إعداد: محمد مأمون ليله
العارف نفسه على ميزان الشريعة، متى تغيرتْ عرف تقصيره! ويده على مسبحته تجري، متى تغيرت أحواله شعر بذلك عليها! – طريقنا هذا يتكلم فيه قلبك بأطايب العلوم ولو كنت أميا؛ لأنه طريق الحب، والمحب مجذوب لا يدري ما يقول! – مثل المحب كمثل ريشة معلقة، تكفأها الرياح وتلقيها، يُخضعها المحب لأمره، ويحركها كيف شاء. وإن روح المحب حساسة رقراقة، لا تزال في مزيد من الاشتعال، ولا تنطفئ إلا بالموت؛ ولهذا فالمحب موصول بمن يحب، بطريق وبدون طريق!
– الإلهام ضوء يصيب القلب من سراج الغيوب، وعلى مقدار إحكامك للقلب وفتحه على مقدار شيوع الضوء فيه!
– المحب مكشوف عنه حجاب من يحب، تراه روحه، ويشمه قلبه؛ ولهذا قال سيدنا يعقوب – عليه السلام-: إني لأجد روح يوسف، وبينهما مفاوز وجبال! فالمحب من أهل الخطوة على الحقيقة، تخطو روحه حتى تقف على من يحب في لحظة! – لا يستأنس أهل الله إلا بالله؛ ولهذا تصيبهم الوحشة والنفرة من البشر!
– أحبوه؛ فبذلوا انفسهم فداء لدينه؛ ليلقوه؛ ولهذا كان الشهداء أحياء، وأرواحهم في حواصل جوف طير خضر تأوي إلى قناديل تحت العرش.
لما أحبوه وبذلوا نفوسهم، أكرمهم بجواره، ولا يسكن المحب حتى يكون بجوار من يحب، ولله المثل الأعلى.
– طريقنا يا هذا مبني على حرفين حاء وباء!
– أعظم الخوف عندما تخاف الروح وتتألم أن تبعد عمن تحب وتحجب عنه، وهذا البعد بذاته نار وعذاب؛ ولهذا كان طريق الحب عذابا، وكان صاحبه مكرما لعذابه!
– القلب بئر، والحواس ( السمع والبصر) أنهار تصب فيه، فامنع الأنهار بالخلوة، تعرف أصل ماء البئر، ومن أين يؤتى؟
– لن تصل حتى ترى كل الصالحين أعلى منك قدرا، وأن لا تأنف من خدمة فقيرهم دهرا، وأن تكسر نفسك في التأدب معهم، حتى تكون كالعبد بين أيديهم.. هنا تخرق حجاب نفسك الكثيف، ويتسرب النور!