كتب / هشام صلاح
هنا قد يسرع البعض بالجواب — طبعا – ثقافة التخويف من الله !
دعنا نطرح الامر على طاولة النقاش
إن كانت ثقافة التخويف هي المُقدَمة فلنسأل أنفسنا
– باسم من إذاً اقترفنا سيئاتنا وتجاوزاتنا؟
– وهل يعني ارتكابها أننا لا نخاف الله؟
أم يعني أن المحبة كانت ستؤتي أكلها أكثر مما أتى به الخوف؟
وهنا يجب أن نناقش —
لم يحرص الأجنبي على مراعاة ضميره وهو الذي لم يدرّس ولم يلقّم مثلنا ما يعنيه الخوف من الله؟
انظر إليه وهو يرفض الكذب ولا يبرره، وانظر إلينا كيف أصبح الصادق فينا هو الاستثناء، ثم نتشدق بعلو صوتنا ونتوسع في المجالس بسيرة فلان الذي فقد ضميره، وعلان الذي نام ضميره، عفواً.
هل باتت ثقافة ضميرنا محلها اللفظ دون التفعيل؟
ثم لو كان مفهوم الترهيب من الله يجدي منهجاً فلِم لَم يردعنا حين ارتكاب الخطايا عندما قرر ضميرنا أن يستقل بذاته ويصر على كونه مجرد لفظ؟
فلنؤسس لحقيقة – القاعدة الأولى :
إن من أهم الأمور التي يجب تذكرها باستمرار أن الله يحبك، فهو لا ينبذك ولا يتجاهلك، بل يعتني بك وبقصصك ولكن ذلك بعظيم علمه وقدرتهى، فهو الإله وهو المتصرف،
القاعدة الثانية : تعمق فكرة أنك محبوب من الله، فسوف تكون قادراً على أن تحب غيرك، وعلى النقيض – عندما يتضاءل إحساسك بحب الله لك حتى ليكاد يختفي من يومك، ستصبح سماؤك فارغة كضميرك، فتكون المحصلة أنه يسهل عليك التصرف بلا رحمة ولا تقدير للنور الإلهي بداخلك، مهما زرعوا فيك من أدبيات الخوف من الله. فليحيى كل منا ضميره ينصلح حاله وليزرع كل راع فى رعيته يقظة الضمير ومراقبة الله ليسلم الانسان والانسانية ويسمو وطننا الحبيب بأخلاقنا وأعمالنا