إعداد/ محمد ليله مأمون
استهل شيخ الأزهر الشريف كلمته بالسلام على الجمع الغفير الذي ضم نُخْبَةً مُتمَيِّزة من رِجَالِ الأدْيَان وقادَة السِّياسَة والفِكْر،والاقتِصاد والإعْلَام من المسلمين وغيرهم، وهو بهذا يعلي من قيمة السلام ويحث عليه والذي يجب أن يسود البشرية، ثم أكد التحية على الشباب الذين هم وقود العالم الجديد، وقادة الفكر الذي يوشك الزمان أن يفتح لهم ذراعيه، وبين لهم الطريق الذي يجب عليهم سلوكه يظلِّلُه الأمن والسَّلام والعَيْش المشْتَرَك والتَّعارُف المُـتبَادَل القائِم على مبادِئ العَدْلِ والحُريَّةِ والمُسَاواة بين الناس.
ثم تكلم عن الشرائح البائِسة الُمعذَّبة التي اضطرتها مطامع بعض دول الغرب إلى الهجرة والفرار، بسبب مصانع الموت (السلاح) التي فعّلوها ونشروها، وفرقوا بين الناس على أساس الجنس او الدين، في عصر تعهدت فيه المنظمات العالمية الكاذبة بالحفاظ على الحرية وما فعلوا، فهو يضع كل مسؤول أمام ما يخصه.
ثم بين أن هذه الأوضاع الأليمة في الشرق المسلم من الدِّماء والجُثَث والمقابِر الجماعيَّة، سببها سياساتٍ إقليميَّةٍ وعالميَّةٍ دَمَّرَت بها شُعُوبًا عريقة، أو الإصرار على إبقاء المنطقة في حالة صراعٍ دائم مذهبي وديني بحجة الإرهاب الذي لا يعرف منشأه، ولماذا لا يُقضى عليه؟
وذكر أن الشرق قدم للغرب أيادي بيضاء جدا، وحضارة ورقي، ، وأن المسلمين حافظوا على علوم اليونان القديمة وحسَّنوها وأضافوا إليها، وأنهم وضعوا أُسس العلوم والطب والفلك والملاحة الحديثة، فلماذا لا يرد الفضل إلى أهله؟ ولماذا هذه الحرب العظيمة على امة الإسلام؟
والحل يكمن في مشروع عالمي يبدأ من تصالح الأديان ثم يتفقون على مشرروع اخلاقي سيود العالم، ويعاقب من يخالفه، ويكون وثيقة سلام وتعايش بين البشر، وقد بدأ الأزهر بذلك حيث يتعاون ويحضر مؤتمرات المؤسَّسات الدينية الكبرى في أوروبا، وبخاصة جمعية «سانت إيجيديو».
وكل هذه المقدمات العقلية والنفسية؛ ليصل شيخ الأزهر الشريف إلى وجوب مساعدة مسلمي بورما، فما ذنبهم ليتحملوا هذا الصراع العالمي؟ وما جريرتهم ليدفعوا مطامع بعض الدول الغربية في تصدير السلاح؟ وأي شيء فعلوه ليقال عنهم إرهابيون؟ ومن هنا انصف الإمام الأكبر بورما.
وأما ما يقوله بعض الناس من وجوب ذهاب الإمام الأكبر إلى بروما؛ لنصرة المسلمين المستضعفين هناك فكلام جيد وخطوة ضرورية، لكني أرى أن لا يذهب الشيخ بنفسه في أول الأمر، بل يذهب مع وفد عالمي كبير، يشمل بعض رؤساء العالم ومنظماته الذين يحبون السلام، ويدعو الشيخ في لقاء عالمي يدعو إليه الأزهر كل حكومات العالم إلى الذهاب معه إلى هناك.
ومن هنا.. سيظهر للعالم من يصنع الإرهاب، ومن يريد السلام؟
وستتحمل حكومة بورما وجيشها ثمنا كبيرا إذا قابلوا ذلك بسوء أو شر، فالذي أريده تحالف دولي قوي لفك هذا الحصار العنصري، ودول الجوار لبورما من أول من ستدعى إلى الاجتماع، وأول من ستنكشف حقيقتها، فهذا ابتلاء كاشف لكل دول العالم لو كانوا يعلمون!