متابعة.. عمر ابو عيطه
لا تندهش عندما تسمع صوت جرس بيتك يدق، وتذهب لاستلام أحد الطرود البريدية فتجد إنسانا آليا يقدم لك ما طلبت! فهذا ما بدأ تطبيقه في الولايات المتحدة أخيرا من خلال شركة “فورد” التي قررت أن تنتقل من المنافسة في مجال السيارات إلى عالم الروبوتات، من خلال تجربة روبوت يمشي كالإنسان لحمل الطرود، أطلقت عليه اسم “ديجيت”.
وأعلنت عملاق صناعة السيارات الأمريكية، أنها تختبر روبوتا لنقل الشحنات من سياراتها ذاتية القيادة إلى عتبات أبواب العملاء، حيث تقوم بتجربة عمليات التسليم بسيارات ذاتية القيادة.
الشركة وجدت أنه من المزعج أحيانا أن يسير الأشخاص خارج منازلهم ويأخذوا طردا من سيارة ذاتية القيادة، تنتظر عند الرصيف، لذا عقدت شراكة مع شركة “أجيليتي روبوتيكس” (Agility Robotics)، وهي شركة ناشئة مقرها ألباني بولاية أوريجون، لتصنيع روبوت يمشي مثل الإنسان قادر على حمل طرود وزنها أكثر من 18 كيلوجراما.
وقالت “فورد” إن الروبوت، المسمى “ديجيت”، يمكنه صعود الدرج أو المشي على أرض غير مستوية والحفاظ على توازنه حتى لو اصطدم بشيء ما.
وفي فيديو ترويجي، عرضت “ديجيت”، وهو يدور حول دراجة إلكترونية تعترض طريقه على الرصيف. وإذا شعر “دييجت” بالارتباك أثناء حمل الطرد، فسوف يتواصل مع سيارات “فورد” للحصول على إرشادات.
ورفضت الشركة الإفصاح عما إذا كانت تخطط لتشغيل خدمة توصيل أو ما إذا كانت تتوقع إجراء عمليات تسليم للشركاء، كما رفضت تحديد ما إذا كانت ستطلق برنامجا لتسليم البضائع لأغراض تجارية.
وسبق أن تعاونت الشركة مع “دومينوز” بيتزا لاختبار توصيل البيتزا في ولاية ميشيجان، وكان العملاء آنذاك يضطرون إلى السير إلى السيارة وإدخال رمز على لوحة اللمس قبل أن تفتح نافذة بالمقعد الخلفي لتكشف عن البيتزا.
ولم تكن شركة فورد وحيدة في هذا المضمار، فقد دخلت شركات تكنولوجية كبرى مثل فيسبوك مجال المنافسة، حيث أبدت الشركة اهتماما بصناعة وتطوير الروبوتات من خلال ثلاثة مشاريع تأمل أن تسهم في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي المعتمدة على كميات كبيرة من البيانات التي تحمل معلومات جديدة.
وقالت الشركة إنها تجري أبحاثًا تهدف إلى تعليم الروبوتات كيفية التعرف على العالم على غرار ما يفعله البشر.
وقال روبرتو كالاندرا، باحث في قسم الذكاء الاصطناعي على موقع Facebook، لموقع بيزنس إنسايدر: “العالم الواقعي فوضوي، وليس مرتبا بالشكل المثالي، لذا فإننا نحاول تطوير روبوتات حقيقية ستكون أكثر موثوقية، وأكثر قوة، وسوف تتعلم بشكل أسرع”.
ووفقا لبيزنس إنسايدر، يتم تطوير المشاريع داخل قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في الشركة، وهو قسم من الشركة يعمل بشكل مستقل عن مجموعة التطبيقات والخدمات الشعبية التابعة لفيسبوك.
ويتضمن أحد المشروعات التي تسعى Facebook إلى تطويرها مساعدة الروبوتات في التعرف على العالم من خلال اللمس، حيث طورت الشركة طريقة تمكن الروبوتات من إنجاز المهام من خلال التعلم من خلال اللمس دون إعطاء أي بيانات تدريب محددة.
وقدرت شركة أبحاث السوق “جارتنر” أن قيمة الأعمال المستمدة من الذكاء الاصطناعي سوف تصل إلى 1.2 تريليون دولار خلال 2019، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70٪ على عام 2017