لمدير المدرسة دور بارز في إدارة الأزمات، ويتضح ذلك من خلال كفاءته في عمليات التخطيط والتنظيم والاتصال، على النحو التالي:
أ- التخطيط
إن التخطيط لإدارة الأزمة من خلال تخطيط سيناريو يحدد ما يمكن أن يحدث، وأدوار الأعضاء المشاركين في عملية المواجهة والذي يخفف من حدة مفاجأة حدوث الأزمات، لذلك فإن أهم ما يميز المدارس الفعالة هو الاستعداد لمواجهة الأزمات، وإدارتها من خلال تخطيط منهجي.
والتخطيط عملية مستمرة لا تتوقف، وتهدف خطط مواجهة الأزمة إلى منع الأزمات عن طريق اتخاذ الإجراءات الوقائية، والتحضير للتعامل المناسب معها.
ب- التنظيم
يهتم التنظيم بتحديد الأشخاص الموكولة إليهم الأعمال الخاصة بمعالجة الأزمات والمهام المرتبطة بكل منهم، وعلى مدير المدرسة أن يوفر نوعاً من التنسيق والتوافق والتكامل بين الجهود المختلفة التي تبذل لإدارة الأزمة، خاصة عندما تحتاج الأزمة إلى جهد جماعي.
وتتطلب إدارة الأزمات وجود فريق لمواجهة هذه الأزمات، حيث يشمل الفريق المدير ومساعده، والأخصائي الاجتماعي والنفسي، والمرشد التربوي، والممرضة، ومسئولي الأمن بالمدرسة، وبعض العاملين ويمكن أن يشمل أعضاء من مؤسسات المجتمع المحلى الذي يمكنهم تقديم المساعدة في هذا المجال. خاصة وأن العمل الجماعي القائم على الفريق أصبح أساس العمل بالمدرسة، وذلك لكي يتم مواجهة الأزمات مثل أحداث العنف والتشاجر بين الطلاب وبين المعلمين وأولياء الأمور.
ج- الاتصال
لكي تتم مواجهة الأزمات بكفاءة، من الضروري التحديد الواضح لخطوط الاتصال، ونوعية المعلومات والبيانات التي يتم تداولها من أجل التنسيق، وإدارة الاتصال بفاعلية داخل وخارج المنظمة. ولذلك يلعب الاتصال دوراً محورياً في التعامل مع الأزمات من أجل توضيح الحقائق، وتجنب انتشار الشائعات، وعدم خروج الموقف عن السيطرة .
ويتضح دور مدير المدرسة في الاتصال بأولياء الأمور والمجتمع المحلى، حيث يقوم المدير بإقناع أولياء الأمور باعتبارهم طرفاً أصيلا وعاملا مؤثراً في إدارة الأزمات، وذلك من خلال تقديم الاقتراحات ومناقشة الأزمات أو المشاركة الفعلية في إدارتها، حيث أنهم يرغبون في توفير البيئة التربوية الآمنة لأبنائهم .
والاتصال معهم بشكل مستمر وقبل حدوث الأزمات من أجل وجود العلاقات القوية والتآلف والانسجام، ويمكن إعداد قائمة بأولياء الأمور الذين يمكنهم التطوع فى حالة وجود طوارئ، لإقامة علاقات إيجابية وقوية بين المدرسة وعائلات الطلاب من أجل خلق مناخ إيجابي ومشجع لفهم مشكلات الطلاب ومواجهتها مبكرا ” .
ويعمل على أن تكون المدرسة أكثر انفتاحاً على مجتمعها المحلى، لتتمكن مؤسسات المجتمع المحلى من القيام بدورها في التعاون مع المدرسة والمشاركة في مواجهة الأزمات التي تتعدى قدرات المدرسة مثل الحرائق الخطيرة أو التسمم الغذائي للطلاب أو أحداث العنف والشغب، ولقد فرض ذلك تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلى مع المدرسة.
ويبرز دور مدير المدرسة أيضاً في كل مرحلة من مراحل إدارة الأزمات، على النحو التالي:
أ- مرحلة ما قبل الأزمة Before The crisis
وتشمل هذه المرحلة وضع نظم للإنذار المبكر ترصد وتحلل البيانات والإشارات التى تسبق الأزمات، وتطوير خطة الطوارئ. وتتضمن أيضا هذه المرحلة تحديد المخاطر والفرص والتفكير فيما هو غير مألوف، ومن الضروري أيضاً في هذه المرحلة محاولة تجنب الأزمات وهى أبسط الطرق وأقلها تكلفة لمنع وقوع الأزمات المحتملة، وإذا كان من غير الممكن تجنب الأزمة، فلابد من الإعداد لإدارتها جيداً من خلال وضع خطط الطوارئ، واختيار أعضاء فريق الأزمات، وتوفير اتصالات مناسبة، والتدريب على هذه الخطط . من هنا يمكن القول أن هذه المرحلة تنطوي على تحليل المخاطر المحتملة، وتقدير الإمكانات المتاحة وتحديد الإجراءات المناسبة، وتدريب الأفراد على القيام بأدوارهم.
ب- مرحلة أثناء الأزمة During the Crisis
وتشمل هذه المرحلة تعبئة الجهود، وتنفيذ الخطة، والتنسيق مع الأطراف الأخرى والهيئات الموجودة فى المجتمع المحلى التي يمكنها المساعدة لحماية الطلاب وهيئة العاملين، وفى هذه المرحلة لابد من استيعاب الموقف وفهم ملابساته لإدراك أبعاد الأزمة ثم احتوائها من خلال اتخاذ القرارات المناسبة والسريعة لتقليل الخسائر، وتهدف إجراءات المواجهة إلى توجيه هيئة العاملين بالمدرسة عند وقوع مواقف الأزمات مثل الموت المفاجئ لأحد الطلاب أو عضو من هيئة العاملين بالمدرسة حيث يكون من الضروري الاستجابة الفورية والمواجهة السريعة عند حدوث الأزمة، ولكن على المدير أن يتحقق من المعلومات الصحيحة مع تجنب انتشـار الإشاعات عن الأزمة داخل المدرسة وخارجها .
ج- مرحلة ما بعد الأزمة After the Crisis
وتشمل هذه المرحلة مساعدة الضحايا، والعودة إلى الأوضاع الطبيعية، بالإضافة إلى تقييم عملية المواجهة ومراجعة خطة الطوارئ ثم الاستفادة من خلال الخبرة المكتسبة، واستخلاص الدروس المستفادة من أجل التعلم ، “ويقوم المدير في هذه المرحلة بعقد اجتماع مع فريق الأزمات متضمناً الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي، والقيام بإعداد بيان رسمى للرد على الاستفسارات، وتحديد الطلاب والآباء والعاملين المتأثرين بالأزمة وعلاقاتهم بالمصابين أو المفقودين، والاستعانة بمؤسسات المجتمع المحلى عند الضرورة” .
لذا يحتاج المديرون لمواجهة المخاطر لأساليب متطورة ومناسبة تساعدهم على التقييم وصنع القرارات المناسبة وتنفيذها مع تجنب آثارها السلبية تحت ظروف عدم التأكد الذي تمثله المخاطر. كما يعمل مدير المدرسة على إشراك الطلاب في حل المشكلات، حتى يشعرهم بالاحترام والثقة بالنفس وتنمو لديهم الاتجاهات الإيجابية وحب العمل التعاوني.