كتب هانى سلام :
فى أفضل رسالة فى الاعلام حصلت الباحثة رانيا لاشين على درع جامعة DOVER الأمريكية لأحسن رسالة دكتوراه مهنية فى الإعلام . وتوصية بطبع الرسالة .
وتأتى رسالة الدكتوراة لرانيا لاشين لتؤكد على ضرورة وجود المصداقية والشفافية فى تناول الأخبار والبعد عن الأفكار السلبية الهدامَّة التى من السهل أن تُوقِع بأى مجتمع.
تتناول الباحثة فى هذه الرسالة،الإعلام الجديد بتقنياته التكنولوجية فى عصرنا الحديث، وتتناول التطور التقنى الذى حدث لوسائل الإعلام من خلال تكنولوجية وسائل الاتصال، فنجد أن الدكتورة رانيا تقول عن ملخص لرسالتها
إن المتغير المستقل هو: الإعلام الجديد.
المتغير التابع هو: تكنولوجية وسائل الإعلام.
وإذ كانت الصحف أسبق وسائل الإعلام الأخرى واحتفظت لنفسها بهذه المكانة لفترات طويلة قبل أن تلتقط أجهزة الإعلام الأخرى كالإذاعة والتلفزيون زمام الأمور لتسابق الصحافة في مكانتها من حيث التأثير المباشر والقوي على الرأي العام، و لم تخرج بحوث الصحافة في البداية عن الدراسات الوصفية أي تسجيل تاريخي للصحافة واجتهادات محرريها التي لم تتبع في بادئ الأمر مبادئ أو نظريات علمية، وإنما خضعت على تصورات فلسفية وافتراضات ذهنية قابلة بطبيعة الحال للخطأ و الصواب .
وظلت الدراسات الإعلامية المعاصرة دائمة التحديث والتطور بتطور الأجهزة و الوسائل الإعلامية خصوصاً بعد أن اتسعت الدائرة العلمية لعلوم الإعلام و الاتصال بإدخال الدراسات المتعلقة بالعلاقات الإنسانية عليها بوجه عام.
وبدأت نظريات وسائل الإعلام وتأثيرها على المجتمعاتبالظهور مثل النظرية التكنولوجية لوسائل الإعلام لمارشال ماكلوهان أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة مانيتوبا بكندا والذى ربط بين الرسالة والوسيلة الإعلامية حيث ظهرت عبارته الشهيرة (الوسيلة هى الرسالة)حيث أكد على أهمية الوسيلة فى تحديد نوعية الاتصال وتأثيره، وقد قسم ماكلوهان وسائل الاتصال إلى (وسائل ساخنة ) و (وسائل باردة)التى تحتاج من المستقبل إلى بذل جهد إيجابى فى المشاركة والمعايشة والاندماج،مثل المحادثة،والكارتون، والتليفزيون، والسيمنارأما الوسائل الساخنة فهى تلك الوسائل الجاهزة المحددة نهائياً، فلا تحتاج من المشاهد أو المستمع إلى جهد مبذول أو معايشة، مثل الطباعة، والإذاعة، والمحاضرة، والسينما،وننتقل لنظرية التقمص الوجدانى التى طورها الباحث جورج ميد ونتج عنها نظرية الاستنتاج فى التقمص الوجدانى، التى تقول أن الإنسان يُلاحظ سلوكه المادى مباشرة ويربط سلوكه رمزيًا بحالته السيكولوجية الداخلية، وكذلك نظرية أخذ الأدوار فى التقمص الوجدانى، والتى تقولإن الإنسان يبدأ بأخذ الأدوار فكل منا يأخذ أدوار الأخرين ويشعر بما يشعروا به حتى وإن لم يتعايش فى نفس تجربتهم، فوسائل الإعلام تنمى القدرة على التقمص الوجدانى، عند الأفراد لأنها تجعل التحرك النفسانى يحل محل التحرك المادى الفعلى،وغيرها من النظريات الحديثة التى تحدد دور وسائل الإعلام فى المجتمع، إلا أن النظريتان السابقتان من أشهر النظريات فى وسائل الإعلام تأثيرًا على المجتمع ومعمول بهم حتى الآن، وأيضا بدأت مناهج البحث التجريبي بالظهور لتشمل وسائل الإعلام الأخرى إلى جانب الصحافة، كالإذاعة والتلفزيون التي انطلقت في التعرف على جمهورها و بدأ الاهتمام بالسينما ومعرفة تأثير الأفلام على العامة من الناس، وبظهور شبكة الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، أو إرسالها ونشرها على نطاق واسعومن هذا ظهرت الصحافة الإلكترونية(ElectronicNewspaper)التى تعتمد على الإنترنت بكل تطبيقات السوشيال ميديا Social Media مثل الفيس بوك وتويتر وتطبيقات الواتس آب على شبكة 3G وتأتى دور الصحافة الإلكترونية على المواقع الإلكترونية حيث أنها الأكثر انتشارًا والأسرع فى تقديم الخبر وتفيد فى عملية رجع الصدى (Feed Back) التى تفتقدها الصحافة الورقية، أى مدى وصول الرسالة للمتلقى ومدى فهمها واستيعابها والرد الفعل السريع عليها، فقد أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية، هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الافتراضي بدورها في رصد الأحداث وصناعة الخبر، وهذا جنبًا إلى جنب مع الصحافة التقليدية، ولتتجاوز القيود الجغرافية والسياسية التي تعاني منها نظيرتها الورقية، فالصحافة الالكترونية تحرز يومًا بعد يوم تطورا مذهلاً في مواقعها وخدماتها. وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة الكترونية تفاعليةفصفة التفاعلية من أهم خصائص الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد، كذلك خاصيةالسرعة في تلقي الخبر العاجل، وخاصيةتجاوز حاجز المكان وإمكانية الاطلاع على الصحف الأجنبية بصرف النظر عن بعد مكان صدورها، وخاصية التنوعحيث سمحت مواقع الإنترنت بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريًا يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام وطريقة النص هي المحرك لهذا التنويع من الصحافة الإلكترونية, الذي يمكن من تكوين نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطاً مختلفة من المصادر والوسائل الإعلامية.
ونأتى للمتغير التابع وهو تكنولوجية وسائل الاتصال، فعملية الاتصال هى التفاعل الناشئ بين بين المرسل والمستقبل فى وجود رسالة فى مضامين اجتماعية معينة، ومن خلال هذا التفاعل يتم نقل الأفكار والمعلومات بين الأفراد عن قضية ما أو معنى مجرد أو واقع معين، وعملية الاتصال هى عملية مشاركة (Participation) بين المرسل والمستقبل وليست عملية نقل ((Transmission، إذ أن النقل يعنى الانتهاء عند المنبع، أما المشاركة فتعنى الازدواج أو التوحد فى الوجود، وهذا هو الأقرب إلى العملية الاتصالية، ونجد أن الاتصال هو عملية مشاركة الأفكار والمعلومات عن طريق إرسال وبث للمعنى، وتوجيه وتسيير له، ثم استقباله بكفاءة معينة لخلق استجابة معينة فى وسط اجتماعى محدد، ويتم تقسيم الاتصال إلى: الاتصال الذاتى، والاتصال الشخصى، والاتصال الجمعى، والاتصال الجماهيرى (الإعلامى)، ونجد أن الاتصال الإعلامى من أنواع الاتصال الذى يتجاوز اللقاء المباشر والتفاعل الاجتماعى وجهًا لوجه وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية عالية التقنية فى عصرنا الحالى والمعتمدة على الإنترنت مما أعطى لوسائل الإعلام وللاتصال الإعلامى ثراء فيما يُقدم للمتلقى أو المستقبل.
ومن وجهة نظر الباحثة يجب على الإعلام الجديد من خلال تكنولوجية وسائل الاتصال المتاحة فى المجتمع الآن وهو الإنترنت أن يُساعد على وجود قنوات شرعية وحلقة اتصال وتفاعل بين الرأى العام وبين منظمات الدولة لتحقيق الاستقرار والرخاء فى المجتمع وأن يتسم الإعلام الجديد بما يمتلكه من تقنيات جعلت سهولة فى وضع آراء أغلب الأشخاص على شبكة الإنترنت ليكون متاحًا أمام الجميع،