كتب السيد مفرح الجمل
يؤلمنى اشد الالم دموع الكبار اكثر من دموع الصغار فدموع الكبار لا تاتى الا من الظلم والفقر وقله الحيله وانعدام الوسيله , والاحساس بالقهر المعيشى, والعتمه فى نور الشمس حيث اصبحت حياه هؤلاء البشر مجرد قصه غير واضحة المعالم عنوانها” ظلم وفقر ” وتدور القصه كل يوم فتبدأ بالقهر المعيشى والسعى على لقمه العيش التى اصبحت سجينه فى طيات الارض وتنتهى بكثرة الهم والحزن على حالهم . هؤلاء لا يشعربهم أحد، لا المجتمع فى عامته ولا فى خاصته..فكل شخص مشغول بنفسه لايهمه اخيه ”فقيرا .مريضا .جائعا. كاسيا .عاريا “ كل مايهم هو كم جمعت من المال . كيف اسهر الليله . كيف ارفع من برستيجى الخاص امام الناس .
فمن لهؤلاء الفقراء ؟
اصدق الناس هم ، واطهر الناس هم ، واعز الناس هم وأرفع الناس كرامات هم ، رفضوا ان يقبلوا الاحسان ورفضوا المساعدات الاجتماعية المشروطة بالتبعية السياسية ، رفضوا ان يجنوا لقمتهم الا بعرقهم وتعبهم ، فيما اموال الاعاشات والإغاثات والمساعدات العربية والدولية تزيد الاغنياء غنىً والفقراء فقراً …..
انهم يمسون ويصبحون على هم واحد ليس هم السلطه ولا هم الصدام السياسى ولا كيف اقتل واخرب يصبحون ساعيين على الرزق الذى لايكاد ضئيلا. نعم فكل شئ مقدر والرزق معلوم لكن هناك منظومه تدير هذا الرزق فرزق الله معلوم ولكن دور المنظومه الحكوميه هو توزيعه بالعدل على فقراء هذا البلد فالموظف البسيط لايكاد يقضى حاجته براتبه البسيط, فى حين ان هناك من يتقاضى بالالف . فنطالب بالعدل فى توزيع الاموال حيث ان تكاليف المعيشه كل يوم فى تزايد مستمر والراتب فى تناقص مستمر فكلاهما فى طريق مضاد . ارى تنافر شديد بينهما . فنطالب بتحقيق تكافؤ فى توزيع الاموال على مستحقيها من شباب وكبار ليسو بداخل القطاع العام وكل يوم ارى شباب وكبار لا تنقطع دموعهم على الحسرة فى رؤيه مستقبلهم الاسود الذى لامعالم له سوى التدمير والانهيار فمعظم هؤلاء البسطاء من البشر لاتكاد تجف اعينهم حزنا على مايلاقون من ظلم وقهر فى طلب الرزق البسيط لا يطالبون الا بتوفير ابسط حقوقهم لمواجهة تكاليف الحياه الباهظه اننى اتحدث عن ملايين المصريين الذى انعزلو عن العالم الخارجى حيث كون الفقر والهم عازل يعزل بينهم وبين المجتمع الذى همشهم أتحدث عن مجتمع انعدم فيه الدين والقيم والإنسانية وبرغم مايواجهه هؤلاء البسطاء الا انهم يتمسكون بحبل الله فى السعى على رزقهم . بالطبع أعلم تماما ان جزءا كبيرا من المشكله تقع على عاتق الحكومه وان الحكومه فى صدامات ومواجهات لكن واجبها هو اعطاء كل ذى حق حقه . والا فيتركون اماكنهم لمن يدير المنظومه بالعدل.
. ومن هنا أناشد أصحاب القلوب الرحيمة من الأثرياء ورجال الأعمال المقتدرين لتخصيص جزء من زكاة أموالهم وفتح ايديهم بالمساعدات لهؤلاء المحتاجين من بسطاء الشعب.
انه الزمن الردئ . الزمن الذي بات فيه الفقر يضرب بسيفه رقاب العباد ولا من مجير .
انه زمن الجشع حيث لا مكان للفقراء وصغار العمال والكسبة الذين بات بعضهم يبحثون في القمامة عن ارزاقهم .
زمن باتت فيه نفوس البشر كالذئاب , الكل يجرى ويلهث وراء مصلحته ولا يلقى بالا لاخيه ابن امه وابيه.
فكم هو مؤلم رؤيه دموع كبار على الطرقات بحثا عن لقمه العيش ؟