تلاحقنا الأخبار السلبية طيلة فترة أكتشاف فيروس كورونا بداية من دولة الصين بنهايات العام الماضي حتي وصل لكل بقاع العالم ولم يترك إلا القليل من الدول، حتي يومنا هذا، بنسبة لا تُذكر ولنقول عدد ٢٣ دولة فقط لم يزورها فيروس كورونا، معظمها من دول أفريقيا وأسيا، وتتفاوت نسب الإصابات من دولة لأخري بحسب طبيعة كل شعب وعاداته وسلوكياته اليومية من النظافة الشخصية والطبيعة المناخية لكل بلد، ونسرد بعض الفوائد التي تسبب فيها العزل المنزلي والقسري في زمن الكورونا:
*منع الدروس الخصوصية وتأتي من أهم الفوائد لكل من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين الجادين الملتزمين بعملهم القانوني، فنجد الأبحاث المطلوبة من الطلاب لإجتياز الصفوف الدراسية الحالية فرصة هائلة لتنمية قدرات البحث العلمي والإبداع والإبتكار لديهم، فكل طالب إذا أتيحت له فرصة الاكتشاف كما يفعل مع كل لعبة جديدة تقع تحت يده سواء مادية أو إلكترونية، يُبدع ويبتكر في ما هو أقوي ويصل لمراحل لانهائية من الاكتشافات الجديدة ويعمل عقله بشكل مستمر وتتفتح خلاياه علي البحث المستمر بعكس تلقيه للمعلومة وحفظها وسردها فقط، ويبدأ الطلاب من كل حدب وصوب بإعمال عقولهم علي الاكتشاف المثمر الجاد نحو البحث العلمي المنظم لتنمية قدرات الإدراك والتفكير المنطقي والنقدي مرورًا بالتجربة والتحليل والمنطق وصولاً لحلول ملائمة للمشكلات و إستصدار القوانين.
*والفائدة الثانية تأتي في المبادرات البناءة من الاهتمام بكبار السن وذوي الاحتياجات الطبية للأمراض المزمنة والذين هم أسهل أصابة بهذا الفيروس اللعين، فتأخذ المبادرات شكل من أشكال التكاتف المجتمعي والتكافل الذي أوصانا به ديننا الحنيف ورسولنا الحبيب صل الله عليه وسلم، وبلدنا الجميل مصر لا يتواني في مثل هذه المواقف التي تتطلب الشهامة والجدعنة فنجد المصريين كلهم علي قلب رجل واحد في معاونة غيرهم ممن يحتاج المساعدة دون حتي طلبها.
*الأكل في المنزل والابتعاد عن الأكلات السريعة بناءً علي توصيات منظمة الصحة العالمية، ومن هنا تأتي سعادة الأمهات العظيمات في اجتذاب صغارها وكل أفراد عائلتها حول الأصناف المفيدة واللذيذة التي طالما افتقدناها لاسيما من رمضان لرمضان، ويتصدر الفتيان قبل الفتيات دخولهم للمطبخ وإبداعات لا تنتهي في صنع ألذ وأشهي الأطباق العالمية بوصفات اليوتيوب المتعددة.
*الأحاديث العائلية المطوّلة سمة اختفت من كل العائلات في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والجري خلف لقمة العيش، وتسارع الزمن، لتأتي العزلة المنزلية فرصة لتجميع شتات أفراد العائلة مرة أخري، للتحاور في أمورهم العامة وبالأخص عما يدور بسبب فيروس كورونا، ويلعب الإعلام دور هائل في كشف الحقيقة أول بأول بالأحصائيات والأرقام الدقيقة، ودور الأسر في التخفيف عن أبنائهم الصغار والمراهقين من وطأة الأخبار السلبية عن أعداد المصابين والوفيات جراء هذا الفيروس اللعين، وتوضيح أهم سبل النجاة في الحفاظ علي النظافة الشخصية والابتعاد عن مسببات الفيروس، والتربية الإيجابية في مصطلحات خلي بالك من نفسك ومن اللي حواليك ومن بلدك بدلاً من استخدام مصطلحات هنموت كلنا.
*أنخفاض نسبة التلوث ليس في مصر فحسب بل علي مستوي العالم، بسبب قلة نسبة أول أكسيد الكربون في الجو.
*وأجمل ميزة من مميزات العزل المنزلي في زمن الكورونا الأم المصرية عرفت أخيرًا ولادها فين.