بقلم احمد محمود سلام
…..أكتب عن مشهد من مشاهد الألم في وطننا العربي من منطلق أن النهاية السعيدة ستظل مؤجلة إلي ماشاء الله طالما لايوجد من يقتدر علي حمل سيف الناصر”صلاح الدين الأيوبي” لأجل حطين جديدة وصولا لتحرير فلسطين. حديثي عن الوطن الضائع والحلم المرتهن في ذكري رحيل ياسر عرفات ” الثائر” السابق والرئيس” الورقي” للسلطة الفلسطينية وقد تخلي عن خيار الكفاح المسلح لتنتهي أسطورة منظمة التحرير الفلسطينية والمحصلة “رجل” يقبع في مقر حكم وهمي في مبني المقاطعة برام الله يغدو ويروح بطائرة هليوكبتر إلي عَمان ومنها لأي مكان يود الإنتقال إليه وسط حصار إسرائيلي وصل لمراقبة أنفاسه حتي إنتهي به المقام مريضا بمرض إجهز عليه ليموت في باريس في 11 نوفمبر 2004…..الحديث عن الذكري مقترن بالجُرح ولأجل هذا لابد من التذكير بالجُرح الذي ساعد خيار عرفات “الإستسلامي” في أن يجعله عصي الشفاء ويكفي القول أنه يوم أن كان خارج الأرض الفلسطينية كان أقوي حتي رُوض جراء إتفاقيات أوسلو والمحصلة رئيس لا وطن. أعود للوراء قليلا وأتذكر مذابح أيلول الأسود وماجري في شوارع عمان وقتها تدخل الرئيس جمال عبد الناصر وقد”دعي” لقمة عربية طارئة”بالقاهرة” إنتهت إلي” إنقاذ” ياسر عرفات “مُتنكراً”في زي الأمير” الكويتي” سعد العبد الصباح ليحضر القمة ويتم التصالح مع الملك حسين ويعود عرفات متنقلا مابين العواصم حتي إنتهي به المقام بأن يُطرد وقواته من لبنان ليعيش في تونس قبل أن يتثمر السلام الورقي الذي هاجمه عرفات نفسه منددا بالرئيس السادات سبا وشتما يوم أن أقدم علي زيارة القدس في 18 نوفمبر سنة 1977. ياسر عرفات أهان مصر السادات كثيرا وإختار مربع الصمود والتصدي وهي الجبهة التي عارضت السلام مع إسرائيل وقاطعت مصر…. في ذكري رحيل ياسر عرفات كل الشواهد تنطق بأنه مات مسموما ليضاف إلي قائمة شهداء القضية الفلسطينية منذ فجر النكبة التي جعلت إسرائيل أمرا واقعا… لاسبيل إذا إلا الترحم علي ياسر عرفات ” مناضلا ” ضيع” القضية ” يوم ” أن صدق أن حل القضية هو الهرولة في فلك الولايات المتحدة الأمريكية” الساهرة” علي أمن وأمان” الدولة” العبرية.