حوار أحمد نور الدين
سائل كريم يسأل: رامز جلال يعد برنامج
“رامز خارج نطاق الخدمة”،
حيث يدور حول رجل يستنكر في شكل رجل عجوز لديه لحية طويلة وشعر أبيض، وذلك من خلال الإعلامية مهيرة عبد العزيز التي ستجرى الحوار مع الضحايا، ثم يتم وضع المخدر في مشروب الضيف، وبعد الاستيقاظ يفاجىء الضيف بأنه في غرفة مظلمة ويأتي إليه اثنين بملابس بيضاء ويتم إقناعه بأنه ميت الآن وأنهما الملكان جاءا يحاسباه فى قبره… فما هو رأى الدين في ذلك البرنامج؟ وما هي النصيحة التي تقولها لهؤلاء؟
ويجيب على هذا فضيلة العالم الجليل الشيخ السيد مراد سلامة من علماء الأوقاف فى قوله: الجواب بحول الملك الوهاب.. اعلم بارك الله فيك: أن هذا البرنامج لا يخلوا من مخالفة شرعية تعد كبيرة من الكبائر ولنذكر منه:
الكبيرة الأولى: ننظر إلى غرض البرنامج إن كان على سبيل التسلية و الاستهزاء فهو يدخل في منحنى خطير جدا لأن عذاب القبر من الأمور التي جاءت بها النصوص الصريحة الصحيحة و الاستهزاء بها يوقع صاحبها و القائمين على البرنامج في ذنب اكبر من الكبيرة
فلا يجوز لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتخذ آيات الله هزواً؛ بأن يجعلها مادة للسخرية والنكات من جنس تلك البرامج وقد حكم القرآن على المستهزئين بآيات الله بأنهم كفار؛ فقال سبحانه: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}،
فالحذر الحذر من مثل هذا: “وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً”. والواجب على من سمع مثل هذا أن ينكر على القائل إن قدر على الإنكار، وإلا فليغادر المكان، عملاً بقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}،
قال القرطبي رحمه الله تعالى: “فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: {إنكم إذاً مثلهم}، فكل من جلس فيم مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية”.
ثانيا: أن فيها ترويع للمسلم الذي سيتم استدراجه ووضع مادة مخدره له و هذا عندما يفيق يجد نفسه في مكان مظلم …….. و الحبيب النبي صلى الله عليه و سلم حذرنا من ترويع المسلم في احاديث كثيرة وفي حديث ابن أبي ليلى قال: “حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلما)).
وعن عامر بن ربيعة أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم)).
وعن أبي الحسن قال “كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: نعلي، فقال القوم: ما رأيناهما، فقال: هو ذه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((فكيف يروعه المؤمن؟ مرتين أو ثلاثا)).
ثالثا :أن فيه سنة سيئة للتجرأ على أمور الدين و جعلها وسيلة للضحك و السخرية فالذي يعد البرنامج و القائمين عليه سيحملون وزرهم ووزر من بعدهم ومن سار على نهجهم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مِنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا.
نصيحة للفنان رامز جلال: نقول له من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ” لا تدخل دائرة الدين واحذر انى توقع نفسك في تلك الكبيرة في شهر تسلل فيه الشياطين في شهر يكف الله شر مردة الجن عن بني البشر
ثانيا: هناك قضايا كثيرة تحتاج إلى معالجة وتحتاج إلى إصلاح ابحثوا في هذا الشهر عن الفقراء والمرضى واليتامى بدل تلك البرامج التافهة التي تشوه الدين
ثالثا: احذر أن تكون ممن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان»، يعني: أقسم أبو هريرة بما حلف به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، «ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان؛ وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن، يغتنمه الفاجر».
الله تعالى أعلى وأعلم وأجل و أكرم