في الواقع لم اتابع بشغف , ما يتم إنتشاره هذه الأيام على
معظم الشاشات وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي من عرض ونشر,
بل وترويج غير مقصود لما قيل عنه ( إنتشار ظاهرة الإلحاد ) بين
الشباب المصري ! مما جعل البعض يخرج علينا بإدعاءات مختلفة ,
وأسباب متنوعة مُدعيين أنها جعلتهم يخرجون عن ملتهم الإسلام!.
كما بدأت كلامي أنا لم أكن مهتمٌ ولم أكن ملمٌ بانتشار الملاحدة
” المزعومين في مصر” ( والآن أصبحت )! استطيع أن اؤكد لكم أن
الذي ينتشر بينكم على مواقع التواصل الإجتماعي من حين لآخر.
/شادي سرور .
ومن قبله / البرنس .
ومن قبلهما وعلى رأسهما / حرقان . الذي إمتلاءت القنوات الفضائية
بلقاءاته المتعددة ومناظراته المختلفة ( المفبركة أيضا ) .
هم ليسوا إلا ملحدين مزيفيين كما أنهم بشر مزيفيين .
وليس لهم صلة بالإلحاد ومفاهيمه ولا بفلسفة الملحد لا من قريب
ولا من بعيد ,والموضوع له حقائق وثوابت حالا ستعرفونها !,
(حقيقة شخصية المُلحد)! .
…
سأوضح لك أخي القارئ الكريم حقيقة مفهوم الإلحاد وحقيقة الشخصية
الملحدة ! في البداية أود أن أوضح انه لا يوجد عقيدة فلسفية, او ديانة
من الديانات أو حتى, قاعدة علمية مذهبية تُسمى بالإلحاد !
الإلحاد ياسادة ليس أكثر من ( فكر) مثله مثل كل أنواع الفكر المختلفة
وهو باختصار , قاعدة فكرية تجعل من جميع انواع الفكر والفلسفات
خاضعة للتحليل والتقييم الموضوعي من اجل إثبات صحة هذه الفكرة
من عدمها ! كل أنواع الفكر والفلسفات مهما كانت حتى لو كانت
هذه الفكرة او الفلسفة هي ( الله ) !
“بدء إنتشار الإلحاد !”
….
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وبفعل أياد خفية ( آل صهيون ) أُعيد نشر كتب قديمة كان قد كتبها بعض المفكريين الملاحدة , وكانت تعرض
أراء ونظريات عن الصدفة والإنفجار الكبير وكذلك النشوء والإرتقاء و
وغيرها من الأراء والنظريات التي أتفقت جميعها على شيءٌ واحد وهو
تعظيم شأن الطبيعة وإنكار وجود راع لها ( خالق ) . فالذين أعادوا نشر
هذه الكتب بين الناس من جديد, قاموا بهذا مستغلين كم الخسائر التي
سببتها الحربين العالميين الأولى والثانية خسائرلا سيما في الأرواح رافعين شعارا وقتها..
شعار خبيث جذب الكثير ممن عانوا من الحربين : 25مليون قتيل خلال
الحربين, أين رب هؤلاء الضحايا الأبرياء ؟ . لماذا تركهم يُقتلُون بلا ذنب أو جريمة ؟. وأخذوا يرددون في الأسئلة الغير مباشرة : لماذا ترك
الله المساكين يدفعون ثمن تجبر الجبابرة وظلم الظالمين ؟ ! لماذا لم يدافع عنهم : ألا لهذا العالم إلهٌ يحميه ؟! …
ونلاحظُ هنا وجود السبب السياسي الخفي وراء إنتشار الإلحاد, وهو
إندلاع حرب عالمية اولى وثانية ! .
وقد ترتب على ذلك أعادة تدريس فلسفات العبث والوجودية بأقسامها
وكذلك فلسفة الوجود والمادية الجدلية وتدريس نظريات الشك ! .
ليظهر الى المجتمعات المتدينة والغير متدينة قبائل الهيبز والفوضويون
كذلك الشواذ والبوهيميون ! . وكلهم نتاج لتفاسير سلوكية نُقلت عن
فهم ما لفلسفة الوجود ! . والتوضيح الهام هنا أن كل ماذكر من تفاسير
سلوكية كالبوهيمية وغيرها من التفاسير تمثل إلحادٌ صريح ! .
كانت هذه مجرد نابذة عن فكرة الإلحاد وحقيقة إنتشارها , أما
عن حقيقة الشخصية الملحدة فهي تُعد مفاجأة مدوية لكل من
سيقرأ كلماتي هذه !
……
هو شخصٌ قد تجدهُ قمة في الإحترام والخلق الدمثة! كل مافي
الأمر, أنه صاحب فلسفة تجعل كل الحقائق خاضعة للبحث
إذن هو شخص صاحب فلسفة معينة , والجدير بالذكر أن هذه
الفلسفة تنقسم إلى عدة أقسام مختلفة ! القسم الأول هو: رفض
وإنكار كل الغيبيات والإعتقاد فقط , بما هو ماديٌ ملموس في
إطار المشهودات العينية !
القسم الثانى ببساطة : هو تأجيل فكرة الإعتقاد في وجود خالق الى
ما بعد الموت, مجرد تأجيل وليس إنكار أو رفضا باتآ لفكرة
الإعتقاد في وجود خالق, بمعنى انه يرى أن الإعتقاد في وجود
خالق ومن ثم الإيمان به, هو أمر سابق لآوانه ولذلك تجده
كان يردد ” لنترك ما سوف يحدث بعد الموت, الى ما بعد الموت”
وهناك القسم الثالث الذي يقول : أنه توجد بالفعل قوة خفية
مستترة تقود الكون بأسره تلك القوة متعالية متحكمة في
الوجود كله ! وأنه يجب على الجميع ان يؤمن بها ويعتقد
فيها ! ومهما اختلف الناس حول تسمية هذه القوة الخفية المتعالية والمتحكمة في الوجود كله, فلا يجب على أحد إنكار وجودها
وقد قام بعض المفكرين والفلاسفة بوصف هذه القوة وتسمياتها,
منهم من قال أنها ( المادة ) ! ومنهم من وصفها بأنها ( الضمير)
ومنهم من انحرف عن كل ذلك قائلا في وصف هذه القوة
” العقل الكامل ” فقد تكون واحدة من هذه الأشياء, وقد تكون ايضا
( الطبيعة ) المهم أنه توجد قوة ما خفية مطلقة متعالية !
والذين ينتمون الى هذا القسم يعتقدون أنه لا يصح إنكار هذه القوة
المطلقة التى تفرض وجودها على كل الوجود, لمجرد الخلاف
حول وصفها أو تسميتها ! هكذا نجد الملحد يصف تلك القوة الخفية
بأي وصف ويسميها بأي اسم إلا أنه يرفض أن تكون هذه الإرادة أو
القوة الخفية هي ( ألله )! هو رافض لهذا الوصف ولا يعترف بوجود
لفظ الجلالة من الأساس ! على الرغم من أعترافه (الداخلي) بوجود
تلك الإرادة المتحكمة والقوة المتعالية !
( صفات الملحد ) .
…..
انه الشخص الذي يملك من الرقي السلوكي والاحترام , مايجعله
يكن لكل من حولهُ من المتدينين, الإحترام لهم ولعقائدهم , فتراهُ لا
يسبُ أنبيائهم لا يهين عقائدهم أبدا, فلا يصدر مثل هذا التصرف من
الملحد ( الحقيقي ) كذلك لا يقوم بنشر أفكاره بين الناس لأنه يعلم
انه يسير عكس التيار !
فلا يفعل مثل الحمقى ممن يسيئون للإلحاد الحقيقي وللملحد المهذب
صاحب الفكر والفلسفة الحرة , أما الذي نراه هذه الأيام فهو ليس إلحادا على الإطلاق وهؤلاء مثلهم مثل الذي حفظ من دون أن يفهم ! .
ليسوا ملحدون ولا يعلمون , فلا يوجد ملحد حقيقي يمشي في الناس
مهللا مكبرا ( انا ملحد انا ملحد ) , الملحد شخص منطوي يتميز عادتا
بالثراء حتى يوقيه المال من نبذ المجتمع ( المتدين ) له ولأفكاره,
انني أستطيعُ ان أؤكد لكم بما لا يدع مجالا للشك, أن هؤلاء الذين يخرجون عليكم عبر الشاشات وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي , ليسوا
أصحاب فكرة ولا ( رأي ) ! ولا فلسفة من أي نوع انهم مجموعة مهاويس شهرة يفرضون الذات الناتج عن طمس الهوية وفقدان للشخصية المبدعة المستقلة ! وبعضهم يفعل ذلك, (ليفك) ضيقته المادية
كالذي يخرج علينا عبر القنوات مهللا ( انا ملحد ) في مظهر مضحك هزلي وتمثيلية بليدة غير محبوكة الأحداث, من تأليف ( مُعد البرنامج)
وتمثيل مهرجٌ, متدين بالمناسبة, وبل قلبه مليئٌ بالإيمان! يحصل على
نقود نظير ظهوره على الشاشة والمفارقة المضحكة هنا ان الشيخ الذي
يأتون به ليناظر الملحد على الهواء ( يهديه ) هو أيضا يحصل على
مبلغ نظير ظهوره على الشاشة ومحاولتهُ هداية الملحد ! .وكأن الكفر
والإيمان قد إتفقا لأول مرة منذ فجر التاريخ والذي جعلهما يتفقان هو
( التربح ) أوالمصلحة ! . تلك هي الطامة وهذا هو العار .
إنهم بذلك لا يسيئون لدين , ولا لنبي من الأنبياء ولا لكتب مقدسة ولا يسيئون لإله بل أرى أنهم يسيئون ( للإلحاد ذاته) ! أما عن هؤلاء المرتزقة فلن أقول عنهم أفضل مما قال فيهم رسول الله : غثاء سيل
لاخير فيهم …
( أنا والملحد ) !..
….
لقد سبق لي وأن ناظرتُ الملاحدة الحقيقيين ولي في ذلك باعا ليس
بالقصير , وقد أراد الله سبحانه وتعالى ب إيمان بعضهم على يدي
ولا داع لتذكيركم بمناظرتي ( حول قضية الله والعقل )
عام / 2009 وعليه فنحن كنا ومازلنا على استعداد لمناظرة
الملاحدة حول أسألتهم السفسطائية ,فمن بين هذه الإطروحات الإلحادية
إطروحة تقول ” إن الله ليس أكثر من فكرة تكونت بذهن الإنسان
ثم تطورت عبر التاريخ بتطور عقل وإدراك الإنسان” !
وان هذه الفكرة الوهمية قد صنعها اللا وعي لدى الانسان من رحم
الإرهاصات العقلية الناتجة عن الخوف الشديد ,كمحاولة منه لمجابهة اهوال الحياة
مما جعلهُ يبدأ في عبادة كل ما يخيفهُ ويجعلهُ يرتعد خوفا ورعبا
لذا فقد عبد, الريح .. والبرق .. والوحوش .. لتظل فكرة العبادة تتطور
بشكل تدريجي الى أن أصبحت ( الله ) !
وهنا نقول ” أن هذا القول ليس بخاطئ فحسب , بل هو قولٌ منطقيٌ
لا منطق فيه !
في البداية لا توجد فكرة تخطر ببال المرء ليس لها وجود من الأساس
كما أنه لا توجد فكرة تخطر ببال الإنسان غير قابلة للتطبيق !
اذكروا لي اية فكرة لإختراع من الاختراعات التي نعيش مستفيدون
من وجودها في حياتنا , ولم تكن قبل ان تخرج الى النور دربا من
الوهم والخيال التخيُلي ! ..
على سبيل المثال لا الحصر فكرة طيران الانسان مثل الطيور !
كانت قبل تنفيذها وخروجها الى النور مجرد وهم توهم به شخص ما .
اذن لا توجد فكرة يفكر بها المرء ليس لها وجود من الاساس
( وهم ), وحتى الوهم ذاته لا يعني انه لا شيء !
فالعلم النفسي الحديث أكد أن الوهم هو إنعكاس فيزيقي لواقع متراكم
باللا وعي فمعنى ان هذه الفكرة تراكمت بعقل الإنسان الأول البدائي
والذي لم يكن بوعيهُ تاريخٌ يذكر معنى ذلك أن هذا الوهم الذي يتحدثون
عنه له شيءٌ من الأصل والأساس بداخل اللا وعي لدى الإنسان ! .
فأين الماضي الذي عاشهُ الإنسان الأول لكي تتراكم وتتكون منه أفكار
ناتجة عن ذلك الماضي الذي لم يعيشهُ الإنسان الأول من الأساس ؟
اذن القول بأن الله مجرد فكرة وهمية تكونت ثم تتطورت عبر التاريخ ,هو قول مردودٌ عليه
ثم كيف للوهم أن يتطور ؟ .
و بعد ما تطور , هل اصبح حقيقة مثلا ؟ ام اصبح وهما آخر ؟ ام ماذا ؟
لا يصح منقطيا التصديق بأن الوهم يتطور لأنه ببساطة ( وهم ) ! .
فكيف له أن يتطور ؟ ! .
أنهم بذلك قد أثبتوا حقيقة وجود وصحة هذه الفكرة لأن الماض المقصود
والحقيقي هو ( الماعية الإلهية ) في حياة عالم الذر التى عاشها الإنسان قبل أن ينزل إلى الأرض حيثُ عالم الأرحام, وذلك لأننا كان لنا وجود قبل
( أن نولد ) ! .
فيما يلي بعض من أسماء المفكرين الملحدين الحقيقيين ! .
/ طايع صفدي ( كاتب سوري ملحد يعيش ب إنجلترا ) .
/ سلمان رشدي ( روائي هندي كتب روايته الإلحادية آيات شيطانية ) والتي طالبت إيران على أثرها برأسه قبل أن تقوم إنجلترا بحمايته ! .
/ حيدر حيدر ( روائي سوري شهير وهو ملحد وقد كتب روايته وليمة أعشاب البحر .
/ نسرين تسليمة ( مفكرة من بنجلاديش وقامت بمهاجمة الديانات لاسيما والإسلام تحديدا هجوم ضاري ) .
وأخيرا وليس آخرا / نوال السعداوي ( طبيبة وكاتبة مصرية صدر لها رواية بعنوان ” الإله يقدم إستقالته ” وتم حرقها من قبل أحد الناشرين)!