كتب / لزهر دخان
يا أيها الرجل لا تتحرك كثيراً حتى أعود . وإنصرفت العجوز إلى داخل كوخها المطلي بالأبيض من الداخل والخارج . وهذا الطلاء يعني بالنسبة لها حيلة السلام . العجوز الساحرة تعرف أن الزائر سينشغل بصره بلون المكان الأبيض من الجهتين . وسينشغل بصناعة السلام لها وحولها إذا تأثر بشعوذتها .
جلس الرجل الذي سار طويلا حتى وصل إلى مقر سكناها . وإلى جانبه جلست العجوز بعدما عادت من داخل الكوخ . وقالت له بعدما تشرب الماء وتأكل الموز. ساعدني في الإمساك بذاك الخروف الذي تراه حراً خارج الإسطبل . لآني سأولم لك به عقاباً له ومن أجل ضمان عدم خروجه من الإسطبل مجددا. فضحك الضيف كثيراً لآنه سيأكل الخروف .وهي ستنتظر عدم خروجه من الإسطبل. ولآن العجوز جادة فيما قالت . ها هو اللحم أمامه والرأس يغلي في القدر .والأرجل الأربعة سيأخذهم هدية لزوجته ومعهم بعض من الكبد وبعض من لحم الكتف الأيمن.
أثناء تناول الطعام شرح الرجل للعوز ما حاجته إليها . فقالت له لا لم تعد تلك المهنة مهنتي . فأنا الأن لا أكتب القصص للآطفال . كي يشفون بها من أمراضهم سيما الغباء وسوء الأدب . ولكن إذا كنت تريد فأعد لي الخروف وسأكتب لك قصة مناسبة لطفلتك وطفلك . فقال لها لا بأس على طفلتي إنها بخير . أنا فقط لا أريد الغباء لإبني . وأضمن لك أنه متأدب مع الجميع إلا مع العلوم فهو صفر . وأصرت المرأة على رأيها وقالت له بخروف يصبح إبنك معروف بين الأولاد بشدة الدهاء وسرعة الفهم وقوة العزيمة إلخ . فقال لها حسناً سوف أعود إليك فيما بعد والخروف معي . الأن أنا أشكرك على الوليمة ومع السلامة .
بعدما خرج الرجل من حدود كوخها ومرعى خرافها ومواشيها . شعر بكونه من أذكياء البلاد . ففكر في الإسراع إلى بيته كي يتمتع بذكائه أمام زوجته وإبنته الصغيرة التي يعجبه ذكائها . ولكنه لم يشعر بكون المشعوذة سحرته من باب التجربة كي تطمأن على قدراتها السحرية . والأن ستجربه طويلاً فإذا جلب لها الكثير من الخراف سيكون لسحرها مفعول ممتاز . وإذا لم يجلب لها إلا ألام الظهر والمشي على العكاز .فهذا يعني أن خرافها ستضيع منها .
وبعد حوالي أسبوع من تمتع الرجل بالذكاء الخارق . إنتبه إلى أنه لا بد من زيارة المرأة التي تنتظره وتنتظر الخروف كي تكتب قصة لإبنه . وقبل أن يذهب إليها إمتحن إبنه . ولاحظ أن لولده تصرفات ذكية . وقد تمكن من تعليم إبنه الذكاء لآن الساحرة طلبت منه إعادة الخروف إليها . وهذا معناه أنه سيخدمها ويحسن مساعدة زبائنها حتى تجمع من الخراف ما يكفيها.
وعندما عاد إليها قالت له يا أيها الرجل لا تتحرك كثيرا حتى أعود . فجلس في مكانه يشاهد الخراف الصغيرة وهي تتناطح أمامه . وبعودة العوز إلى كرسيها بجواره سألها عن حقيقة مشاعرها تجاه الناس. فربما هي سيدة طيبة وطيبتها سبب قدرتها على إسعاد الإنسان. فقالت له نعم ولكن عندما إتهموني بالشعوذة إعتزلت الإحسان . وها أنت تود إعادتي إلى دوري في مساعدة الأطفال . فقل لي هل هذا الخروف الذي جلبته لي . فقال لها نعم هو لك . وسلمته قصة أعدتها لولده . قالت له عندما يقرأها كلها قل له لا تقترب من سلام البيت الأبيض .
فرح الأب بقصة إبنه الذي سيصبح من الأذكياء . وطار من الفرح وبه . حتى وصل إلى المنزل وبدأ يعلم إبنه الذكاء . حتى تعلم خلال أقل من شهرين وأصبح كوالده ذكياً ولا يقترب من سلام البيت الأبيض . ونجت العجوز التي أفنت عُمرها في مساعدة الناس بالشعوذة . وتمكنت من جمع الخراف وحراسة الكوخ الأبيض.