افتقد إلى اللمسة الأخيرة التى يستطيع معها إحراز الأهداف .
– افتقد الأهلى المهاجم الصريح الذي يستطيع إحراز الأهداف من انصاف الفرص وهذه النقطة تحدثنا عنها بالتحديد فى المقالة السابقة عقب مباراة الذهاب ببرج العرب وهذه المباريات بالتحديد تندر فيها الفرص بطبيعة الحال . لم يكن وليد ازارو كالعادة على قدر الحدث ولا استطيع ان الوم عليه ولكن كل اللوم على المدير الفنى الذي ظن ان لديه مهاجم من طراز فريد فقام بالصبر عليه أسوة بما حدث مع فلافيو في فترة مانويل جوزيه وأنا أرى أن هناك فارق شاسع بين الحالتين : فلافيو بالفعل لم يكن يحرز أهداف فى أول موسم مع الأهلى ولكنه كان يجيد الاستلام تحت ضغط بمنتهى القوة وتمرير الكرات المتقنة لزملاؤه فى الملعب ومساعدتهم فى احراز الأهداف – كان يلتحم ويستخلص الكرات بمنتهى القوة – فقط صادفه سوء الحظ وغياب التوفيق فى إحراز الأهداف. أما هذا الأزارو فلا يجيد شيئاً داخل الملعب سوى الركض ثم الركض خلف الكرة ولا شئ يُذكر له سوى رعونته أمام المرمى والتصرف الغير جيد فى غالبية الكرات التى تصله بالإضافه إلى توتره الشديد وهو ما لاحظناه قبل خروجه من تمرير الكرات للمنافس . وأنا هنا بدورى اتعجب بشدة من الموافقة على إعارة عمرو جمال الذي تألق قبل اعارته وقاد فريق الأهلى للفوز بكأس مصر وتم اختياره للعوده لصفوف المنتخب الوطنى بعد الإقتراب بنسبة كبيره من مستواه السابق قبل الإصابة اللعينة . كيف تتم اعارة عمرو جمال والأهلى لديه نقص كبير فى هذا المركز ؟ والآن نجد عمرو متألق مع فريقه بيدفيست الجنوب إفريقي وأحرز 5 أهداف متنوعة وقاد فريق لمراحل متقدمة فى كأس جنوب إفريقيا .
– ظهر واضحاً ضعف الخط الخلفي للنادى الأهلى عقب اعارة أحمد حجازى للدورى الإنجليزي ( فريق ويست بروميتش ) بالإضافة إلى تذبذب مستوى سعد سمير بشكل ملفت للنظر – وتقدم محمد نجيب فى السن وعدم تكيف رامي ربيعة على هذا المركز حيث أنه يجيد فقط فى مراكز خط الوسط . وظهر هذا واضحاً فى تكرار نفس الأخطاء وآخرها هدفي مباراة الذهاب والعودة للمباراة النهائية أمام الوداد ( صورة طبق الأصل ) عرضية من الناحية اليمنى ثم رأسية وسط حراسة المدافعين . فى دورى المجموعات فى وجود أحمد حجازى استقبلت شباك الأهلى 3 أهداف فى 6 مباريات – فى الأدوار الإقصائية استقبلت شباكه 9 أهداف فى 6 مباريات . أرقام يجب التوقف عندها كثيراً .
– لا يوجد فى النادى الأهلى حارس مرمى كبير بحجم النادى العريق يكون مصدر ثقة واطمئنان لزملاؤه وجماهيره . شاهدوا الأهداف التى تسكن شباك الأهلى فقط وستدركون حقيقة هذا الأمر .
– حالة التوتر الغريبة التى صاحبت أداء لاعبي الأهلى وخصوصاً أحمد فتحى غير مبررة بالمرة وكلفته الحصول على إنذار للإعتراض فى وقت مبكر من المباراة – يجب أن يكون هناك ثبات إنفعالى من اللاعبين أصحاب الخبرات فى الفريق لأن التوتر والإنفعال يُخرج اللاعب عن تركيزه ويساعد فى تذبذب وهبوط مستواه .
– سؤال للمدير الفنى حسام البدري : أضفت للقائمة الإفريقية احتياجاتك ( وليد ازارو – أحمد الشيخ – هشام محمد ) وبطبيعة الحال انت تضيف العناصر التى يحتاجها بشدة الفريق – أين هشام محمد وأحمد الشيخ فى جميع المباريات الستة السابقة منذ بداية الأدوار الإقصائية .
– لقطة عماد متعب كابتن الفريق عقب المباراة أمام طاقم الحكام واتهامهم بالرشوة سقطة لا يمكن السكوت عليها حتى لو افترضنا ان هناك ظلم تحكيمى وانا لا اتفق مع وجهة النظر هذه ابداً فطوال المباراة لم يكن هناك أخطاء مؤثرة بالمرة حتى التسلل مهمة حامل الراية وليس الحكم . الخطأ الوحيد للحكم فى المباراة هو عدم تقديره الصحيح للوقت بدل الضائع . قام بإيقاف المباراة أثناء انعدام الرؤية فى بداية الشوط الثانى لإشعال جماهير الوداد الشماريخ لمدة 3 دقائق تقريباً – علاج اللاعبين فى أرض الملعب – 6 تغييرات . من المستحيل بعد هذا كله أن يكون الوقت المحتسب 3 دقائق فقط . وفي النهاية يجب أن يكون كابتن الفريق قدوة لزملاؤه وواجهة للنادى الكبير .
– لقطة عناق محمود طاهر رئيس النادى الأهلى والكابتن محمود الخطيب فى مقصورة ملعب محمد الخامس تُلخص جملة ” الأهلى فوق الجميع ” – فعندما يجتمع الكبار تسود روح النادى الأهلى وقيمه ومبادئه وتُعتبر هذه اللقطة هى أهم مكاسب مباراة الأمس عقب الشد والجذب الذي يسود الأجواء بين شخصيتين تتنافسان على منصب رفيع ” رئيس النادى الأهلى ” فى الإنتخابات التى ستجرى يوم 30 نوفمبر القادم .
– فى النهاية هاردلك للنادى الأهلى خسارة البطولة فى المباراة النهائية بعد مشوار صعب وطويل ومشرف واجه فيه فرق عريقة مثل الترجى التونسي والنجم الساحلى التونسي واستطاع التغلب عليهما ولم يحالفه التوفيق فى ختام المشوار . وهذا لا يقلل بالتأكيد من مكانة النادى العظيمة وسط الأندية العالمية يكفيه فخراً وتميزاً أنه يحتل المركزالثانى برصيد 20 بطولة على مستوى العالم خلف نادى ريال مدريد صاحب ال23 بطولة فى قائمة أكثر الأندية حصولاً على البطولات القارية . متفوقاً على أندية كبيرة مثل برشلونة الأسبانى وبوكا جونيور الأرجنتينى وميلان الايطالي . بينما يحتل الزمالك المصري المركز ” الثامن ” برصيد 11 بطولة . حيث كانت أخر بطولة قارية حصل عليها منذ 15 عام تقريباً عام 2003 أمام الوداد المغربي فى كأس السوبر الإفريقي . بينما آخر بطولات النادى الأهلى القارية عام 2014 أمام الصفاقسي التونسي في كأس السوبر الإفريقي منذ 4 أعوام تقريباً . وأخيراً على النادى الأهلى معالجة سلبياته سريعاً للعودة مرة أخرى لمنصات التتويج الأفريقية.