قصة قصيرة
بقلم : ياسر عامر
حضر الإجتماع … جاء مبكرا قبل الجميع … لم يكن أول إجتماع يحضره ولكنه كان أول إجتماع يكون فيه ضمن المتحدثين الرئيسين… كان ترتيبه الثاني بعد كلمة الإفتتاح لذلك إنشغل بمداعبة أوراقه بين اصابع يديه تارة ثم استعرض الداتا شو على جهاز لاب توب تارة أخري …. بدأ التوتر يظهر عليه رغم حضوره المتكرر للمؤتمرات كان شعاره ” كن اليوم والا لن تكون غدا”.
بدأ الحضور في التوافد على قاعة المؤتمرات لم يجلس على المنضدة الرئيسيه ولكنه فضل الجلوس على أحد الكراسي التي تم رصها بنظام معين بشكل جمالي داخل القاعة جعله يخرج تليفونه المحمول من جيب بذلته ويقوم بتصوير النظام الجمالي بالقاعه ثم جلس على أحد الجوانب مرتبكا وبدأ في حفظ ما كتبه من الورقات التي بيده كأنه طالب يستعد لإمتحان شفوي، أو لانترفيو لإلحاقه بعمل مربح .
عندما ضجت القاعه باصوات الحضور وقعت عيناه على إمرأة شدت إنتباهه ولم يطبق في هذه الحالة … نظرية “نظرة واحدة تكفي” ولكنه اعاد النظرة مرة وأتبعها بأخري وأخري حتى عجز عن العد … كانت أنثي كل ما فيها صاخب رغم وقارها وهدوئها الشديد .. لم يكن بها شيئ ساكن او صامت كل جزء منها يتحدث… كانت لا فارض ولا بكر ولكن عوان بين ذلك.. ترتدي ملابس صفراء.. ولكن ليست فاقع لونها وحذاء وحقيبه باللون الجملي جعله يعشق الجمل ولونه وشكله حتي خفه تمني ان يقبله كرامة لهذه الاميرة الصامته.. بدأ يتلصص النظر وبدأت هي لا اراديا تشعر ان احد ينظر إليها فبدأت تبادله نظرات ولكنها نظرات غير مفهومة على الاقل له هو..
شعرها الذي اختلطت الوانه فجعلته كخيوطا حريرية في نسيج متقن صنع بيد فنان وعندما يفرقه لفتات وجهها يصبح كشعيرات ذهبيه يتخللها ضوء القمر الفضي، أنفها المدبب الرقيق، شفاها التي تجاورت كانها نهرين احدهما من عسل مصفي والاخر نهر خمر لذة للساكرين.
كان ينزل بنظره رويدا رويدا من شعرها لوجهها لاسفل من ذلك كانه قاربا تحركه الرياح ولا يستطيع ربانه التحكم به حتى وصل الي بداية جبلين من ثلج في لونهما ومن رخام في ملمسهما وسرح بخياله الغير بريئ في العبور بين هاتين الجبلين.
حتى هز جوانب قاربه امواج عاتيه فبدأت السماء تمطر وخال له أنه وقاربه الصغير سيقومان برحلة الي اعماق المحيط فقد إنسكبت عدة فناجين من القهوة كان يحملها شاب صغير حيث أطاحت يد طائشه لأحد الحضور بالصينية التي يحملها فهوت القهوة على رأس الجميلة، فبدأت سيمفونية من جميع الآلات الصاخبه، وبدي صوتها كأنه فحيح ثعبان في بادئ الأمر ثم اصوات رعد وبرق واصوات غريبه تخرج من جميع فتحات جسدها، وبدات يدها الناعمه تشير بعلامات بذيئة، وارتعدت القاعه كانه زلزال وبدأت ايديها تلتقف الشاب المسكين فسقطت باروكتها وتدحرجت عدساتها اللاصقه، وتحرك طقم أسنانها من مكانه فخرجت كلمات السباب غير مفهومة .
اما هو فقد افاق على اشارات من على المنصه الرئيسيه تدعوه للتقدم والجلوس بوقار وسط المتحدثين فهرول مسرعا وهو يردد” دلق القهوة خير”.