مصري أحمد المصري
إن المذاهب المسيحية الرئيسية ثلاث وهي الأرثوذكسية، الكاثوليكية، والبروتستانتية والمذهب الأرثوذكسي هو الأكثر انتشارا في مصر، ويأتي بعده الكاثوليكي وأخيرا البروتستانتي، على عكس الدول الغربية التي ينتشر فيها المذهبان البروتستانتي والكاثوليكي أكثر من الأرثوذكسي.
والمسيحية ديانة تنقسم إلى ملل أو مذاهب وتنقسم هذه الملل إلى طوائف (تتبع الكنيسة الأم في معتقداتها). مثلا: الأرمن ليسوا مذهب من المذاهب المسيحية لكنهم طائفة، منهم الأرثوذكس، البروتستانت، والكاثوليك.
وأوضح أستاذ التاريخ الحديث محمد رفعت يقول إن المذهب الأرثوذكسي يتكون من 5 طوائف، هى الأقباط، الروم، الأرمن، السريان، الكلدان، أما الكاثوليكي فيتكون من 7 طوائف، هى الطوائف الخمسة السابقة بالإضافة إلى المارونية، اللاتين، ويتكون المذهب البروتستانتي، ويُسمى طائفة الإنجيليين الوطنيين، من 160 نِحلة وملة.
وفيما يلي نوضح بعض الاختلافات بين المذاهب المسيحية الثلاث
“الأرثوذكس”
يعتقدون بأن للمسيح طبيعة واحدة هي الطبيعة الإلهية، وتأخذ بذلك الاعتقاد ثلاث كنائس تسمى الكنائس الأرثوذكسية، هي: الكنيسة الأرثوذكسية المرقسية، الكنيسة الأرثوكسية السريانية، التي يرأسها بطريرك السريان ويتبعها كثير من مسيحي آسيا، والكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية. وفقا لما أورده كتاب الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام
ويتفق عميد كلية الآداب جامعة دمنهور محمد رفعت مع كتاب الأسفار فالمذهب الأرثوذكسي يؤمن بأن المسيح إله، ويضيف “ومن يُشكك في إلوهية المسيح فإنه يعتبر كافر، في نظر المذهب الأرثوذكسي، كما هو الحال في الإسلام، فمن لا يؤمن بالله فهو مُلحد ”
أما في مسألة الطلاق يبيح المذهب الأرثوذكسي الطلاق في حالة الخيانة الزوجية من الزوج أو الزوجة مع تحريمه الزواج على المطلق أو المطلقة بعد ذلك، ويعتمد المذهب الأرثوذكسي في ذلك على ما ورد في «إنجيل متى» على لسان المسيح إذ يقول “من طلق امرأته إلا بسبب الزنا يجعلها تزنى”
“الكاثوليك”
أصحاب المذهب الكاثوليكي يعتقدون أن للمسيح طبيعتين، طبيعة إلهية وأخرى إنسانية، وفقا لـ«بباوي» و«رفعت». يشرح أستاذ التاريخ الحديث ما يذهب إليه الكاثوليك “أي أنهم ينظرون إلى المسيح على أنه بشر يعيش بين الناس ولكن لديه قدرات الإله أي يخلق ويُميت ويُعاقب ويغفر”
ووفقا لما جاء بكتاب الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام، يحرم المذهب الكاثوليكي الطلاق تحريما باتا ولا يبيحه لأي سبب مهما عظم شأنه، وحتى الخيانة الزوجية لا تعد في نظره مبررا للطلاق، وكل ما يبيحه في حالة الخيانة الزوجية هو التفرقة الجسمية، بحسب تعبيرهم، مع اعتبار العلاقة الزوجية قائمة بينهما من الناحية الشرعية، فلا يجوز لواحد منهما في أثناء هذه الفرقة أن يتزوج من شخص آخر
ويعتمد المذهب الكاثوليكي في ذلك على ما ورد في إنجيل متى على لسان المسيح إذ يقول: “لا يصح أن يفرق الإنسان ما جمعه الله”
“البروتستانت”
في أوائل القرن الـ16 ظهر في العالم المسيحي مذهب جديد، هو المذهب البروتستانتي، ومن الأسباب التي أدت إلى ظهوره ما اتخذه أحد مجامع الكاثوليكية بشأن غفران الذنوب، فقد قرر أن من حق رجال الكنيسة الكاثوليكية أن يغفروا للمسيء ذنوبه في حالة احتضاره وفي حالة صحته، حتى أنشأوا صكوكا للغفران تُباع وتشترى، واتخذتها الكنيسة موردا هاما لكسب المال
ونتيجة لذلك ظهر مجموعة من المحتجين على ذلك وعلى رأسهم مارتن لوثر، الذي يُنسب إليه المذهب البروتستانتي أكثر مما يُنسب لغيره، وقد ثار في أول الأمر ضد صكوك الغفران وأعلن بطلانها وكتب في ذلك احتجاجا علقه على باب الكنيسة، لذلك سُمي أصحاب هذا المذهب بالبروتستانتيين، أي المحتجين أو المعترضين.
وأضاف أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة حلوان، عاصم الدسوقي، إن مارتن لوثر كان يعتنق المذهب الكاثوليكي إلا أنه اعترض على الطقوس التي بدأ يمارسها رجال الدين الكاثوليك، وعلى رأسها صكوك الغفران، حيث كان يرى أنه لا أصل لها في الإنجيل وليُثبت ذلك ترجم الإنجيل إلى اللغة الألمانية، ونتيجة معارضته لهذه الطقوس صدر قرار بحرمانه من الرحمة لكنه مزقه وأعلن مذهبه الجديد “المذهب البروتستانتي”
أشار “الدسوقي” إلى أن المذهب البروتستانتي به حوالي 14 طائفة، منهم 8 فرق في مصر، مضيفا أن المارونية ليست مذهب من المذاهب المسيحية لكنها طائفة مثلها مثل الأرمن، إلا أنها تتبع المذهب الكاثوليكي، مشيرا إلى أن الطوائف تتبع نفس مذهب الكنيسة الأم لكن الاختلاف فيما بينها يكون في الطقوس فقط.
أما بالنسبة لمعتقدات هذا المذهب، فهو لا يختلف عن المذاهب الأخرى في جوهر العقيدة، فهو يؤمن بالتثليث، وألوهية المسيح، وبنوته لله، وصلبه، وقيامته، ورفعه، وحسابه للعالم يوم القيامة وبأنه صُلب لتكفير الخطيئة الأزلية التي ارتكبها آدم وعُلقت بجميع نسله، وغيرها من الأمور التي استقرت عليها العقيدة المسيحية.