رؤية تحليلية هشام صلاح
فى الذاكرة الوطنية للمصريين كثير من الأغانى الوطنية الخالدة والتى ارتبطت بأحداث أو مناسبات لازالت محفورة فى وجدان المصريين ولعل من أجمل تلك الأغانى الوطنية أغنية ” تعيشى يا بلدى ” فلقد استطاع الشاعر الغنائى محمد العجمى أن يرسم بالكلمات لوحة فنية رائعة الجمال لمصر استخدم خلالها جمال الألوان وبهاءها من خلال اللون الأخشر فى إشارة لجمال الخضرة ” بزرعك الأخضر ” أما عن اللون الأصفر فقد وظفه توظيفا رائعا فى إشارها لثروات الوطن وخيراته وجمال وبريقه يــ “ ناسك دهب – رملك دهب –رملك دهب – عنبك وبلحك دهب – قمرك وشمسك دهب ”
وجاء عنفوان الخطوط وثباتها وتناغمها من خلال ” علمك مرفوع – اسمك ببالى – مكنك شغال “
وجاء اكتمال لوحته الفنية بتداخل عجيب وانسجام بين الألوان بتوظيف كل جوارح المصرى وحواسه لخدمة الوطن والخفاظ على مجده وكرامته بــ ” عقلى وروحى ودمى فدا بلدنا – عرقى وفنى وعلمى فدا بلدنا “
وجاء تكرار حرف النداء لتأكيد مكانة مصر واعتراف الجميع بفضلها ودورها وعدم القدرة على الاستغناء عنها بــ ” يا قلة العطشان يا بلدنا – يا ضلة الحران يا بلدنا – يا شمسة البردان يا بلدنا – يا جنة الإنسان يا بلدنا
* حملت هذه اللوحة الفنية من الكلمات إلى الملحن المبدع إبراهيم رجب فكان دوره فى إعداد القالب الفنى الذى يليق بهذه اللوحة فأضفى عليها جمالا على جمال بتوظيف الكورال المكون من الصوت القوى مجموعة الرجال والصوت الناعم الرقراق من خلال مجموعة الفتيات ثم صوت الأمل فى المستقبل والبهجة والخفة من خلال صوت الصغار لينسجم كل ذلك فتكتمل اللوحة جمالا وروعة تحرك فى المصرى الفخر بالماضى والأمل فى الحاضر والمستقبل من خلال الاعتزاز به
“تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى
تعيشى يا بلدى وزرعك أخضر ومندى
تعيشى يا بلدى وعلمك مرفوع على يدى
تعيشى واسمك فى الكون بيلالى
تعيشى ومكنك شغال طوالى
تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى
ولدك وناسك دهب يا بلدنا
رملك وطينك دهب يا بلدنا
عنبك وبلحك دهب يا بلدنا
قمرك وشمسك دهب يا بلدنا
تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى
عقلى وروحى ودمى فدا بلدنا
عرقى وفنى وعلمى فدا بلدنا
جسمى وزرعى وقلمى فدا بلدنا
دا انتى أبويا وأمى يا بلدنا
تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى
يا قلة العطشان يا بلدنا
يا ضلة الحران يا بلدنا
يا شمسة البردان يا بلدنا
يا جنة الإنسان يا بلدنا
تعيشى يا بلدى يا بلدى تعيشى