قصة قصيرة
بقلم : ياسر عامر
جلست عزه في كافيتريا ” كافيه” قريبا من الجامعة لتنتظره للمرة الثالثة على التوالي، حيث قررت الا تتنازل عنه هذه المرة، واصرت على أن تحقق حلمها عملا بالحكمة القائلة اصنع حلمك بيديك” وبدأت الذكريات تتداعي على ذاكرتها كان “عادل ” زميلا لها في كلية الزراعة قبل أن تتخرج من خمس سنوات، لم تنكر ابدا بين نفسها اعجابها الشديد به، رغم أنه ليس وسيما ليكون حلما لاي فتاة، بالإضافه لعدم اهتمامه بمظهره، وبقائه طوال اربعة اعوام هي مدة الدراسة بالكليه بلهجته الريفيه ، لم تغير المدينة الكبيرة والجامعة منه شيئ، اللهم الا الجلباب الذي استبدله بقميص وبنطلون بالوان غير متناسقه كان يخفيهما دائما بالبالطو الأبيض الذي تقتضي شروط الكليه إرتدائه.
كانت تعلم أنه معجبا بها، ولكن خجله، وتفوقه الدراسي كان حائلا بينه وبينها جعله لا يهتم الا يالإستذكار، وتذكرت نفسها وقد توجت كملكة جمال لكلية الزراعه، آن ذاك ولم يستطع ان يخفي اعجابه بها عندما التف حولها باقي الزملاء ورفعوها فوق اكتافهم، وتذكرت غيرته العنيفه عندما قام احد الزملاء الموهوبين بعمل لوحة زيتيه كبيرة لها وهي مرتدية التاج، وقام عادل برفعها من على الحامل التي علقت به بكل غيرة وعنف،واستخلصها لنفسه .
تذكرت عندما قابلته لاول مرة، بعد ان تم تعينه معيدا بكلية الزراعة وهي تولت مسئولية ادارة المزرعة الكبيرة التي كان يمتلكها والدها مع وصيته لها وهو على فراش الموت، ان تكمل ما بدأه وان تكون مهندسة زراعية ناجحة وتوسع وتطور من المزرعة، حين عرضت عليه العمل معها ومساعدتها في إدارتها ، ولم تكن تخفي رغبتها في الارتباط به فهي تحبه منذ ان وقعت عليه عينها.
اما هو فقد ظل طوال اللقاء يتفقدها بنظرات مريبه غريبه من شعرها الذي كانت تجيد تصفيفه وتلوينه الي حذائها القيم الباهظ الثمن، وظنت انه سيوافقها ويستجيب لرغبتها الخفيه، ولكنه رفض رضفا تاما لطموحه في ان يكون استاذا كبيرا في علوم الزراعه، تحقيقا لرغبة والده هو الاخر، ثم تزوجت صديق لوالدها يصغره بعدة سنوات رغبة منها في تحقيق رغبة والدها المتوفي في الحفاظ على المزرعه والتوسع فيها وخصوصا بعد ان ورثت من زوجها الذي توفي اثر حادث سقوطه في احدي الترع بسيارته مزرعة اخري بجوار مزرعة والدها فذاد الحمل، وخصوصا انها سيدة جميلة جدا صغيرة سنا ثريا ماديا فذادت مشكلاتها ومسئولياتها بين طمع الأقارب وحقد المعارف والاصدقاء.
وهي لم تكن تري منقذا لها سوي عادل فاتت هذه المرة بعد ان توسط لها احد المقربين في لقائه بعد انتهاء المحاضرات بالكلية، وكلها عزم على ان تفعل اي شيئ يحول بين رفضه لعرضها السخي .
ولكنها اتت مبكرا جدا لتستعيد بعض الذكريات.
أنهت فنجان القهوة الذي كان بيدها واطفأت السيجارة واخفت اثارها سريعا عندما راته قادما على بعد عدة امتار وتفحصته مبتسمه بنظرة شاملة، فقد زاد وزنه اكثر من 10 كيلوجرامات وارتدائه لملابس واسعه فضفاضه جعله يظهر بوزن أكثر من الحقيقي، وشنبه كثيف ويرتدي نظارة شمسية كبيرة تخفي جزء كبير من وجهه، وفي يده حقيبة سوداء قديمة الطراز، وجرابا لنظارة طبيه، وكتابا ضخما قديما، اكل عليه الزمن وشرب، وبال أيضا عليه ، حتى حذائه لم يظهر لونه من كم الغبار الذي يغطيه، كعادته قديما من أثر ذهابه الي المزرعة التابعه للكلية.
رحب بها ترحيبا عاديا كأنه يراها كل يوم رغم نظراته الفاحصه الماحصه لكل شيئ في جسدها، لم تهاب تلك النظرات ولكنها احبتها آملة ان يستجيب لطلبها وبعد ان رفض عزومتها على مشروب، وافقها على الذهاب معها بسيارتها الي مكان غير مزدحم للتحدث في هدوء وترك لها حرية اختيار المكان في تغير ملحوظ لعاداته القديمة.
اما هي فقررت الذهاب به بعيدا جدا ليكونا بمفردهما وتستطيع التاثير عليه واستدراجه وكان انسب مكان من وجهة نظرها المزرعه، بعد ان هيأتها واعدت له متكأ مسبقا بها.
لم يكن يتحدث كثيرا طوال اللقاء وبقي جالسا هادئا بجوارها وهي تقود سيارتها في مهارة ملحوظة، كان يستمع تارة لكلمات بعض الاغاني من جهاز الموسيقي بسيارتها، وتارة اخري ينشغل بمشاهدة الطريق الطويل وخصوصا بعد ان تركت الاسفلت بالطريق الرئيسي، وانعطفت الي مدق غير ممهد يتلوي ويظهر من بعيد كانه ثعبان ضخم يلتهم السيارات المارة عليه بنهم شديد، يخفي حدة توتره وجود اشجارا على جانبيه ومساحات شاسعه خضراء، وقلما ما يمر بجوراهم او مقابلهم سيارة، او جرارا زراعيا بحكم طبيعة المنطقة.
تعمدت الا تفاتحه الا عند وصولها للمكان المهيأ له ، حيث اعدت له جلسة ريفيه جميلة وسط حقل من العنب، وبجوار بستانا للزهو،رعلى جانبيه منحلا لانتاج اجود انواع العسل، وامامه على مسافة ليست كبيرة مزرعة الانتاج الحيواني بها اجود انواع الحيوانات لعلمها بان المكان، سيكون له تاثيرا عليه وحتي تستطيع استدراجه لرغباتها المكبوته منذ سنوات، و استاذنته في ان تبدل ملابسها وفي عدة دقائق اتت ترتدي بنطلونا من الجينز الازرق، وحذاءا رياضيا اسود اللون لتعطي ايحاءا بالجدية، وبلوزة حمراء فيها حروف من اسمها واسمه، لتعطي ايحاءا بمشاعرها تجاهه، وقد تعمدت ان تظهر بياض رقبتها، وتترك الزرار العلوي مفتوحا كانه سهوا وغير متعمدا منها، لتعطيه احساس بالثقه والامان في عدم اهتمامها باخفاء ما يجب اخفائه من جسدها، وربطت شعرها بشريط به جميع الالوان بدرجات الاخضر لتناسب المكان مع بعض اللمسات الانثويه المعروفة، وضعف متعمد في نبرة صوتها لايحائه بضعفها ولتستدر عطفه وشفقته ان لم يكن جزور اعجابه القديم بها، وندمت على عدم استطاعتها وضع البرفين الفرنساوي المميز خوفا من جذب االذكور… ذكور النحل طبعا التي لسعت منهم كثيرا مما سبب لها حساسية مفرطة وتورم في جسدها.
اما هو فلم تتحرك عيناه عن عينيها طوال حديثها واخذ ينظر لشفاها وعين حاله يقول انها بلهاء، وهي تتحدث كانه لا يستمع اليها ويقرأ لغة الشفايف التي زينتها باحمر شفاه من نوع ثمين وثابت لحاجه في نفسها.
اخذت تسرد له احتياجها له ورغبتها في وجوده بجانبها وما فعلته فيها الوحدة، وتصنعت بعض الضعف والدموع ، واقسمت له انها قاربت على السقوط في بئر سحيق من الاحياط واليأس، لعدم وجود رجل مخلص بجانبها.
وفجأة زاغ بصره واتسعت حدقة عينيه و تعلق عقله بشيئ ما فسالته ما يشغل تفكيرك؟
فاجاب على الفور: ” ثدي متدلي ، وحلمات منتفخه”، وطالبته بكلمات متبعثرة وتعثرة، ان يكرر ما قال ، وهو غير منتبها لسؤالها يتمتم بصوت مسموع واضح “ثدي متدلي وحلمات منتفخه” لم يمنعها حيائها المصطنع واحمرار وجهها الانثوي من اظهارها سعادة بحديثه هذا ، وعندما هب واقفا تراجعت في دلال، فجري مسرعا عكس اتجاهها وراء احد الابقار بالمزرعة فجرت ورائه حائرة، فتعلق برقبة البقرة وهو يلف ذراعيه حول رقبتها في حب بالغ، ويتشمم رائحة انفها، وهي في دهشة من امرها، وقدميها لا تقوي على حملها، ثم اقترب منها رويدا رويدا، بنظرات حب واعجاب وبدأ يملس على جسدها العاري، وركع على قدميه وتحسس بطنها بكلتا يديه، واقترب من اشد المناطق حساسية واخد يتحسسه جيدا ورفع نظارته على مقدم رأسه صائحا لها قائلا هذا هو موضوع رسالتي للدكتوراه ” ثدي متدلي، وحلمات منتفخه” دليل على انتاج وفيرمن اللبن وبنظرات السعادة استمر في حديثه قائلا: قبلت العمل معكي بالمزرعة.