خلال الدورة 46 من اجتماعات مجلس المحافظين للصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” بالعاصمة الإيطالية “روما”، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، عددًا من الاجتماعات الثنائية مع الإدارة العليا للصندوق، إلى جانب العديد من شركاء التنمية الآخرين ومسئولي الحكومات لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك وتحفيز جهود الأمن الغذائي في مصر.
*رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”*
واجتمعت وزيرة التعاون الدولي،مع السيد/ ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”، حيث شهد اللقاء التأكيد على التعاون الوثيق والممتد والشراكة القوية بين الحكومة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية من أجل تعزيز التنمية الريفية والزراعية وتحسين مستوى معيشة صغار المزارعين وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التغيرات المناخية، لافتة إلى أنه على مدار 40 عامًا مول الصندوق 14 مشروعًا بقيمة 1.1 مليار دولار كان لها أثرًا كبيرًا على صغار المزارعين.
وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن الشراكة الاستراتيجية مع “إيفاد”، تتجلى حاليًا في تعزيز العمل المشترك لتنفيذ المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، لدعم رؤية التنمية الوطنية وأهداف التنمية المستدامة وتعزيز العمل المناخي، لافتة إلى تطلع الحكومة المصرية لتوسيع نطاق التعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية لتوجيه المزيد من الدعم لصغار المزارعين وتحسين حياة المجتمعات الريفية من خلال المشروعات التنموية.
وأشارت “المشاط”، إلى العمل المستمر بين الفرق الفنية من وزارة التعاون الدولي والجهات الوطنية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية من أجل التنفيذ الفعال لمشروعات محور الغذاء ضمن برنامج “نُوَفِّي”، ولاسيما دعم جهود الدولة في تحديث نظم الري الزراعي وتعزيز إنتاجية المحاصيل، وزيادة كفاءة استخدام الموارد المائية، ودعم الأمن الغذائي والمائي على مستوى الدولة.
وسلطت وزيرة التعاون الدولي، الضوء على الجهود الحكومية لتمكين القطاع الخاص لزيادة مساهمته في النشاط الاقتصادي وتحفيز دوره في تنفيذ المشروعات التنموية، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري
وقال رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إن ملايين المواطنين سيستفيدون من مشروعات المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، معبرًا عن فخر الصندوق بأن يكون شريك رئيسي في محور الغذاء، متابعًا “سعدت باللقاء مع وزيرة التعاون الدولي حيث ناقشنا أهمية مشاركة القطاع الخاص في التنمية وتطبيق برنامج “نُوَفِّي”، أفريقيا ودوليا.
*نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”*
في ذات السياق بحثت وزيرة التعاون الدولي، مع السيد/ دونالد براون، نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”، في لقاء حضرته الدكتورة دينا صالح، المدير الإقليمي للصندوق، والدكتور محمد عبدالجواد، وزير مفوض تجاري ورئيس قطاع المؤسسات الدولية متعددة الأطراف بوزارة التعاون الدولي، حيث تم خلال اللقاء متابعة الموقف التنفيذي لمحفظة التعاون الإنمائي مع الإيفاد وكذا التقدم المحرز بشأن تنفيذ مشروعات محوري الأمن الغذائي والمياه بالمنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، حيث أكدت وزيرة التعاون الدولي، على الأهمية التي توليها القيادة السياسية والمتابعة المستمرة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للتقدم على مستوى التواصل مع شركاء التنمية لتنفيذ المشروعات التي تحفز التحول الأخضر في مصر.
كما تطرق اللقاء إلى التعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” للترويج للنهج الذي دُشن على أساسه برنامج “نُوَفِّي”، لتكراره في الدول الأخرى ضمن آلية التعاون بين بلدان الجنوب، وتم التأكيد على أهمية عقد عدد من الفعاليات المشتركة بين الجانبين لإظهار العلاقات المشتركة ونتائجها التنموية ودورها في تحفيز التنمية الريفية والزراعية في مصر.
كما أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية زيادة دور الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، لتحفيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية وتمكين السيدات وصغار المزارعين من التكنولوجيات الحديثة، لافتة إلى مشروع تعزيز الاستثمار الزراعي المستدام وتحسين سبل العيش SAIL الذي ينفذه الصندوق في مصر يتقاطع بالفعل مع أهداف المبادرة الرئاسية للتنمية الريفية “حياة كريمة”، حيث يتم تنفيذه في عدد من القرى من بينها 7 من قرى مبادرة “حياة كريمة”، ويمكن من خلال الخطط التوسعية زيادة قرى “حياة كريمة” المستفيدة إلى نحو 20 قرية.
وبحث اللقاء مشاركة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” في فعاليات مؤتمر المناخ والنتائج المحققة، إلى جانب الاستعدادات لانعقاد مؤتمر المناخ COP28.
*مدير مكتب التقييم المستقل لمشروعات الصندوق الدولي للتنمية الزراعية*
في سياق آخر التقت وزيرة التعاون الدولي، السيد/ إندرات نايدوز، مدير المكتب المستقل للتقييم والمسئول عن التدريب في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد”، حيث ناقشت وزيرة التعاون الدولي، تجربة مصر الرائدة في مجال التقييمات والمتابعة الخاصة بمشروعات الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهو ما يمثل مجالًا للتعاون وتبادل الخبرات مع الدول والمؤسسات الأخرى، كما أنه يمثل دافعًا لمزيد من العمل المشترك والتوسع في العلاقات بين مصر والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
كما تم خلال الاجتماع التطرق إلى مناقشة أعمال وتفاصيل البعثة القادمة لمكتب التقييم المستقل والذي يقوم بالإعداد لإجراء تقييم حول إدارة المعرفة داخل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بهدف بحث كيفية استفادة المنظمة من قاعدتها المعرفية عمليا وكيف تم دعم ذلك من خلال الاستراتيجيات والهياكل المؤسسية وذلك على مستوى 20 دولة من بينها مصر والتي من المزمع قيام بعثة مكتب التقييم المستقل بزيارتها خلال شهر مارس 2023 لإجراء مشاورات مع الحكومة والجهات المعنية حول الدور الذي يقوم به صندوق الايفاد كمقدم للمعرفة ومساهمته من خلالها في دعم أجندة التنمية الريفية.
وتهدف البعثة إلى تقييم مدى ملاءمة وتماسك وفعالية وكفاءة ممارسات إدارة المعرفة الحالية على مستوى المنظمة والمستويات الإقليمية والقطرية، وكذا استعراض وتحديد الدروس المستفادة من التجارب السابقة، بما في ذلك من المنظمات الإنمائية الأخرى التي يمكن للصندوق الدولي للتنمية الزراعية استخدامها لتعزيز أدائه في إدارة المعرفة في المستقبل، بالإضافة إلى تحديد أنواع المعرفة وممارسات إدارة المعرفة اللازمة لمساعدة الصندوق على تحقيق أهداف أجندة التنمية الريفية الخاصة به.
جدير بالذكر أن محفظة التعاون الجارية مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد تشمل تنفيذ 3 مشروعات بتمويلات إنمائية مقدمة من الصندوق وهي مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وتحسين سبل المعيشة SAIL، ومشروع تعزيز الموائمة في البيئات الصحراوية بمحافظة مطروح PRIDE، وبرنامج التحول المستدام للموائمة الزراعية في صعيد مصر STAR