د. هالة حسنى الجبالي
الخجل هو حالةٌ معقدةٌ من الشعور السلبي بالذات والشعور بعقدة النقص، وهي حالةٌ تجعل صاحبها غير قادرٍ على إقامة العلاقات مع النّاس، وعدم التركيز على ما يجري حوله، وفي بعض الأحيان يخاف طرح أي سؤالٍ على أحد؛ خوفاً من أية ردة فعلٍ ممكنة من الطرف الآخر، وأكبر إشارات الخجل هي التوتر والارتباك واحمرار الوجه.
الخجل الحقيقي يجعل الشخص يحس بالإهانة والاتهام دائماً، أمّا الخجل المزيّف فليس له أسبابٌ بل يجعل الشخص يحس أنه لا شيء، وهناك درجاتٌ مختلفةٌ من الخجل، منها ما هو خفيفٌ ومنها ما يفقد الشخص دوره الفعّال في الحياة والمجتمع ويجعل منه شخصاً انطوائيّاً، ولا بد من معرفة أنّ الخجل لا يولد مع الطفل؛ بل يكون الطفل قابلاً لأن يكون خجولاً، وهنا يأتي دور الأهل والأسرة في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإكسابه مهارات الاختلاط مع الناس والتعامل بحرية.
أسباب الخجل
• عدم القدرة على عمل العلاقات الاجتماعية، وللتخفيف منه لا بد من إكساب الفرد بعض المهارات الاجتماعية، ممّا سيجعل الخجل يقل تدريجيّاً.
• وجود حساسيّة نفسيّة وجسدية مفرطة لدى بعض الأشخاص؛ فالحساسيّة النفسية تجعل الفرد يحس بالقلق والخوف من أي شيءٍ، والحساسية الجسدية تجعله يتصبب عرقاً ويتغيّر لون وجهه إلى الأحمر لأصغر الأمور، وفي بعض الحالات يتغيّر لون الوجه إلى الأصفر بدلاً من الأحمر وهنا يكون الخجل مخلوطاً مع الخوف.
• مصاحبة أشخاص ليست لديهم القدرة العقلية المكافئة أو يتصرفون بخجلٍ دائم، فتنعكس هذه الأمور على الفرد لتقلبه خجولاً كأصحابه.
• مصاحبة أشخاص يتكلمون بصوتٍ عالٍ جداً، ويمشون مشيةً غريبةً تخالف العادات والتقاليد والأخلاق، تجعل الفرد يشعر بالخجل من تصرفاتهم.
• التنشئة العائلية الخاطئة، واتباع أساليب التربية غير الصحيحة والسلوكات غير المنهجية في تربية الأطفال، كمنعهم من التعبير عن الرأي، ومنعهم من مشاركة العائلة في المناسبات والجلسات العائلية.
القضاء على الخجل
القضاء على الخجل ليس بالأمر السهل والهيّن، ولكنّه ليس مستحيلاً، ومن طرق القضاء عليه دعم النفس وزيادة ثقتها وذلك من خلال الخطوات التالية:
1. يجب تحديد الأسباب الّتي تقف وراء مشكلة الخجل، هل هي وراثيّةٌ، أم نفسيّةٌ، أم إحساسٌ بالنقص.
2. محاولة التصرّف وكأننا لا نعاني من الخجل، وذلك بمحاولة رفع الثقة بالنفس قليلاً.
3. محاولة فتح نقاشاتٍ وأحاديث مع الآخرين، ومحاولة تصنع الابتسامة الجميلة، والكلام الواثق ونظرات العين الثاقبة، فهي في البداية ستكون تصنعاً، لكنّها مع الوقت ستتحول إلى واقعٍ وطابعٍ، يجعل الخجول يبتسم ويناقش الآخرين بكل ثقة.
4. البحث في داخل الذات عن الهوايات، ومحاولة تكريس الوقت للانشغال بها وتنميتها، فالمواهب تساعد في رفع الثقة بالنفس وزيادة العلاقات مع النّاس، خصوصاً إذا ما كان توظيف هذه المواهب والمهارات من خلال مجموعةٍ من الأفراد.
5. عدم تأنيب النفس على الأفعال؛ حتى لو كان بعضها خاطئاً، بل محاولة التعلم والاستفادة من الأخطاء.
6. رفع الشعور الإيجابي بالنفس، وعدم التقليل من قيمة النفس.