هى قلب الأمه وسكن الأولياء، ومهد نزول الحضارات، ومهبط ديانات رب الأرض والسموات ،ومسقط ميلاد الشعراء ،منها سيخرج الضياء وينشق فجر النصر، من عند المنارة البيضاء، عرفناها كريمه لا تطرد قاصدا نادها ولا ترد عابرا أتاها، هى سوريا نبض العروبة التى تحتضر، ولا أحد ينظر إليها وهى من الألم تعتصر، وما زال تآمر العالم عليها مستمر.
إذا ماتت القلوب وغابت العقول وانتحرت الضمائر تخلى الإنسان عن أدميته، ولم يعد يأب لدماء تسفك وأكباد تجوع لأنه صار بمعزل عن الواقع ضلله الإعلام وسيطر عليه، فلم يعد قادرا على أن يستعيد توازنه العقلى فأصابه الهذيان الفكرى،وأصبح كالمتخبط بين جنبات الكذب وتشويه الحقائق ، لم يعد يتحرك فينا نخوة أو شعور تجاه قصف العدوان الثلاثى على سوريا، والحصار القاتل تجاه شعب أعزل يعانى منذ خمس سنوات ولم يجد من يحنوا عليه ويمد له العون بعدما تأمر عليه القريب قبل الغريب
الشعب السورى يصرخ ولا أحد يستجيب ؟؟ أليس هؤلاء من بنى جلدتنا ويحملون هويتن ،أليس هذا كافيا للدفاع عنهم أليس هذا يحتم علينا أن نقف بجانبهم فأين نحن من قول الله “وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر ” من يظن أن الحرب الدائره بسوريا سياسيه فهو غافل عن حقيقة المؤامرة والهجوم الكاسح الذى لن يسلم منه أحد مهما إتخذ من تدابير الأمان والحماية فهؤلاء شعارهم ” الطائفية فى خدمة السياسة” فإيران تستثمر فى النظام السورى الذى فقد شرعيته بعد أن ترك الساحه مرتع لكل من أراد أن ينفس عن ما بداخله تجاه الشعب السوري من غضب وحقد طائفى دفين ، ومن ناحية أخرى تستثمر عسكريا فى حوثيين اليمن وفى حزب الله بلبنان ذراعها الأيمن لتطويق المنطقه وتنفيذ أهدافها بدقة وحزم من أجل اكتمال الهلال الشيعى لدولة الفقيه الذى يبدأ من العراق إلى مناطق البحر المتوسط باتفاق أمريكى غربى بطعم المباركة لما يفعلونه بالمنطقه ،والعرب ما زالوا يستثمرون فى استار أكاديمى وإكس فكتور وما زالوا غرقى فى مستنقع الشهوات وترف النفس، وأرضهم تتأكل من حولهم والذئب الفارسي على مشارف الضفة العربيه ،ينتظر اللحظة الأخيره لينقض على ما تبقى من جسد الأمه لينهش فيه دون رحمة
الغرب حين فشل فى غزوه العسكرى للدول العربية وتأكد أن العربى أجسر الناس مقاومة وصلابة وصبرا فى مواجهة أى عدوان خارجى لجأ إلى الخطط البديله، وهى إثارة الفتن الطائفية مستخدما فى ذلك إيران كما قال أحد العلماء ” الشيعه حمير اليهود يركبونهم عند كل فتنه ” فقاموا بتعبئة العقول بأفكار متطرفة وتوفير كل عوامل الهدم للجماعات التكفيرية الظالمة، من دعم لوجستى وعسكرى لتحقيق مخططهم الخبيث بأيادى عربيه خالصه، تنتسب للإسلام بهتانا وزورا إضافه إلى الغزو الثقافى والتكنولوجي الذى عزل الأجيال عن تاريخها وحاضرها وفصلها عن كل القيم، والأخلاق الدينيه والأعراف الإجتماعيه فأصبحوا يقاتلوننا من غرف محصنة ومن وراء جدر دون أى خساره يتكبدونها ، فمتى تتصدى الأمه العربيه لهذا المخطط التنظيمي الذى نال من وحدتها ودحر حضارتها ، متى يستثمر العرب أموالهم فى إعادة ما هدم أوليس بلادنا أحق بالأموال التى تملأ بنوك أمريكا وأوروبا هم يدمروننا بها ونحن غافلون نبارك هذا التدمير بإبقاء أموالنا عندهم ، لماذا لا يعترف حكامنا النبلاء أن أمريكا والغرب ما كانوا لنا يوما أصدقاء أو حلفاء وأن مصالحهم هى من جمعتهم معنا على موائد المفاوضات السياسيه التى دائما تصب قرارتها فى صالحهم ونخرج نحن منها إما مدانين أو مسالمين
فقد صرح المفكر الأمريكي الشهير دانيال بايبس أحد أهم العاملين في مراكز التفكير الأمريكية الشهيرة بأنه يوصي الحكومات الغربية بأن تدعم نظام الأسد رغم أنه من المفترض خصمها اللدود، وسبب هذا الاقتراح، حسب ما قاله بايبس، «أن القوى الشريرة لا تشكل خطراً كبيراً علينا عندما تتقاتل فيما بينها. وثانياً: فإن الإقتتال بين الأسد والجماعات الأخرى سيمنع الحسم العسكري وانتصار فريق على آخر، لأنه لو انتصر أحد الفريقين فإنه سيشكل خطراً كبيراً علينا، لهذا على القوى الغربية أن تقود الأطراف المتقاتلة في سوريا إلى حالة من الجمود، بحيث تقوم بدعم الطرف الخاسر كي يستمر في القتال وذلك من أجل إطالة أمد الصراع واستنزاف كل الأطراف لصالح أمريكا والغرب.
إن الإيقاع السياسي البطيئ فى تحرك الدول العربيه سوف يساهم فى تعقيد المشكله ويزيد من توسعها ،وحينئذ سيجرفنا تيار الحرب إلى هاوية السقوط إلى اللارجعه، لاسيما أننا فى أوج مراحل الضعف والإنقسام ولن يبكى علينا أحد فالجرح الذى فتحه بشار الأسد بالجسد السورى سيظل ينزف ولا يندمل ،والنار ستحرق الكل ولن تستثنى أحد لا دار ولا جار، وأول المتضررين ستكون الشعوب الناميه المتخلفه الذين يعيشون فى حمأه الجهل والصراع النفسي والأيدلوجى مع بعضهم البعض، وسوف يغير الله كل شيئ وفقا لإرادته وتدبيره فيعز من يشاء ويذل من يشاء فيد الله تعمل فى الخفاء ولكن لا أحد يدرى لا أمريكا ولا روسيا ولا الغرب يستطعون تحريك ذرة إلا إذا أراد الله ذلك ،فهم أداه بيد الله سلطهم علينا لنذيق ثمره التعلق بالدنيا، والتخاذل عن قضايا الآمه وسوف نعلم غدا من كان فى ضلال مبين.