بقلم هشام صلاح
لاشك أنه حين صدر قانون إنشاء مجالس الأمناء والآباء والمعلمين كان الشارع حريصا على أن يفهم أعضاؤه والمجتمع معهم مهام عمله من خلال المسمى الذى اختاره له حيث تقوم فلسفته على قاعدة اساسية وهى
” ضروة تكامل الادوار بين الاسرة والمدرسة والمجتمع فى تحقيق النشئة الاجتماعية للنشء واشباع الحاجات النفسية والاجتماعية للطلاب نفهم من ذلك أن دور المجالس مساعد ومكمل لدور المؤسسات التعليمية”
لكننا ومع شديد الآسف بتنا نرى خلطا متعمدا أو غيرمتعمد عند البعض حيث لم تعد الأكثرية تعى أو تفهم الدور الحقيقى لها سواء تنفيذى أو عضوبمجالس الاباء والامناء
– وقاعدتنا لا تنسحب على العموم بل على الأغلب الأعم لانها باتت ظاهرة واضحة المعالم وسقطاتها بادية للعيان
– بداية لنطرح تساؤلا ما هى طبيعة العلاقة بين الطرفين الان ؟
الحقيقة أنها تحولت عند البعض لمصالح مشتركة بمعنى ” شيلنى وشيلك ”
فالمدير التنفيذى يريد من المجلس مساندته والوقوف إلى جواره فى كل الاحوال أى فى ” الحق والباطل ” أحيانا فهو يريد من المجلس أن يكون خط الدفاع الاول عنه حينما يواجه أى معارض أو مخالف له
فى حين يريد بعض الاشخاص الانخراط بمجالس الامناء إما لتحقيق مصالح خاصة وإقامة مشاريع معينة بالمؤسسات التعليمية للتربح والكسب وإما لاضفاء صفة معينة له تسمح له بممارسة نوع من فرض الوصاية على اعضاء تلك المؤسسات
– لكن ما السبيل لفهم كلا منهما للدور الحقيقى له ؟
بادية يمكننا ان نجمل الحل فى عبارة واحدة ” حسن الاختيار ” سواء للقيادات التنفيذية أوأعضاء مجالس الامناء ، فحسن اختيار الطرفين يجنبنا الكثير من المشكلات والسقطات مع ضرورة أن يغلب من يتصدى لهذا العمل مصلحة الجماعة على مصالحة الشخصية
وفى حديث مطول لى مع رئيس إحدى هذه المجالس والذى وللحق أقول أنه رجل كريم الصفات أصيل السجايا بحق مصرى خالص ووطنى دونما مزايدة
أكد فى حديثه أنه لا يستطيع الجزم بأن كل أعضاء مجالس الأمناء يعمل مخلصا ولصالح العملية التعليمية ! فهناك بالفعل من بينهم من يعمل لتحقيق مصالحه الخاصة لكننا كعهدنا بأى مكان أو تنظيم لابد من وجود قوتين يواجه كل منهما الاخر فهناك من أعضاء المجلس من يحترمون عملهم ويدركون جيدا طبيعة دورهم بل هم كثيرا ما يتحملون أعباءا ثقال من أجل آداء رسالتهم على الوجه الاكمل وآخرون جاءوا إلى المجلس تسبقهم اهداف خاصة ومصالح شخصية لكن الغلبة دائما للحق
كذلك – بات لزاما على القيادة التنفيذية العليا أن تقدر خطورة اختيار قادة الادارات وأن تكون دائما رقيبا عليهم ولوتتهاون ابدا فى محاسبة من يحاول الاساءة بتصرفاته لمهنته قهو بأخطائه يحمل الجميع تبعة وزره وآثامه حيث يذكر ويذكر معه لقبه الذى يحمله كثيرون
وختاما –
نؤكد على أن صراع التنفيذيين ومجالس الامناء ليس صراعا بين هيئات ومؤسسات إنما هو صراع أشخاص لم تفهم جيدا حقيقة دورها وواجبها تجاه رسالتها وتجاه الاخرين
على هذا فلابد من إعادة النظر فى طبيعة العلاقة بين الطرفين تنفيذى وعضو أباء لانهما فى حقيقة الامر شريكا هدف واحد ومصلحة عليا هى إعداد جيل المستقبل على أكمل وجه وبأفضل صورة