متابعة:لسعد الحرزي مدير مكتب تونس
“مدينة الثقافة تعطي فرصة لقراءة مشهد ثقافي مختلف، تتيح فرص العمل للمبدعين وتفتح الباب للفنانين للتكوين والابتكار والعرض… هذه المدينة لن تقصي أحدا”
هذا ما أكده وزير الشؤون الثقافية “محمد زين العابدين” خلال ندوة صحفية انتظمت بمدينة الثقافة بمناسبة افتتاحها الرسمي في الساعة السادسة مساء تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية “محمد الباجي قايد السبسي”
وقال وزير الشؤون الثقافية “إن المدينة جامعة لكل الفنون والآداب، تضم جملة من الأقطاب وهي مؤسسات ذات استقلالية مالية وإدارية، وهو ما يضمن هامشا كبيرا من الحرية في عملها، ولكل مؤسسة أهداف ترسمها في إطار سياسة وأهداف شاملة”
وقبل أن يستعرض هذه الأقطاب، تحدث وزير الشؤون الثقافية “محمد زين العابدين” عن الإحداثات الجديدة وتتعلق بمسرح الأوبرا والمتحف الوطني للفنون الحديثة والمعاصرة، وأضاف “أركستر وأصوات أوبرا تونس عمل فريد، أحدثناه حتى لا يقتصر مسرح الأوبرا على العرض وهذا المرجع سيكون فضاء للتكوين والتأطير بمعاضدة الأركستر السنفوني التونسي الذي تأسس سنة 1969 ولا أحد ينكر أهميته، ولكن إحداث أركستر وأصوات أوبرا تونس ضروري اليوم في وجود مدينة الثقافة ومسرح الأوبرا تجنبا للاجترار والتكرار بالتعامل مع المؤسسات نفسها، وهذا ما سيفتح الباب لتقديم الإضافة والابتكار”
واستعرض وزير الشؤون الثقافية الأقطاب الفنية بدء بقطب الموسيقى والأوبرا التي تشرف عليه “سيمة صمود” وفيه تم إدماج مجموعة من الهياكل القديمة من بينها الأركستر السنفوني التونسي، الفرقة الوطنية للموسيقى وإحداث هياكل جديدة وهي إضافة إلى أركستر وأصوات أوبرا تونس الذي ينطلق عمله اليوم 21 مارس 2018 بافتتاح قطب الأقطاب مدينة الثقافة بمشاركة الأركستر الوطني لراديو والتلفزيون الأكراني، آداء أربعة أصوات تونسية: السوبرانو “أميرة دخلية”، التينور “حمادي لاغا” والباريتون “هيثم الحذيري” والفنان “لطفي بوشناق” ضيف شرف الحفل
تم إحداث هياكل جديدة في سياق قطب الموسيقى والأوبرا من بينها الباليه والفنون الكوريغرافية الذي تديره “نسرين الشعبوني” ويهتم بالرقص المعاصر وفنون الباليه والفنون الكوريغرافية كما تم إدماج فرقة الفنون الشعبية ومراجعة طرق عملها
أما قطب المسرح والفنون الركحية الذي يديره “منير العرقي” فيقدم فرصا للتكوين والعرض للمبدعين الشبان والمحترفين كما سينفتح على مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات فالمدينة لا تقصي أحدا كما أكد وزير الشؤون الثقافية
وتفتخر مدينة الثقافة بمشروعها السينمائي المتكامل وخاصة بإحداثها للمكتبة السينمائية التونسية التي ستحفظ الذاكرة السينمائية من الإتلاف ويشرف على المكتبة المركز الوطني للسينما والصورة، إدارة فنية “هشام بن عمار” و”محمد شالوف” مستشارا فنيا
ويوفر المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر فرصة أيضا لحفظ الذاكرة التونسية وخزينتها، وقال وزير الشؤون الثقافية إنه تم جرد 125 عملا فنيا ورقمنته ونقله إلى مدينة الثقافة وسيتم نقل بقية الأعمال لاحقا، وأكد أن صيانة هذه الأعمال هي حفظ للذاكرة وهي أيضا احترام للفنانين
ويضم قطب الآداب والكتاب معهد تونس للترجمة، بيت الشعر ومنتدى تونس الدولي للحضارات، كما تم إحداث بيت الرواية الذي يديره “كمال الرياحي” وهو أول بيت عربي للرواية
وبرمجة مدينة الثقافة ثرية كما وصفها وزير الشؤون الثقافية، تمتد في موسمها الافتتاحي حتى 16 ماي 2018 متبوعة ببرمجة شهر رمضان ثم برمجة شهر جوان ليفسح المجال إلى موسم التظاهرات الصيفية ثم تستعيد عملها في سبتمبر
وتحدث وزير الشؤون الثقافية أيضا عن موقع الصحافيين في مدينة الثقافة وقال إن الصحفي مكانته محفوظة، وهو ينتمي إلى هذه المدينة وعلاقته بها بناءة وإيجابية، وقد كان حضور الصحافيين في الندوة الصحفية كبيرا جدا احتفاء بمدينة الثقافة، الحلم الذي يتحقق
وقال وزير الشؤون الثقافية “محمد زين العابدين” إن افتتاح مدينة الثقافة لحظة تاريخية وحلم كبير ما كان له أن يتحقق لولا تضحيات أبناء الوزارة الذين عملوا بسخاء وبحب كبير للوطن، ولولا التزام وزارة التجهيز وإيفاء وزيرها “محمد صالح العرفاوي” بتعهداته
وأكد أن مدينة الثقافة تلتزم بعمل كبير من أجل ريادة تونسية، وحتى تفتخر تونس بمبدعيها ومثقفيها