متابعة عبد التواب مسلم
نشر مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتى أذيعت بمؤتمر التجمع الإعلامي العربي، الذى نظمه “حكماء المسلمين” بالعاصمة الإماراتية ابوظبي؛ احتفالا بمرور عام على توقيع فضيلة الإمام الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثولية، لوثيقة الأخوة الإنسانية بالإمارات الشقيقة …وإلى نص كلمة الإمام الطيب:
الحضـور الكــريم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ كلمتي بتحيَّةِ تقديرٍ وإكبارٍ إلى كلِّ محبِّي السَّلامِ في العالمِ، وإلى كُلِّ مُتطلِّعٍ لعالمٍ يَسودهُ الخيرُ والتسامحُ، وتُظِلُّه المودَّة والسَّلام، والتضامُنُ مع الفُقَراءِ والضُّعفاءِ والمهجَّرينَ من ديارهم وأوطانهم: خوفًا ورُعبًا من وباءِ العُنف والإرهابِ، بحثًا عن الأمانِ والاستقرار.
ويُسعدني أن أُشارِكَكم اليومَ الاحتفالَ بذِكرى مرورِ عامٍ على توقيعِ «وثيقةِ الأخوةِ الإنسانيةِ»، ذلكم الحلمُ الذي أصبحَ حقيقةً بعدَ جهدٍ مخلصٍ، استغرَقَ عامًا كاملًا من العمَلِ الدؤوبِ مع أخي العزيزِ البابا فرنسيس، بابا الكنيسةِ الكاثوليكيةِ، وبرعايةٍ مخلصةٍ من الأخ الكريم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بدعمِه المشكور للَّجنةِ العُليا للأخوَّة الإنسانيَّةِ، هذا الكيانُ الجديدُ الذي أثبَتَ سريعًا قُدرتَه على التحرُّكِ الدوليِّ، في رحلةِ البحثِ عن استراتيجيَّةٍ إنسانيَّةٍ تقومُ على التعاونِ بين كُلِّ محبِّي الخيرِ والسَّلام.
كما أُحيِّي باعتزازٍ تلك المبادراتِ التي تسعى لإدراجِ الوثيقةِ في المناهجِ التعليميَّةِ، وإتاحتِها للبحثِ العلميِّ؛ إيمانًا مِنَّا بقُدرةِ التعليمِ على بناء أجيالٍ تحمِلُ رسالةَ السلامِ والمحبَّةِ، وتصنَعُ مُستَقبلًا خاليًا من العُنفِ والكراهية.
وإنِّي لأُقدِّرُ باعتزازٍ حِرصَ دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتحدةِ على إقامةِ البيتِ الإبراهيميِّ كأُولى المبادراتِ لتطبيقِ الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ، واليوم، يُسعدني أن أُشارِككُمَ الإعلانَ عن واحدةٍ من أَهَمِّ الجوائزِ العالميَّةِ التي تُمنَحُ سَنَويًّا في مجالِ العنايةِ بالأخوَّةِ الإنسانيَّةِ.
هذا.. وإنَّ الأملَ ليَحدُوني في أن تكونَ هذه الجائزةُ هي الأبرزَ عالميًّا في مجال الإخاء الإنسانيِّ، وفاتحة لميلادِ مبادراتٍ، نحن الآن في أَمَسِّ الحاجةِ إليها من أيِّ وقتٍ مضى، داعيًا كلَّ مُحبِّي الخيرِ على اختلافِ ألوانِهم ودِياناتِهم المُضِيَّ قُدُمًا نحوَ تعزيزِ العلاقاتِ الإنسانيَّةِ والتعايشِ السَلمي، وتقديمِ كافَّةِ الجهودِ من أجلِ عالمٍ نعيشُ فيه إخوةً مُتَحابِّين مُتَعاوِنين على الخيرِ دائمًا.
وأقولُ للإِخوةِ الإعلاميِّين من وطننا العربي الكبيرِ: إنَّ اجتماعَكم اليومَ على أرض «أبو ظبي» تحتَ مِظلَّةِ مجلسِ حُكماءِ المسلمين، واللجنةِ العُليا للأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ، لإِطلاقِ دليلِ عملٍ مِهنيٍّ إنسانيٍّ، لهو خيرُ تطبيقٍ لمبادئ الوثيقةِ على أرضِ الواقعِ، وتحقيقِ رسالةِ الإعلامِ الإيجابيَّةِ في بناء مجتمعٍ تسودُه الأخلاقُ والقِيَمُ، آمِلًا أن يكونَ اجتماعُكم هذا بدايةً لِتَوَجُّهٍ إنسانيٍّ جديدٍ في الإعلامِ العربيِّ والعالميِّ.
وفَّقكم الله وبارك جمعَكم، وحفظ أُمَّتَنا والعالم أجمعَ من كلِّ سوء.