بقلم : الهام برعي
ارض النفاق تزدهر بالالوان..
تتراقص كلمات النفاق .. وتتالق مع دهاء الالحان..تمتزج بالوان الحياة .. تغمرها باغنية الخداع ….لتنتج لنا مكر الثعالب وبطش الذئاب..
انا منافق إذا أنا موجود، هذا حالهم اليوم وغداً و ربما بعد الغد، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون فى ظلمات الأنفاق، سيظلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها.
إذا كان قانون الفيزياء يقول إن الضغط يولد الانفجار، فقانون الاجتماع يقول إنّ الضغط يولد النفاق الاجتماعي.
انا مخادع اذا. انا موهوب.هذا هو منهاجهم.
المنافقين فى كل مكان، ما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة وإبتسامتهم الباهتة، ما أحقرهم و قد تواطئون شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق؛ فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحقيقة.
اصبحت صور النفاق الاجتماعي طاغية علي مجتمعنا بشكل واضح
في المواقف والمبادئ والأحاديث لاغراض الانتفاع الشخصي والمصالح الخاصة مما ساهم في انتشار الفساد.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الصفة الذميمة بقوله: (تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)متفق عليه.
وهذه الصفة من كبائر الذنوب التي ورد فيها الذم والوعيد لما تشتمل عليه من الكذب والخداع وهي من صفات النفاق وقد ورد في سنن أبي داود: (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار).
وذو الوجهين “المنافق” ليس له شخصية ثابتة وليس له مبادئ أو قيم مهزوم من الداخل نشأ على الكذب والخداع والمراوغة كاذب اللهجة متأرجح يتمايل على حسب المصالح تافه ووضيع في نظر الرجال أمره مكشوف وإن تخفى وراء الأقنعة المزيفة.
من يتابع الواقع، يجد أنّ ظاهرة الوجهين واللّسانين والقلبين باتت من أساس العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كثيرٍ من مجتمعاتنا، فكم من الناس يتبادلون المجاملات واللقاءات، ولكن كل منهم يكيد للآخر من وراء ظهره، أو من تحت الطَّاولة. بات التملق والتكاذب سمة هذا الواقع وأزمته ومعاناته.
هنا، لا بد من التمييز بين المجاملة والنفاق، فهناك خط رفيع بينهما، والمطلوب أن تداري الناس، أن تكون دبلوماسياً ومجاملاً في الأسلوب، حتّى تصل إلى قلب الآخر وعقله، ولكن هذا لا يعني أن تكون متناقضاً، وأن تبدل وجهك حسب الظروف، وأن تكون كل يوم في شأن وفي حال.