الجزء_الأول
كتب : الباحثة أماني الشريف
من الأحداث المهمة التي وقعت في الفترة المكية من التاريخ الإسلامي حادثة الإسراء والمعراج، التي وقعت في العام العاشر من البعثة، واختلف المؤرخون في يوم وشهر وسنة وقوعها بالتحديد، وعلى فرض وقوعها في شهر رجب (على أحد أقوال أهل العلم) من العام العاشر من البعثة.
تعتبر رحلة الإسراء والمعراج معجزة إلهية ليتحدى بها الله تعالى المكذبون، ومنحة ربانية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليرحمه الله تعالى ويكافئه على جهاده، ويخفف عنه الأحزان ليواصل دعوته.
سبب وقوع رحلة الإسراء والمعراج “عام الحزن”
الإسراء والمعراج ؟
الإسراء هو: الرحلة الأرضية التي تمت بقدرة الله حيث قام بها النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بسرعة تتجاوز خيال البشر وقياستهم المألوفة، كما ذكر في سورة الإسراء (آية: 1): {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
أما المعراج: فهو تلك الرحلة السماوية والارتفاع من عالم الأرض إلى عالم السماء وسدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، يقول الله تعالى في سورة النجم من (آية 13 إلى 18): {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ}.
الإسراء والمعراج معجزه ربانيه للرسول الكريم محمد (ص ) لتخرجه من حاله الحزن التى تعرض لها الحبيب بعد عام الحزن ،ذلك العام الذى توفيت فيه السيده خديجه زوجه الرسول و عمه ابو طالب . فذهب الرسول الى الطائف عله يجد هناك أناس يستمعون له و يؤمنون بالله الواحد القهار ، فما كان منهم إلا ان سلطوا عليه سفهاء قومهم الصبيه الصغار يقذفونه بالحجاره ، وأَغْرَوْا به سفهاءهم الذين رَمَوْهُ بالحجارة هو ومولاه زيد بن حارثة، حتى دَمِيَتْ قدمه الشريفة، وشُجَّ رأس زيد، ولم يزل به السفهاء حتى ألجئُوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة، وهناك التجأ إلى شجرة وأخذ يدعو بالدعاء المشهور: “
اللهم إلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إلى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إلى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ
ثم إنه لما عاد إلى مكة حزينًا كسيرَ النفس في هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة، في الطائف وفيما سبقها من وثيقة المقاطعة والحصار، ووفاة سَنَدَي الرسول الكريم العاطفي والاجتماعي، زوجه السيدة خديجة -رضي الله عنها- وعمه أبي طالب ، في هذه الظروف وبعد أن ضاقت به الأرض من المشركين اتَّسعت له أفق السماء، وجاءت معجزة الاسراء والمعراج تثبيتًا له ومواساة وتكريمًا، ولتكون بذلك منحة ربانيَّة تمسح الأحزان ومتاعب الماضي، وتنقله إلى عالم أرحب وأُفق أقدس وأطهر، إلى حيث سِدْرَة المنتهى، والقُرْب من عرش الرحمن .
<img class="j1lvzwm4" role="presentation" src="data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />