عقد وزير القوي العاملة محمد سعفان، لقاءً مع ديبورا جرينفيلد، نائب المدير العام لمنظمة العمل الدولية للسياسات خلال زيارتها للقاهرة، وذلك بحضور السفير ياسر حسن مستشار المدير العام للمنظمة للشئون الإفريقية والعربية ، وأريك أوشلان مدير مكتب المنظمة في القاهرة، لبحث عددا من الملفات المشتركة، والتعاون الفني بين الوزارة والمنظمة، وعرض ما أحرزته الحكومة المصرية في قوانينها العمالية لتوافق معايير العمل الدولية، وما أبدته لجنة تطبيق معايير العمل الدولية من استنتاجات في ختام الدورة الثامنة بعد المائة لمؤتمر العمل الدولي الذي عقد في جنيف في يونيو الماضي وتوصياتها بإدخال بعض التعديلات علي قانون التنظيمات النقابية العمالية .
واستهل وزير القوي العاملة اللقاء بعرض عن أهم ما أنجزته الحكومة المصرية ممثلة في وزارة القوي العاملة خلال السنوات الثلاثة الماضية في قوانين العمل والعمال، مؤكدا أن الدولة المصرية حريصة على تحقيق كل المعايير الدولية وتنفيذ الاتفاقيات التي صدقت عليها، فضلا عن تحقيق مؤشرات ايجابية في كافة المجالات، منوها إلى أننا نجحنا بالتعاون المشترك مع منظمة العمل الدولية في إصدار قانون للمنظمات النقابية العمالية، بعد أن استجبنا لكافة الملاحظات التي أبدتها لجنة الخبراء بالمنظمة على قانون النقابات رقم 35 لسنة 1976 منذ عام 2008، مشيرا إلى أن هذا القانون أسهم في إحداث تغييرًا جذريًا في قاعدة التنظيم النقابي المصري من خلال الانتخابات النقابية العمالية الأخيرة التي أجريت على أساسه.
وأكد أن الحكومة المصرية استوفت كل التوصيات التي صدرت في صورة استنتاجات من لجنة معايير العمل الدولية فيما يتعلق بتسجيل طلبات النقابات التي كانت معلقة ، فضلا عن صدور تعديل لقانون النقابات العمالية بما يضمن تخفيض الحد الأدني من العضوية المطلوبة علي مستوي المنشأة أو مستوي النقابات العامة أو مستوي الاتحادات، كما ارسلت الوزارة مشروع قانون العمل للمنظمة ، مبديا الاستعداد لقبول الدعم الفني اللازم خلال المرحلة الحالية والمقبلة.
وأضاف أن الوزارة حريصة كل الحرص على إعداد كافة القوانين الخاصة بها عن طريق الفكر التوافقي والتشاور والتواصل التام بين طرفي العملية الإنتاجية من ممثلي العمال وأصحاب الأعمال، ومتابعة فنية من منظمة العمل الدولية لما لها من خبرة كبيرة من شأنها أن تقلل المسافات للانتقال للوضع الأفضل والأمثل الذي تنشده الدولة المصرية.
وتطرق الوزير لمشروع التنافسية الذي تم تنفيذه على مدي سنتين ، مؤكداً أنه المشروع الأفضل بين 23 مشروعا يتم تنفيذها من قبل المنظمة على مستوى العالم، الأمر الذي يعتبر محفزًا رئيسيًا للانطلاق بعزيمة وإصرار نحو المراحل القادمة ، معربا عن أمله في استكمال المشروع بالتعاون مع المنظمة.
كما تطرق الوزير لمشروع العمل الأفضل الذي وصل نسبة النجاح فيه لـ 97%، معربا عن تطلعه لاستكماله بالشكل الكامل لإضافة الكثير إلي مناخ العمل في الدولة المصرية ، مضيفًا أن ملف العمل اللائق يحتاج إلى آلية في الحوار للتوافق مع المنظمة حول إطاره العام والدخول في مراحل التنفيذ.
وأكد الوزير أن العلاقة بين وزارة القوى العاملة ومنظمة العمل الدولية لها طبيعة خاصة تتسم بالمصداقية وتبنى على الشفافية والوضوح، خاصًة خلال الفترة الأخيرة ، والتي اتخذت شكلًا أكثر عمقًا، تؤكده النتائج الملموسة على أرض الواقع من إنجازات تحققت بدعم كامل وتفهم كبير بين الوزارة والمنظمة.
وشدد الوزير على أهمية تقديم الدعم الفني من المنظمة لوزارة القوى العاملة في كافة مجالات العمل للوصول إلى أفضل النتائج كهدف منشود تتبناه الوزارة خلال عملها، ولتحديد أطر المساعدات الفنية في مجالات العمل المشتركة بين الجانبين.
ومن جانبها أوضحت ديبورا جرينفيلد نائبة المدير العام لمنظمة العمل الدولية للسياسات على أن مصر دولة شريكة هامة لمنظمة العمل الدولية، وأننا على كامل الاستعداد بالتعاون مع الحكومة المصرية وشركاءنا من أصحاب الأعمال والعمال في مواجهة كافة التحديات التي تواجهها البلاد ذات الصلة.
كما أشادت ديبورا جرينفيلد بالخطوة الجادة التي قد اتخذتها مصر مؤخراً لتعديل بعض أحكام قانون المنظمات النقابية العمالية؛ والتي جاءت كإستجابة لتوصيات لجنة الخبراء ولجنة تطبيق معايير العمل الدولية المنبثقة عن الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي خلال شهر يونيو الماضي.
وشددت على أهمية متابعة تنفيذ هذا القانون، وتسجيل كافة النقابات المستقلة المعطل تسجيلها، علاوة على إجراء حوار مجتمعي على نحو مستمر مع منظمات أصحاب الأعمال وممثلي العمل مما يضمن تطبيق القانون بما يتفق مع معايير العمل الدولية. وفي هذا الصدد، أكدت ديبورا على التزام منظمة العمل الدولية تجاه شركاءها من حكومة وأصحاب أعمال وعمال بتقديم المزيد من الدعم الفني والتواصل بما يعزز علاقات العمل ويطور مناخ العمل في مصر.
ورحبت ديبورا جرينفيلد نائبة المدير العام لمنظمة العمل الدولية على قيام الحكومة المصرية ممثلة في وزارة القوى العاملة بتقديم تقرير حول ما أحرزته من توصيات وتعديلات في تشريعات العمل قبل نهاية نوفمبر القادم وفقاً لما أوصت به لجنة الخبراء بلجنة معايير العمل الدولية.
وفي هذا الخصوص أكد الوزير أن التقرير تم تقديمه بالفعل إلي لجنة الخبراء قبل أول سبتمبر الجاري ، وتضمن التقدم الذي أحرزته الحكومة المصرية حتي تاريخه من صدور قانون بتعديل بع أحكام قانون المنظمات النقابية ، وكذلك مساعدة المنظمات النقابية في تذليل مشكلات التأسيس التي يواجهونها.
وعلي هامش اللقاء التقت ديبورا جرينفيلد ، ببعض ممثلي المنظمات النقابية التي نجحت في توفيق أوضاعها أو في أيداع أوراقها بالوزارة بعد صدور القانون الجديد، ومن بينهم ممثلي نقابات “العلوم الصحية ” و”النيابات والمحاكم” و”العاملين بهيئة الإسعاف” و “النقل والمواصلات”، ومنها نقابات عامة غر تابعة للاتحاد العام ، مما يؤكد التطبيق الواقعي لمبدأ الحرية النقابية .
وفي نفس السياق قال أحمد الدبيكي رئيس النقابة العامة للعلوم الصحية، في معرض حديثه عن رؤيته كممثل من ممثلي العمال في تطبيق قانون التنظيمات النقابية في مرحلة توفيق الأوضاع، أن هذه المرحلة بالنسبة لنقابته مرت في البداية بالعديد من الصعوبات إلي أن تدخل الوزير بتذليل كافة العقبات بمنتهى الشفافية والوضوح، مع بساطة في الإجراءات دون تعقيدات، من أجل خدمة عمال مصر، والعمل النقابي بصورة تتوافق توافقًا تامًا مع التشريعات ومعايير العمل الدولية والوطنية، والاتفاقيات التي صدقت عليها مصر من أجل بناء تنظيم نقابي مصري قوي.