ما أصعب أن يتحمل الإنسان هموم أمة وماأجل عمله حينما يترفع عن الأنا ويجعل شغله الشاغل حماية هوية وطنه والحفاظ على تقاليدها العريقة – هكذا هو حسام عقل
واستمرارا للدورالرائد لملتقى السرد العربى وما يحمله ويتحمله من تبعات إيمانه بقضيته واطلاقا من مواجهة ما اعترى مجتمعنا الثقافى من علل وداءات يأتى إصرار الملتقى بالقائمين عليه ليكون واحة خضراء وسط بيداء قاحلة على يقين من أن نور الفجر لابد وأن يشرق فالأمل فى مصر وأبنائها لا يتزعزع ، وفى الندوة التى أقامها ملتقى السرد العربى تحت عنوان
” سعد الدين وهبة لؤلؤة فى الذاكرة الثقافية ” جاءت كلمة رئيس مجلس إدارة ملتقى السرد العربى أ – د والناقد حسام عقل والذى قدم ثلاث رسائل لمجتمعنا الثقافى – هيا معا عزيزى القارىء :
* الرسالة الأولى / علم الثقافة والإيمان بقضيته رمزها سعد الدين وهبة :
اعلم أيها الأديب والمثقف وأنت أيها الإنسان البسيط أن سعد الدين وهبة ذلك ” الفلاح المقاتل ” كان كتلة من الارادة والصلابة والتحدى حتى على مستوى الكتابة ، سعد الدين العبقرى الذى يستطيع أن يحول النص من ناحية الحوار إلى كتلة من اللحم الحى النابض
سنة 93 كتب سعد الدين وهبة مقالا بعنوان ” هل دفنت العروبة مع غزة وأريحا ؟ وكأنه يكتبه الان فلو محونا تاريخ المقال فكأنه وليد اليوم وكتب اليوم
تنبؤه بأحداث المستقبل ظهر ذلك فى مقاله ” أهلا بالسيد بيبى ” حيث استطاع بحسه أن يكشف شخصية نتنياهو بما هو عليه الآن فقد غاص فى شخصية هذا القاتل الدموى ليكتشفها قبل أن تتغول
لم تكن القضية بالنسبة لسعد الدين وهبة قضية الثقافة فلم يكن يبحث عن الشو الاعلام فقد كانت له مقالات كانت كفيلة بأن تذهبه وراء الشمس كما جاء فى مقالة مع تغول الانفتاح الاستهلاكى ” حل مشكلة الفقراء لا يكون بإعدامهم ”
حين نجرد عناوين مقالات سعد الدين وتنفى عنها التواريخ تشعر كأنها كتبت الان ، سعادتى أننا اليوم نستعيد هذه القيم العروبية لان المحيط العربى هو الامتداد الطبيعى لمصر والمحيط المصرى هو السند الطبيعى لمصر
سؤالى الذى يلح على دائما – هذا الفراغ الذى تركه سعد الدين وهبة متى سيمتلىء ومن ياترى سيملأه؟
* الرسالة الثانية / قامات الزمن الجميل وقود رحلتنا وزادها :
وهنا نسعد بوجود سميحة أيوب رائدة المسرح العربى تلك الفنانة المصرية التى تستطيع أن تأخذ بمجامع القلوب بل تستوطنها بلا تفلسف أو تفاصح
قامات الزمن الجميل ليست استدعاءا لنصوص ولا لكتب شبعت استدعاء وشبعت قراءة لكنها استدعاء لقيم هذه القيم لابد من ان تستعاد ثقتنا مطلق فى قدرات مصر وأقلام مصر ومواهب مصر
أنا سعيد أن قامات الزمن الجميل تقف إلى جوارنا عضدا وساعدا سميرة عبد العزيز لم تخذلنا يوما مديحة حمدى سميحة أيوب هذه القامات لانهم يضعون أذنهم على نبض المشهد الثقافى المصرى
الرسالة الثالثة رسالتى للقائمين على الثقافة – انظروا
كيف كان يدير سعد الدين وهبة النشاط الثقافى ؟ كيف أدار هو المشهد ، وكيف تربح من بعده ؟
” انظروا كما قيل عنه : كان فى استطاعته أن يحول الخرابة إلى حديقة “
” فى أيام معاناته الأخيرة كان يفكر فى دوره وليس مرضه ” من أجل ريادة مصر الثقافية ودورها كانت حياته معارك لا تنتهى ، فأين معارككم الخالصة من الأغراض وتصفية الحسابات معارك من أجل مصروريادتها
أيها المثقفون : تذكروا بأن التاريخ سيذكركم بما ذكرتم وقدمتم ،
ألم يئن لكم أن تقدموا مصلحة الأوطان وتراجعوا أنفسكم قليلا ، فذاكرة الأوطان لا تنسى
السادة الأفاضل القائمون على الثقافة اذكركم بحصول المخرج الايرانى الشهير أصفر فرهادى على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى مرتين أولاهما عن انفصال عام 2011 والثانية عن البائع عام 2017
فأين أنتم ونحن من الأوسكار
ختاما / رغم ورغم كل شىء مازال الأمل باق والثقة لاتتزعزع فى غد مصر المشرق يوم تعود لريادتها ومكانتها الطبيعية التى تليق بها