بقلم: د. محمد مأمون ليله
من المسلّم به عند كل العقلاء أنه لا نهضة ولا رقي بدون تعليم، ولا دعوة ولا إبداع إلا بعلم يشمل الجميع، وهل تقوى الأمم إلا بتعليم قوي متاح للجميع؟ وهل نهضت أوروبا هذه النهضة الكبيرة إلا بالتعليم؟
فالتعليم يبني الإنسان، ويحرر العقول، ويقيم الأخلاق، ويزن الأفكار، ويكفي أن أول آية أنزلت على سيد ولد آدم كانت” اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
وقدم المسلمون نماذج فريدة، وقامات علمية رائعة في العلوم الطبيعية والعقلية وغيرها مثل: ابن سينا، وابن خلدون، والخوارزمي، فضلا عن علماء الشريعة الكبار.
وبرز كذلك بعض الخلفاء والأمراء في العلوم والكتابة كان منهم: معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنه- كاتب الوحي، ومروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
كما جمع بعض علماء المسلمين بين علوم الشريعة والعلوم الأخرى، وضربوا فيها مثلا عظيما في الإبداع والإتقان، كما كانت هناك مراكز علمية معروفة على مر التاريخ، قل عالم إلا مر بها كدمشق، ومصر، ومكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، والري..
إذن فليس هناك تعارض أبدا بين تدين الإنسان والتزامه وبين براعته ونبوغه في العلوم والفنون، فالدين يحث على العلم، ويرفع من مكانة العلماء، ومن استطاع أن ينفع أخاه فليفعل، وعليه فما يُشاع في بعض البلاد من رغبتهم في حذف البسملة من كتبهم الدراسية ما الغرض منه؟ وهل البسملة هي التي تمنع من التجديد العلمي، أم هي خطوات تمهيدية لنشر مشروع ما بهذه الطرق الملتوية؟ وهل سيتبع ذلك تخفيف مادة اللغة العربية أو محوها وإبدالها بالعامية؟ وهل التوسع في اللغات الأخرى على حساب اللغة العربية يؤكد ذلك؟
إن مجتمعا أصابه الاحتلال وأدماه، وقتل خيرة شبابه وعاث بأرضه وسماه، وأدخل كلماته في لهجة أهلها حتى ابتعدوا شيئا ما عن لغة القرآن، كيف لهؤلاء أن يُلغى من كتبهم الكلام العربي الذي يحفظ لهم هويتهم، ويضمن استمرارهم ووجودهم؟ بل هذا أمن قومي لهم يجب عليهم أن يحافظوا عليه، وأن يتوسعوا في نشره.
وإذا أراد مثل هؤلاء الوزراء الذين يطلقون تصريحات غير مسؤولة أن يعرفوا كيف يجدد التعليم ويطور فأنا جاهز لتقديم مشروع متكامل لهم رغبة في إصلاح الأمة ونفع الشعوب.